أكد الكاتب الأستاذ أسامة غريب أن روايته المقبلة سوف تدور في إطار رومانسي، بعيداً عن الأجواء التي كتب عنها من قبل. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بمكتبة حنين؛ لمناقشة وتوقيع كتابه الأخير "مسافر في مركب ورق - ابن سنية أبانوز"، حيث أدار الندوة الأستاذة نهى حماد، بحضور الأستاذة فريدة الشوباشي والأستاذة نوال مصطفى والأستاذ كريم الشاذلي والأستاذ محمد فتحي والأستاذة إيمان يوسف، إضافة إلى الأستاذ أحمد مهني.
وتحدّثت نهى حماد في بادئ الأمر عن مسيرة أسامة غريب الأدبية، مشيرة إلى أن الكتاب هو الثالث بعد كتابه (مصر مش أمي) ثم كتاب (أفتوكا لايزو)، ويعتبر مجموعة قصصية تنتمي إلى أدب الرحلات.
وتحدّث غريب عن كتابه مشيراً إلى قيامه برحلات عديدة حول العالم، ورأى أن بعض أحداث تلك الرحلات صالح للنشر، وهكذا خرجت فكرة "مسافر في مركب ورق" إلى النور، وكشف غريب أن "مسافر" هو اسم سلسلة من الكتب، سوف يصدر منها كتاب سنوياً.
وأشار غريب إلى أنه لم يلتزم بالشكل القديم لأدب الرحلات في وصف كل شيء وكل مكان مثل المعالم السياحية في أوروبا؛ لأن الناس أصبحت تعرف تلك الأماكن بالفعل، ولكن -والكلام لغريب- رأى أن لديه حواديت مليئة بالدراما، وتستحق التسجيل؛ لأن الرحلات مليئة بالمفاجآت والأخطار، إضافة إلى شحنات إنسانية لا تصلح للنشر فحسب، ولكن تصل للسينما أيضاً، ولكنه فضّل أن يبدأ بها عبر سلسلة من الكتب أولا.
وعلى سبيل التجربة اختار غريب اثنتي عشرة حدوتة مما جرى له للنشر في هذا الكتاب، مؤكداً أن الكتاب الثاني في السلسلة سوف يكون جاهزاً في صيف 2010.
ونفى غريب أن يكون قد توجّه إلى الكتابة متأخراً، أو في سن متقدّمة، مؤكداً أنه قبل كتابه الأول كان يُنشر له قصص قصيرة على فترات متباعدة، ولكنه وضع رهان حياته وقتذاك على مهنة أخرى غير الأدب، ولكن بعد عودته من كندا منذ فترة، رأى أن الوقت مناسب لكي يتفرّغ للعمل الأدبي، مشيراً إلى تخوّفه من احتراف مهنة الكتابة في بادئ الأمر إلا أنه اكتشف أن الكتابة غير المنتظمة لم تجعل القارئ يتعرّف عليه بالشكل الذي يريده.
وعن إهدائه لكتابه إلى الأستاذة فريدة الشوباشي، نوّه غريب إلى رحلة كفاح ونضال الشوباشي الصحفية والإعلامية المشرفة، وأنه أراد تحية هذه السيرة النضالية عبر هذا الإهداء. وحينما سئل عن أقرب قصص كتابه إلى قلبه؟ أشار غريب إلى أن هذا السؤال تكرر كثيراً، ولكل المؤلفين، ولكنه سوف يجيب بطريقة أخرى، وتحديداً بذكر أكثر قصص الكتاب التي يكرهها أو لا يحبها، واستطرد غريب أن القصة التي تدور حول وفاة واحداً من أقرب أصدقائه كانت واحدة من أكثر القصص التي يكره وتعب في كتابتها عبر كل ما كتبه، وكان يتمنى ألا يكتب هذه القصة.
وعن اختيار اسم مسافر في مركب ورق، قال غريب إن مصطلح كلمة ورق أتى عبر واحدة من رباعيات صلاح جاهين: مركب ورق من نفخة تطوح ركبتها والكل بيلوح تسوحت فيها 52 سنة للآن لا بتغرق.. ولا تروح
فقد كان جاهين -والكلام لغريب- يتحدّث عن حياته على أنها مركبة لا تغرق أو تريد أن ترسو على الشاطئ، ورأى غريب أن حياته قريبة لمعاني تلك الأبيات، وهكذا اختار عنوان السلسلة، أما سنية أبانوز فهو عنوان واحدة من قصص الكتاب، وهي شخصية حقيقية في ولاية نيويوركالأمريكية، وتدور القصة حول ليلة دامية قضاها غريب مع ابن سنية أبانوز.
وحول تصنيفات الكتابة ما بين أدب ساخر وأدب رحلات، قال غريب إنه لا يضح تقييم لما يكتب، بل يكتب ما في ذهنه، وأشار غريب إلى أنه لا يوجد تناقض ما بين الأدب الساخر وأدب الرحلات، مشيراً إلى أن بعض الرؤى النقدية حول الكتاب أشارت إلى لمحة ساخرة في الكتاب رغم أنه ينتمي وفق التصنيفات إلى أدب الرحلات.
وأشاد الحاضرين بقصة "صانعة الكفتة"، فتحدّث غريب عن تلك القصة كاشفاً النقاب أن أحداثها دارت في الكويت حيث عاش لفترة من عمره، وأكد غريب أن القصة حدثت بالفعل.
وحول أعماله المقبلة، أشار غريب إلى أن دار الشروق سوف تطرح له قريباً كتاب "همام وإيزابيلا"، وهي الرواية التي نشرت مسلسلة بجريدة المصري اليوم, ولكنه أعاد كتابتها بالكامل، وتدور أحداثها في الأندلس ولكن القارئ سوف يكتشف منذ اللحظة الأولى بالرواية أن كل ما يتعلق بالأحداث به إسقاط على مجريات عصرنا الراهن، ونوّه غريب أن إلى أن "همام وإيزابيلا" ليست الرواية الرومانسية المكتملة في ذهنه.