صنع شبان فلسطينيون مقعدا على غرار مقاعد الدول في الأممالمتحدة؛ سعيا لطلب الحصول على عضوية كاملة لبلدهم من المنظمة الدولية خلال اجتماعات الجمعية العامة لها هذا الشهر؛ لبحث مسألة الاعتراف بعضوية فلسطين في الأممالمتحدة. وأطلق الشبان الحملة الشعبية التي تقوم على صُنع مقعد خشبي زرقاوي اللون أُسوة بمقاعد الأممالمتحدة مكتوب عليه كلمة "فلسطين"، وشعار الحملة وهو: "فلسطين تستحق عضوية كاملة في الأممالمتحدة".
ويعتزم القائمون على الحملة نقل المقعد إلى عدد من دول العالم؛ بغية إظهار تشبّث الشعب الفلسطيني بحقّه في إقامة دولته، قبل أن يصار إلى تسليم المقعد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن سمحت الظروف بذلك.
ويتضمّن المقعد رسما لعلم فلسطين وغصن الزيتون الذي يرمز إليه الفلسطينيون للدلالة على الرغبة في السلام.
وسيتمّ تنظيم جولة خارجية للحملة تشمل دول عدة عواصم عربية وأوروبية؛ بغرض دعم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين من الأممالمتحدة وحشد التأييد العالمي له؛ وصولا إلى نيويورك مقر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويقول منسق الحملة أيمن صبيح: "إن فكرة الحملة جاءت من قبل عدد من الشبان المتحمّسين لبلدهم، ورغبتهم في التحرك لدعم الطلب الفلسطيني من الأممالمتحدة مع اندلاع الثورات في الدول العربية".
وقد راعى القائمون على الحملة صنع مقعدين للحملة؛ نظرا لمحدودية الوقت ما بين إطلاق الحملة وانطلاق أعمال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتشكيل وفدين سيزور كل منهما عدة دول عربية وأجنبية، وهما يحملان "المقعد الطائر" الذي صنع بطريقة تجعله سهل الحمل، وقابلا للطي.
ويقول صبيح: "المقعدان صُمّما في رام الله؛ لكن جزء من قِطَعهما أخذ من الخليل، أما القماش فأحضر من نابلس؛ بينما جلبت المفاتيح والمفاصل الخاصة بهما من القدس، أما تجميعهما فتم في جنين، وبالتالي فإن المقعدين يمثلان فلسطين ككل".
ويردف: "وجدنا أنه من الصعوبة بمكان أن نخرج بوفد واحد لتنفيذ الحملة؛ علما بأننا نخطط بداية زيارة 15 دولة؛ لكن بسبب معطيات تتعلق بمحدودية التمويل المقدم أساسا من رجال أعمال وأشخاص عاديين، ارتأينا قصرها على ثماني دول."
ومن ضمن الدول التي سيزورها الوفدان كل من: لبنان، وقطر، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، وأمريكا، وبلجيكا.
وعن سبب زيارة لبنان، يشير صبيح إلى أن مرد ذلك إلى كونها ستترأس مجلس الأمن في دورته المقبلة؛ عدا أنها تضم عددا كبيرا من اللاجئين.
ويضيف: "سيكون للوفد لقاءات رسمية وشعبية على عدة مستويات، كما سننظم لقاء شعبيا في أحد المخيمات سيُدعى إليه العديد من الفعاليات اللبنانية".
ويتابع: "بعد لبنان سيتجه الوفد إلى قطر؛ بصفتها الرئيس الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث تمّ التنسيق لإقامة عدة فعاليات شعبية، قبل أن يتجه الوفد إلى روسيا؛ لحثّها على اتخاذ موقف واضح وداعم للتوجّه الفلسطيني للأمم المتحدة."
ويوضح أن الوفد الثاني سيبدأ عمله بالتزامن مع نظيره الأول بزيارة فرنسا؛ مضيفا: "إننا نتطلع إلى أن يكون هناك موقف فرنسي واضح من التوجّه للأمم المتحدة، ومن هنا تأتي الزيارة إلى باريس".
وسيذهب الوفد بعد ذلك إلى العاصمة البلجيكية بروكسل؛ باعتبار أنها تضم مقري الاتحاد والبرلمان الأوروبي؛ حيث سيتم لقاء عدد من الفعاليات؛ خاصة من أعضاء البرلمان، قبل أن يتجه الوفد إلى إسبانيا.
ويقول صبيح: "تقود مدريد حاليا جهدا أوروبيا داعم للاعتراف بالدولة؛ ولذا نريد عبر هذه الزيارة التعبير عن امتنان الشعب الفلسطيني لهذه اللافتة من قبل إسبانيا."
وبعد مدريد، ينتظر أن يتجه الوفد إلى بريطانيا؛ باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، عدا عن اعتبارات أخرى، ومطالبتها بأخذ موقف عملي يدعم قيام الدولة المستقلة.
وحول ذلك يقول صبيح: إن زيارة الوفد لبريطانيا، مردها إلى عدة أسباب، من ضمنها ما نلمسه من وجود موقف بريطاني متراجع من القضية الفلسطينية؛ لذا ارتأينا زيارة مقر رئيس الوزراء البريطاني ووضع المقعد الطائر أمامه.
ومن المقرر أن تكون مدينة نيويورك الأميركية مسك ختام زيارة الوفد؛ حيث يتم العمل حاليا على إجراء الترتيبات المتعلقة بتسليم "المقعد الطائر" لأمين عام الأممالمتحدة، بحضور رئيسي مجلس الأمن، والجمعية العامة، والسفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور.
وسيكون بموازاة النشاطات الخارجية للحملة، أخرى داخلية تشمل تعليق لافتات إعلانية، وتوزيع ملصقات، وقبعات وغيرها تحمل شعار الحملة؛ بغية التعريف بالحملة على المستوى المحلي.
وحول توقعاته لنتائج الحملة يقول صبيح: نريد من هذه الحملة أن تبرز تصميم الشعب الفلسطيني على انتزاع حقه الذي أقرته الكثير من القرارات الأممية في إنهاء الاحتلال الذي بات آخر احتلال في هذا العالم، ومطالبة الأممالمتحدة بالاعتراف بالدولة على حدود الرابع من يونيو العام 1967.
والمقعد الجوال يحمل شعار الأممالمتحدة ولونه أزرق وحجمه كحجم أي مقعد دولة أخرى في الأممالمتحدة، كما أنه مطابق تماما لمواصفات أي مقعد في الأممالمتحدة من حيث التمثيل والصوت والطبيعة القانونية.
ويزن الكرسي 15 كليو جراما، وهو سهل الطي ليتسنّى نقله من مكان لآخر.
أُعد المقعد من خشب الزيتون وأشرف على تصميم المقعد المهندس سفيان القواسمي الذي يقول إنه مبادرة شعبية لدعم حق الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده لعضوية كاملة من الأممالمتحدة.
وذكر القواسمي أنه عمد إلى إعداد المقعد من خشب الزيتون دلالة على رمز السلام والحرية؛ فيما كسوته من السجاد البراق.
وقال القواسمي إن المقعد هو رمز وقيمة صنع بأيدٍ فلسطينية خالصة من أجل تعريف العالم بالشعب الفلسطيني وصناعته.
وشرعت لجان شعبية في عدد كبير من قرى الضفة الغربية المعروفة بمناهضة الجدار والاستيطان الإسرائيلي، بتحضيرات خاصة لإطلاق أكبر سلسلة تظاهرات شعبية دعما للتوجه إلى الأممالمتحدة.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه: "إن ربيع الثورات العربية" الحاصلة في عدد من البلدان العربية يمثل أمل الفلسطينيين في تحركهم ويتطلعون لتجسيده في سبتمبر الجاري.
وأكد عبد ربه على ضرورة تفعيل التحركات الشعبية داخل وخارج الأراضي الفلسطينية في سبتمبر الجاري؛ على أن تكون احتجاجات سلمية مؤيدة لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة.
وستحمل هذه التحركات شعار "فلسطين الدولة 194"، ويجري الإعداد لها على أن تصل ذروتها في العشرين من الشهر الجاري، وهو موعد بدء الجمعية العمومية للأمم المتحدة جلساتها الرسمية في نيويورك. عن وكالة الأنباء الألمانية (بتصرّف)