بصراحة مشكلتي معقدة جدا، وأنا تعبانة منها نفسيا جدا، ومش بانام خالص.. أنا زمان حبيت شخص، واتقدم لي وماحصلش نصيب؛ بسبب الأهل، وسيبنا بعض من 3 سنين، وهو بيحبني جدا لغاية دلوقتي، وعايز يتقدم لي تاني. المشكلة إن أنا في الفترة اللي سيبنا فيها بعض حبيت شخص تاني، وهو كمان حبني جدا، وبصراحة هو ده الشخص اللي اتمنيت أقضي معاه بقية عمري، وحلمت معاه بكل حاجة حلوة في الدنيا كلها، بس مع الأسف كل أحلامي اتهدت معاه في ثانية؛ لأن فيه بنت فضلت تلفّ عليه كتير جدا علشان تاخده مني، ومع الأسف ضعف في يوم وخانني معاها، وهو اللي حكى لي كل حاجة، بس هو ماحبش البنت دي. وبعدت عنه نهائي، وهو طلب مني إني أسامحه كتير على الغلطة دي، وقال لي إنه بيحبني جدا، وإنه مش بيعرف يخبي عني أي حاجة نهائي.. وعلى فكرة هو محترم جدا، وعارف ربنا، وراح بعدها عمل عمرة؛ يعني أقصد أقول إذا هو شخص أنا عارفة إنه مش كويس مش هازعل عليه؛ لكن أنا واثقة إنه كويس جدا بس هو مسافر وبعيد عني وفي غربة. أنا سامحته بس هو مش مسامح نفسه، وبقى خايف إني مش هاغفر له خيانته لي، وبيقول لي: أنا من اليوم ده وأنا فيه حاجة اتكسرت جوايا، أنا مش مجرد إني خسرتك، أنا خسرت نفسي، ومن يوم ما سيبتك وأنا حاسس إني ضايع. أنا لسه بحبه جدا وواثقة إنه بيحبني، وواثقة إنه محترم.. وفي نفس الوقت الشخص الأولاني عايز يتقدم لي تاني، وأنا من جوايا مش موافقة؛ بس كل أصحابي بيقولوا لي: خلاص ارجعي له؛ لأنه بيحبك وما دام مش هتتجوزي الشخص اللي بتحبيه يبقى اتجوزي شخص بيحبك وشاريكي. خايفة أوافق عليه وأنا بحب واحد تاني، أنا مش عايزة أغشه؛ لكن كل الناس شايفة إنها فرصة وجت لي، وماينفعش أضيعها.. أنا تعبانة جدا، ومش عارفة آخد قرار.. أفيدوني بالله عليكم. Rashrosh.4ever صديقتي.. بداية، قصتك الأولى قد انتهت ولن يُجدي الرجوع لها مرة أخرى؛ لأنك قد أحببت شخصا آخر ولن تستطيعي إقناع نفسك بغيره بتلك السهولة، إلا إذا تخلصت من ذكراه، أو انتهت قصتك معه وحسمت أمرك، ولا تفكري في أن ترتبطي بشخص لأنه يحبك؛ بل يجب أن تشعري أنه يملأ تفكيرك واقتناعك، وأن لديك استعدادا لكي تحبيه أيضا؛ لأن الموضوع لن ينجح على الإطلاق إذا جاء من طرفه هو فقط. ولكنك بدأت في التفكير في الموضوع الماضي؛ بسبب تلك المشكلة التي حدثت لك مع الشخص الثاني؛ فبحثت عن الشخص المعروف لديك؛ لأنك لا تضمنين المجهول، وأيضا تخشين انتظار شخص آخر لا تعرفينه، وبالتالي فكرت أن هذا ما لديك الآن، فتشوشت أفكارك أكثر، وتأثرت بآراء أصدقائك؛ فانتبهي جيدا فأهم شيء ألا تدخلي في قصة أو ارتباط دون أن تنتهي مما كان قبلها من داخلك؛ حتى لا تظلمي الشخص الآخر وتظلمي نفسك. وما آراه في رسالتك أنك لا تزالين متأثرة بهذا الشخص الثاني؛ ولكن خيانته لك هزت ثقتك؛ لذا من المهم جدا أن تكوني صريحة مع نفسك ومع مشاعرك، وأن تراقبيها جيدا وتحكمي على الشخص بناء على تفكير عميق، وليس على أساس عاطفي فقط بسبب تعلقك به. فمثلا هل هذا الشخص ملتزم فعليا في حياته؟ أم أن التزامه ذلك هو ما حكاه لك، ولم تعرفيه جيدا فيه بحكم أنه مسافر ولا تملكين الفرصة لدراسته؟ هل كان جادا معك ويريد التقدم لك، أم كانت قصة حب وقفت عند هذا الحد ولم يذكر شيئا عن الارتباط الرسمي؟ هل ترينه دائم المحافظة على الصلاة أم لا؟ انتبهي جيدا؛ لأن الصلاة هي عماد الدين، وهي أول مقياس للحكم على التزام الشخصية وجديتها ومراعاتها لعلاقتها مع الله. واسألي نفسك: هل هو صريح معك في كل الأمور، أم يخبئ أشياء أخرى عنك قد تكتشفينها فيما بعد؟ هل تشعرين أنه نادم بالفعل على ما فعل بسبب إغضابه لله تعالى؟ أم بسبب معرفتك أنتِ بالموضوع وخسرانه لك؟ عزيزتي.. أهم شيء هو ما بين السطور، انتبهي دوما للأشياء البسيطة، وركزي فيها فقط؛ فأنتِ بحاجة إلى دراسته جيدا قبل الحكم عليه؛ لأن الشخص المتدين ليس بالضرورة أن يكون مظهره فقط هو ما يدل عليه؛ فليس من المعقول أن يتساهل في علاقته بفتاة إلى حد أن يخطئ معها ثمّ يحاول إقناعك بتأدية عمرة مثلا تعطيك إيحاء أنه شخص جيد. عليك التأكد من ذلك جيدا؛ لأن كثيرا من الأشخاص يتخذون بعض الأمور واجهة لتحسين مظهرهم، وليس مبررا له أن الفتاة الأخرى كانت تسعى وراءه؛ لأن الخطأ يا عزيزتي له مقدمات، والخيانة لن تأتي بهذه السهولة؛ إلا إذا كان لها خطوات قد سمح هو بها، والله تعالى يقول: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}. عزيزتي.. إذا كنت ترين هذا الشاب جادا بالفعل؛ فاتركي له الفرصة لكي يثبت لك ذلك بشكل حقيقي غير مصطنع، واجعلي علاقتك به بعلم الأهل فقط؛ حتى تحلّ بركة الله، وتظهر لك الأمور على حقيقتها. طمئني نفسك وسيري في طريق يُرضي الله، وتأكّدي أنه سيكشف لك كل شيء، واجعلي تصرفاتك دائما في إطار رضا الله؛ حتى لا تتعب مشاعرك؛ لأن قلبك رقيق وغالٍ؛ فلا تسمحي لأحد أن يعبث به بسهولة؛ فمشاعرك ستشعرين بلذتها عندما تدّخرينها لمن يستحقها. أكثري من الاستغفار؛ لأنه يكشف الهم ويجلب السعادة، واستخيري الله؛ فالاستخارة تجعلك ترمين همومك وتتوكلين على الله الذي لن يختار لك شيئا إلا وفيه سعادتك، ولا تُشغلي بالك وتُرهقي نفسك؛ لأنك لن تأخذي في النهاية إلا رزقك الذي كتبه الله لك، وحتى تحافظي على هذا الرزق لا تضيعي بركته بأي علاقة خارج الحدود الرسمية؛ فاجعلي دوما أي موضوع له طريق ثابت وواضح؛ لأنك كائن رقيق عاطفي، وليس من السهل الدخول في قصة عاطفية دون التأكد من ضمانها. مع تمنياتي لك بالحياة السعيدة والتوفيق.