يرى الأديب علاء الأسواني أن ثورة 25 يناير ما زال بها جولات أخرى ولم تنتهِ بعدُ، مبديا تخوّفه من الطريقة التي تدار بها الانتخابات البرلمانية المقبلة، واصفا الأمر بأن هناك "سيناريوهات غير مبشّرة للانتخابات". وقال الأسواني خلال حواره مع الإعلامي عادل حمودة عَبْر برنامج "معكم" على قناة CBC أمس (الأربعاء): "لا يوجد لديّ أي شك أن الثورة ستنتصر، وستبدأ مصر مستقبلها، وهناك دورة أخرى للثورة عندما يحدث أن الفترات الانتقالية لا يزال فيها النظام القديم". وأضاف: "ليس لدي شك أن المجلس العسكري لديه نية وطنية وعظيمة، ولكنه مع الأسف قاوم التغيير الثوري واحتفظ بالنظام القديم، ولم يرَ الفرق بين النظام والدولة، ودائما ما يردد بأنه لا يمكن هدم النظام القديم؛ لأنه بذلك سيهدم الدولة، وهذا فكر خاطئ؛ لأن النظام هو إدارة الدولة". وأبدى الأسواني ضيقه من فكرة عدم تفعيل قانون العزل السياسي على أعضاء الحزب الوطني المنحل، مقارنا ما يحدث في مصر مع ما حدث في تونس، مضيفا: "النبلاء الذين ضحوا بأنفسهم للإطاحة بمبارك لن يكونوا في البرلمان المقبل، ومعظم شباب الثورة ليس لديهم قدرة مالية للانتخابات، وتونس لم تمنع أعضاء حزب بن علي -الرئيس التونسي الهارب- من المشاركة في الانتخابات فحسب؛ وإنما امتدت لمنع كل مَن خرج يقول بمد فترة جديدة له". وتساءل الأديب الكبير: "جهاز الكسب غير المشروع تذكّر منع علاء وجمال مبارك من التصرّف في أموالهما بعد 9 أشهر هل هذا يُعقل؟ الثورات تعقبها إعدامات ومذابح لكننا لم نطلب ذلك، وهل من المعقول أن حكم المحكمة يغلق الحزب الوطني ثم يتم فتح 7 أحزاب حزب وطني!!". وأتبع: "هناك سيناريوهات غير مبشّرة للانتخابات المقبلة، هذه الثورة قامت من أجل إسقاط فلول الوطني؛ فهل يُعقل أن يشكّلوا مستقبل مصر المقبل بعدما أفسدوه طوال 30 سنة". وانتقد الأسواني الحرية الكبيرة التي يتمتّع بها أركان النظام السابق، قائلا: "سوزان مبارك غير ممنوعة من السفر، وعندما ستسافر هل سيكون للتسوق أم لتنسيق الأموال المنهوبة؛ هناك متهمون يدخلون القفص بالآي باد". واستغرب مؤلف "عمارة يعقوبيان" في سياق حواره التحوّل الذي طرأ على الجماعات السلفية من تكفيرهم مَن يخرج على الحاكم، وعدم اعترافهم بالديمقراطية للتشبث بها الآن، مستطردا: "الإخوان المسلمون هم الوحيدون الذين اشتركوا في الثورة من بين التيارات الإسلامية، ولكن السلفيين قالوا قبل الثورة إن الخروج عن الحاكم حرام، وإن التظاهرات حرام والديمقراطية كفر.. فلماذا أصبحت حلالا الآن؟!!". وحول اتجاههم لإنشاء أحزاب على خلفيات دينية، أشار: "من حقّك عمل أحزاب على خلفية دينية، ولكن هناك فَرق بين الحزب الديمقراطي الديني وبين الفاشية الدينية". وانتقد الأسواني صمت المؤسسة العسكرية على الحملة التي انطلقت لدعم وتأييد المشير طنطاوي رئيسا للجمهورية، قائلا: "أتمنّى أن أسمع من المشير طنطاوي غدا استنكاره لفكرة ترشيحه للرئاسة، مَن دعا لحملة ترشيح المشير للرئاسة يُشبه الرجل الخفي الذي طالب بإقناع جمال مبارك بالترشح للرئاسة". وفي نهاية حديثه كشف الأسواني عن قرب صدور روايته الجديدة مع بداية المعام المقبل، متما: "من يوم 25 يناير قضيت حوالي 7 أشهر في الشارع، وسأنتهي من روايتي قريبا، وهي بعنوان نادي السيارات".