بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. مع أسئلتكم التي ترد إلينا.. سؤال يقول: أنا محاسب قانوني في مكتب محاسبة، وعندي شك في أن عملي حرام؛ لأننا نزوّر فواتير لنزيد المصاريف، ونقلّل صافي الربح حتى تدفع الشركات ضرائب أقل مما يجب أن تدفعه؟ مهنتك حلال.. ولكن هذا التصرّف حرام، هذا تصرّف حرام يقع في مهنة حلال.. نحن نمارس المهن، ولكن الكذب حرام؛ فإذا كذب أي أحد منا فالكذب حرام حتى لو كان العمل حلالا.. إذن امتنعْ عن هذا، واستمرّ في أداء مهماتك. طريقة عرض المصروفات ممكنة ومباحة ولا تحتاج إلى هذا تزوير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المُتشبِّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبَي زور"؛ يعني التزوير حرام، والغش حرام، والكذب حرام، ولذلك قال وهو يُسأل: أيكذب المؤمن؟ قال: لا. ولذلك فهذا العمل لا علاقة له بشغلك، وليس من أفراد شغلك ومهماته أن تزوّر للناس، وأن تبيع دينك من أجل دنيا غيرك. سؤال آخر يقول: أنا جندي في الجيش ومسئول عن "الكانتين"، وأحيانا تطلع زيادات أو بيكون فيه عجز في الفلوس اللي معايا؛ فهل هذه الزيادات حلال لي أن أخذها؟ هذا يسأله أيضا أصحاب الخزائن (لما يكون أمين خزنة) فيجد في النهاية أن معه فروقا بالزيادة، وقد يكون هناك فروق بالعجز، ويتأتّى هذا من كثرة العمليات، وكانت الحيلة لإباحة هذا أن نقوم بوضع صندوق نضع فيه هذه الزيادات كل شهر؛ فإذا حدث عجز أخذنا من هذا الصندوق حتى يوازن هذا العجز. وكان سبب الزيادات والعجز هو فوارق العملة؛ فمثلا هذا الشيء بثلاثة جنيهات وثلاثين قرش، فدفع ثلاثة جنيهات ونصف وترك العشرين قرشا لأمين الصندوق أو لأمين "الكانتين" أو كذا.. فتتركب هذه؛ فإذا حسب ما عنده وجد زيادات، وكذلك يحدث بالعكس أني أعطي الإنسان الباقي خمسين قرشا، وهو له أربعين أو خمسة وأربعين، وأستهين بالخمسة قروش؛ لقلة قيمتها ولعدم الالتفات إليها، فيأتيني عجوزات في النهاية.. أو العدّ قد نخطئ في العدّ سواء في الإيراد أو في المصروفات، والحيلة في ذلك هو فعل هذا الصندوق الذي نضع فيه الزيادات حتى تدرأ النقوصات؛ لأن الزيادة والنقص هو سمة الخزينة وسمة "الكانتين" عبر العصور في كل البلاد مع كل الناس. ولذلك ينبغي علينا أن نحل هذه المشكلة بذلك الاقتراح؛ وهو أن نأخذ من الزيادة للنقصان، وندرأ النقصان بالزيادة ولا يكون علينا حرج في هذا؛ لأن هذه أموال شاعت وذاعت لا أعرف من أين سبب الزيادة، ولا أعرف من أين سبب النقص، ولذلك فمجمل العمل يأخذ بعضه ببعض. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.