السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة ومش متجوزة، وطبعا ده في مجتمعنا بقى كارثة، أنا شايفة إنه عادي جدا إني أكون لسه بنت، لكن طبعا بابا وماما شايفين إنه ماينفعش، وإن ده دلع. أنا هاكلمكم بصراحة.. أنا على قدر من الجمال ومستوى اجتماعي ومادي معقول؛ فكل أصحابي والناس اللي حواليّ شايفين إن مافيش سبب للتأخير ما دام بيتقدم لك ناس كتير؛ يبقى أكيد العيب فيّ؛ لكن والله أنا مش مغرورة أو بارفض من أجل الرفض؛ لكن نصيبي لسه ماجاش، وظني بربنا كبير إنه هيبعت لي نصيبي اللي أنا باتمناه؛ اللي يحبني بجد ويحتويني، ويكون حنين وراجل. هاسألكم سؤال: هل المواصفات دي بقت صعبة ومش موجودة؟ هل مش من حقي إني أحلم زي أي بنت إني أحب واتحب؟! أنا مش عايزة أتجوز جوازة والسلام.. أنا ليّ أصحاب كتير متجوزين من زمان، فيه منهم ناجحين، ومنهم مطلّقين، وأنا مش عايزة أختار غلط من البداية أو أتسرع في أهم قرار في حياتي علشان يبقى اسمي اتجوزت؛ لأن الإنسان اللي أنا هارتبط به لازم يكون زوج وأب وأخ وصاحب، مش بس زوج، ونفسي أنا كمان أكون له الأم والزوجة والحبيبة والصاحبة، يبقى أنا غلطانة؟ ولا لازم أتجوز أي واحد يقابلني علشان أبقى اسمي اتجوزت، وأرضي المجتمع وأبقى أنا اللي تعبانة؟ ده يرضي ربنا؟ rolam "عقبالك يا شابة" أحيانًا تتحول من دعوة بالخير إلى دعوة بالشر؛ لأنها تدفعك إلى أن تتعجلي في الاختيار أو الموافقة، أو تجعلك تبحثين طول الوقت، وتُدخلك في حالة نفسية وانفعالية سخيفة، وكما نعرف أن الشخص غير المتوازن انفعاليًّا ونفسيًّا والذي يتعجل الأمور لن يصل أبدًا لأهدافه، وهكذا تتحول كلمة "عقبالك" لكلمة سامّة، يمكن أن تسمم حياتك كلها، ونصيحتي ألا تستمعي إليها. صديقتي الزواج خطوة مهمة في حياة كل إنسان؛ فنحن لا نختار ميلادنا أو موعد موتنا؛ ولكننا نختار شريك حياتنا ومعه نختار السعادة أو الشقاء، والغريب أن ثقافة مجتمعنا تحتم على الرجل والمرأة الزواج عند سن معينة بغضّ النظر عن الهدف من هذا الزواج، لا يمكن أن نلخص هدفنا من الزواج في أنه إسعاد ماما وبابا والحصول على لقب "مدام" دون النظر -كما تقولين في رسالتك- إلى الرجل الذي ستختارينه، من حيث أخلاقه وكل شيء له علاقة به، وأيضًا عاطفته وطموحه واحترامه لك؛ فهذا الرجل لن يكون عابر سبيل في حياتك؛ بل سيكون أبًا لأولادك وسترًا لك ووطنًا يحتويكِ. يجب أن تسألي نفسك جيدًا لماذا تريدين أن تتزوجي؟ إن للزواج أسبابًا كثيرة أهم وأجمل من إرضاء الناس والحصول على احترامهم، وعادة عندما نحدد هدفنا لشيء من بدايته نستطيع تحقيق أهدافنا في النهاية؛ فليكن هدفك إرضاء الله وإيجاد السعادة والاستقرار. إن بعض الناس ممن لديهم أهداف مادية ومصالح من وراء الزواج، أو فقط لمجرد إرضاء الغريزة برضا الله وعلى سنة رسوله، هم أفضل وأحسن ممن يتزوجون بلا أي هدف، ويظلون طوال الوقت في حيرة لا يعرفون هل يريدون الاستحواذ على الزوج، أم المال والشقة وتغيير الأثاث من وقت لآخر، أم إنجاب طفل لمجرد أن العائلة تلحّ وتستعجل الإنجاب.. هذه هي الزيجات التي عادة ما تنتهي بالطلاق أو بلا شيء. صديقتي.. تمسّكي بموقفك لأنه هو الصواب، ولا تستمعي للأمثال الشعبية أو كلمات الأقارب والأصحاب، وتمنياتهم لك بالزواج آجلًا أو عاجلًا، وعندما يحدّثك أي شخص بهذا الموضوع، أخبريه أنك في انتظار الرجل المناسب؛ ولكن يا صديقتي يجب أيضًا أن تسعيْ لهذا الرجل المناسب، وهذا ليس عيبًا، والسعي لن يكون بأن تبحثي عن هذا الرجل، أو أن تورطي نفسك في جوازات الصالونات؛ ولكن في العمل أو في أي نشاط اجتماعي أو المناسبات العائلية. كل هذه طرق ووسائل قد تقابلين من خلالها نصفك الآخر؛ ولكن لا تكتفي بالجلوس والانتظار، ولا تعرِضي نفسك بطريقة تقلل من شأنك، ولا تتمنعي في حال تقدم شاب لك، فقط خذي وقتك في التفكير والاختبار والاختيار؛ فهذا حقك، ولن يستطيع أي شخص أن يلومك عليه. كما أن سن 27 عامًا ليس كارثة كما تقولين، وكنت أسمع أمّ صديقتي تقول إنها تفضّل أن تجلس ابنتها بجانبها تأكل لقمة وترمي عشرة، منعّمة في بيت أبيها، على أن تتزوج من رجل يُتعبها أو يجلب لها المشكلات.. وهم كُثُر مع الأسف.