شهد اليوم (الثلاثاء) المشير حسين طنطاوي -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- بيانا عمليا لاقتحام وعبور قناة السويس، نفّذته عناصر من وحدات الجيش الثالث الميداني باستخدام القوارب المطاطية ووسائل العبور الذاتي والمعديات والكباري سريعة الإنشاء، والذي يأتي تزامنا مع الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وفي إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة. بدأت مراحل البيان بعرض الخصائص الفنية للمركبات والمعدات المشاركة في العبور، وإعداد وتجهيز الوحدات المشاركة لاقتحام وعبور القوات المانع المائي لقناة السويس باستخدام القوارب المطاطية والوسائل الذاتية للمركبات وناقلات الجند المدرعة؛ للوصول إلى الضفة الشرقية للقناة وتأمين رأس كوبري بالتعاون مع الإبرار الجوي الصديق، وتنفيذ أعمال الإصلاح والنجدة والإخلاء بمهارة فائقة لاستكمال عملية العبور. وقامت عناصر المهندسين العسكريين بالجيش الثالث الميداني بفتح كباري المواصلات وكباري الاقتحام سريعة الإنشاء واستخدام المعديات؛ باعتبارها من الوسائل الرئيسية لعبور القوات الميكانيكية والمدرعة وباقي الأسلحة المعاونة؛ لما تحققه من معدلات تدفق عالية، وذلك تحت ستر عناصر القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوي والمدفعية التي قامت بتأمين قطاع العبور لاستكمال تنفيذ باقي المهام القتالية المخططة، في ظل النشاط المكثف للعدو الجوى والإلكتروني واستخدامه للغازات الحربية والمواد الحارقة. وفي نهاية البيان أشاد طنطاوي بالأداء المتميز لرجال القوات المسلحة، وما وصلت إليه التشكيلات والوحدات المنفّذة للتدريب من مهارات ميدانية وكفاءة واستعداد قتالي عالٍ، وتفهّم القادة والضباط لمهامهم ومسئولياتهم المكلفين بها، واتخاذ القرارات الحاسمة؛ لمجابهة المواقف الطارئة، والسيطرة على القوات طبقاً لمتغيرات المعركة. وناقش المشير طنطاوي عددا من القادة والضباط المشاركين بالتدريب في أسلوب تنفيذهم لمهامهم، وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة أثناء إدارة العمليات، وأكد على الاهتمام بالتجهيز الهندسي وأعمال الإخفاء والتمويه الجيد للقوات، والتدريب على الوسائل التبادلية للعبور، مع البعد عن النمطية في تخطيط وتنفيذ المهام، وتنظيم التعاون بين العناصر لتأمين قطاع العبور باستخدام أحدث وسائل السيطرة، والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة عالية. واستمع المشير لأسئلة واستفسارات بعض الحاضرين والدارسين من المنشآت والمعاهد التعليمية والإجابة عنها من مخططي ومنفذي المشروع، وأكد ضرورة الحفاظ على الحالة الفنية للأسلحة والمعدات وتطوير أدائها والاهتمام بأعمال الصيانة والإصلاح، وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي. وطالب المشير طنطاوي القادة والضباط على كافة المستويات بالعمل على توفير كافة الإمكانيات؛ للارتقاء بالفرد المقاتل معيشياً وإدارياً وتدريبيا، والحفاظ على روحهم المعنوية العالية، باعتباره الركيزة الأساسية لقواتنا المسلحة. وأوصاهم بالاستفادة من خبرات وتجارب قادتهم القدامى، وأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم؛ لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بمهامها في الحفاظ على الوطن واستقراره وحماية أمنه القومي، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. حضر البيان الفريق سامي عنان -رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى- وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.