أبدى أسامة هيكل -وزير الإعلام- استعداده للاعتذار إذا ثبت أن التليفزيون المصري قد تورط في تحريض المواطنين على الاشتراك في الأحداث الأخيرة بماسبيرو، وتهرب هيكل بشكل دبلوماسي من جميع الأسئلة الموجهة إليه أثناء لقائه مع برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، والتي حملت في طياتها بعض الاتهامات سواء كانت له أو للإعلام الحكومي. وبعد محاصرته بالأسئلة اعترف وزير الإعلام بأنه مستعد للاعتذار عن أية أخطاء مهنية حدثت أثناء تغطية التليفزيون المصري لأحداث ماسبيرو الأخيرة، ولكن "بعد التحقيق في الموضوع ومعرفة مَن المخطئ، فإذا ثبت أنه هناك خطأ دائم سيتم الاعتذار"؛ وفقًا لقوله. أما ما وصفه هيكل ب"المشكلة" التي حدثت مع التليفزيون المصري عند تغطية أحداث ماسبيرو فكانت في عدم مطابقة شريط الأخبار (الذي يظهر في أسفل الشاشة) مع ما يقوله المذيعون والمعلقون على الأحداث، وأضاف: "المنطق بيقول إن الأخبار بتتحدث بس ده ماحصلش". أما بسؤاله عن واقعة بثّ الفيديو الخاص بالمشير طنطاوي بالزي المدني على التليفزيون المصري، وكيف لهذا الفعل أن يحدث بلبلة ويؤثر في الرأي العام سواء بالسلب أو الإيجاب، نفى هيكل كونه قد تخطى أي قيم أو مهن إعلامية، وقال: "ده واحد باعت لي صور ليها قيمة إعلامية عرضناها"، وأكد أنه لن يصنع مشنقة للعاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، فهو قد شهد رغبة حقيقية من جانبهم في العمل بمهنية، وليس وفقًا لتعليمات كما كان يحدث وقت النظام السابق؛ فهناك نية للإصلاح، ولكن ستكون هناك أيضًا رقابة. ورفض هيكل ما جاء بتقرير اللجنة المحايدة من خبراء الإعلام، وتعجّب من اتهام التليفزيون بأنه منحاز للقوات المسلحة، وقال: "دي مش معركة ذات جانبين علشان يتقال انحياز للجيش، إحنا مصرّين على إننا نتعامل مع التليفزيون على إنه جزء من الأزمة، الأزمة هي اللي حصلت تحت". واقترح وزير الإعلام أن تتخذ الحكومة قرارًا بوقف تلبية مطالب فئوية دون أخرى، حتى تتمكن من تحقيق بعض الإنجازات في البلد، وأشار إلى أن أحداث ماسبيرو كان الهدف منها إسقاط الدولة المصرية، وستعلن لجنة تقصي الحقائق التي تحقق في الأمر النتائج في أقل من أسبوعين. وأعلن هيكل أنه سيتم الإعلان عن المتسبب في أحداث السفارة الإسرائيلية خلال الفترة القادمة، ووصف الهجوم الذي شُنّ عليه في الفترة الأخيرة بأنه يحمل قدرا كبيرا من الظلم، فهو يسعى حاليًا للرقي بالعمل الإعلامي، كما أن الفترة القادمة ستشهد العديد من البرامج التدريبية التي سيلتحق بها المعدون والمذيعون. وكشف هيكل عن رواتب العاملين بمبنى التليفزيون والتي تبلغ حوالي 133 مليون جنيه شهريًا، يتقاضاها 34 ألف موظف، ونفى أن تشهد الفترة القادمة فرض أية رسوم إضافية على فاتورة الكهرباء، معللا ذلك بأن مثل هذا التصرف في هذه المرحلة الانتقالية سيحدث ردود أفعال غير مطلوبة.