أنا سني 25 سنة، مش عارفة أقول إيه؛ بس محتاجة حد أفضفض معاه، مشكلتي إن هنا في البيت بيتكلموا عن الزواج، وأنا لحد دلوقتي ماحصلش نصيب.. أنا إنسانة عادية، جمالي في روحي وأخلاقي؛ بس ده مش بيتعرف إلا بالمعاملة. بيقولوا لي: خليكي زي الطوبة قاعدة لينا كده مش بتتحرك، مافيش أي حد معجب بيكي.. طب ده ذنبي ولا فيه حاجة عيب فيّ؟ ساعات باحس إنهم هيحاسبوني إن أنا السبب وإن العيب فيّ أنا، مافيش حد بيتقدم لي؛ حتى اللي بتقدموا مش بيرجعوا تاني، مش عارفة فيه إيه، حد يردّ عليّ أرجوكم. shams صديقتنا العزيزة.. في البداية لازم تعرفي إن حالتك دي حالة معظم -إن ماكانش كل- البنات في مجتمعنا باختلاف درجات جمالهم وذكائهم وثقافتهم وباختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمادية. فكل أم وأب أول ما ربنا بيرزقهم ببنت بيفكروا في اليوم اللي هيشوفوها فيه بالفستان الأبيض، وبتكون دعوات المحيطين بيهم بتقول: "عقبال ما تفرحوا بيها"، وبيكون في ذهنهم إن الفرحة دي ما تكونش إلا بالجواز، لا بشهادة ولا بشغل ولا بحاجة تانية. صحيح أن الوضع تغير، وأصبح الأهل يفرحون بتفوّق بناتهم وذكائهم وقوة شخصيتهم؛ لكن هذا لا ينفي مطلقًا أن الفرحة الأكبر بالبنت لا تزال عند معظم الأهالي يوم زواجها. وهذا لا يعني مطلقًا رغبتهم في "التخلص" منها، أو أنها عبء ثقيل عليهم؛ لكن حرصهم على زواجها يكون من منطلق رغبتهم في الاطمئنان عليها واعتقادهم أن هذا لن يكون إلا بزواجها بإنسان يصونها ويخاف عليها. وبغضّ النظر عن صحة هذا الاعتقاد أو خطئه؛ إلا أن الدافع الأول والأخير له هو الخوف على البنت، وهذا من حق الأهل؛ بل ومن واجبهم أيضًا. ووفقًا لما فهمتُ من رسالتك؛ فإن معاناتك الأساسية هي كثرة حديثهم عن الزواج ووصولك لسن ال25 دون ارتباط، وأحب أن أوضّح لك أنه في كثير من الحالات لا يتوقف الأمر عن مجرد الحديث العابر؛ بل يمتد الأمر أحيانًا إلى السخرية، وربما يصل الأمر إلى إجبار الفتاة على أي شخص يطرق بابها مهما كانت شخصيته ومهما كان شعور الفتاة نحوه. وهذه -والحمد لله- لا أعتقد أنها حالتك؛ فإذا كان الأمر يتركز في إظهار القلق ويمتد أحيانًا إلى السخرية -كما ذكرتِ في رسالتك- وأنهم يقولون: إنك "مثل الطوبة"؛ فهذا فقط خلل في التعبير عن خوفهم وقلقهم عليك؛ فحاولي أخذ الأمور ببساطة والدخول معهم أحيانًا في مجال السخرية وضرب الأمثال -وما أكثرها- بفتيات تزوّجن في سن مبكر؛ لمجرد الحصول على زوج، وكانت حياتهن وهن في ربيع العمر أكثر شقاء من نساء في أراذل العمر. وأكرر مرة أخرى: خذي الأمور ببساطة، ولا تجعلي الموضوع يشغلك أنت أو يقلقك؛ حتى تستطيعي التعامل معهم بهدوء، وحاولي شغل وقت فراغك، وأن تثقين في نفسك أكثر؛ حتى تُدخلي بعض الاطمئنان إلى قلوبهم من جهتك، وحاولي تدعيم جمالك الداخلي بالخارجي أيضًا؛ فليس عيبًا مطلقًا أن تهتمي بنفسك وبجمالك في حدود الأخلاق، وما يسمح به المجتمع دون ابتذال؛ فصحيح أن الشكل ليس كل شيء؛ لكنه العنوان والبداية، الذي يجب أيضًا مراعاته في حدود اللائق وبالتوفيق إن شاء الله.