السلام عليكم.. أنا عارف إنكم ممكن ماتردوش على مشكلتي؛ بس فعلا أنا كل شوية مشكلتي دي تضايقني جدا.. الحمد لله من أول 3 ثانوي وأنا بقيت باحاول أبقى حد كويس، باحاول ألتزم بالصلاة وباحفظ القرآن من صغري، ودلوقتي اتخرجت من كلية كويسة، وربنا أكرمني بشغل الحمد لله كويس.. كل ده مافيهوش أي مشكلات، المشكلة في اللي قبل 3 ثانوي.. أرجوكم ماتتضايقوش مني، بس فعلا أنا ماكنتش أعرف.. أنا أصلا عايش في منطقة -إلى حد ما- شعبية، واللعب بيكون في الشارع مع الأصحاب وكده، ومن قبل بداية البلوغ بوقت قريب فيه أصحاب سوء -ربنا يسامحهم ويسامحنا- علموني الشذوذ، وفضل الموضوع ده لغاية قبل 3 ثانوي.. أنا فعلا ماكنتش أعرف إن دي جريمة وكَبيرة من الكبائر؛ بس اللي أنا أعرفه إني مش مستوعب إزاي عملت حاجة زي كده؟! أنا الحمد لله تُبت عن كل هذه الأفعال وربنا يعلم؛ بس دايما خايف وباحاول أتناسى الأيام دي؛ لأني باتعب نفسيا لما بافتكرها؛ بس دايما خايف من ناحية الدين، وخايف تؤثّر عليّ نفسيا. من ناحية الدين هل توبتي دي إن شاء الله ربنا يقبلها؟ أنا خايف ودايما باقعد أدعي، وأقول: يا رب اجعلني من أمة عبدك ونبيك محمد يا رب. والله أنا ندمان على كل اللي حصل وباحاول أنساه؛ بس كل ما أسمع آية من القرآن عن قوم لوط بيرجع الموضوع في دماغي وباخاف أوي؛ خاصة إني باشوف الأولاد اللي كانوا بيعملوا حاجة زي كده عيشيتهم مش كويسة؛ فخايف من عقاب ربنا لي. أرجوكم طمنوني، أنا أملي في ربنا كبير، بس دايما خايف أوي، بالله عليكم ما تحتقروني.. أنا عايز توضيح ديني ونفسي لحالتي دي، وادعوا لي. Bebo elahlawy صديقنا العزيز.. كيف نحتقرك وأنت أعزّ من كثيرين؛ فقد ثبّتك الله على طاعته وقبلك في رضوانه.. غفر الله لك ما كان منك وعفا عنك. اعلم يا صديقنا أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، وينادي على عبده يا عبدي إنك لو جئتني بقُراب الأرض خطايا ثمّ استغفرتني لغفرت لك ما كان منك ولا أبالي.. إنه الله الذي يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.. إنه الله سبحانه الذي يقول في كتابه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. فاعلم أن الله يغفر الذنوب جميعًا، وأنه غفور رحيم؛ فهذا يطمئننا إلى عفو الله ورحمته وعدم اليأس من غفرانه؛ فيشعرنا أنه ودود شكور قريب منا جميعًا؛ فنحبه بقدر ما نخافه، وهو الذي يطمئننا بقوله: "إن رحمتي سبقت غضبي".. وقد أحسن الله إليك يا صديقنا؛ إذ ثبّتك على الطريق الصحيح طوال هذه الفترة الماضية، وهذه أمارة قبول التوبة إن شاء الله، إن الله لما أحسّ منك صدق التوبة والرجوع عن الطريق الذي كنت تسير فيه سابقًا، وعلِم منك الندم على ما فات، والرغبة الصادقة المخلصة في العودة إليه قبلك، وأحاطك برحمته، ونجّاك من الطريق الذي كنت تسير فيه، وأحاطك بعنايته، وأفاض عليك من نوره، وهداك وثبّتك على طريق الهدى والحق والنور؛ حتى تغيرت حالك وأشرق قلبك بالإيمان، وهدأت نفسك بعد حيرة الضلال. الذي أطالبك به يا صديقي أن تنسى كل ما كان، وكأنه لم يكن، وأن تحمد الله على ما وصلت إليه؛ فلا تعُد بخيالك إلى هذه الفترة المظلمة؛ لأن الشيطان ربما يدخل إليك من هذا المدخل، ومرة في مرة ربما يجعلك تتذكر هذه الأيام أو تحنّ إليها عافاك الله؛ ولهذا فإن النسيان هو الحل الأمثل. لقد غفر الله لك الماضي فلا تعِش فيه؛ ولكن انظر إلى الأمام واعمل لمستقبلك وفكر في حياتك، وحاول أن تجد رفيقة تعينك على الحياة وتكمل معها مشوار حياتك الطاهر، وعليك بمزيد من التقرب إلى الله واللجوء إليه وشكره كثيرًا على حبه لك وحبك له.. ولا تفكر فيما كان؛ فإنه مدخل من مداخل الشيطان.