بعد قيام المستوطنين والجيش الإسرائيلي -على مدار عقود متتالية- بتدمير البيئة الطبيعية في الضفة الغربية، وجد الجيش الإسرائيلي مكانًا آخر لممارسة هوايته هذه، تمثلت هذه المرة في الحدود المصرية-الإسرائيلية؛ الأمر الذي قد يسبب كارثة بيئية داخل الأراضي المصرية في سيناء. فقد كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن المسئولين عن المحميات الطبيعية الموجودة جنوبي إسرائيل -خاصة المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل- اكتشفوا خلال جولة تفقدية روتينية لهم الأسبوع الماضي وجود قاعدة عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي داخل إحدى المحميات الطبيعية المتاخمة للحدود المصرية-الإسرائيلية، دون أي تنسيق مُسبق؛ الأمر الذي أثار خلافات حادة بين الهيئة والجيش الإسرائيلي. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في أعقاب الهجوم الذي وقع بالقرب من إيلات في الثامن عشر من أغسطس الماضي، الذي شهد تسلل منفذّيه من سيناء عبر الحدود المصرية-الإسرائيلية، قام الجيش الإسرائيلي بتعزيز قواته على طول المنطقة الحدودية.. وفي إطار إعلان حالة الطوارئ تم إقامة مركز قيادة عاجل بجوار منطقة جبل بيرخ، داخل محمية مسيف إيلات الطبيعية؛ ولكن بعد مرور ما يقرب من شهر تم تحويل الموقع إلى معسكر دائم وثابت للجيش، دون التنسيق مع هيئة حماية البيئة؛ الأمر الذي دفع الهيئة إلى مطالبة الجيش الإسرائيلي بالقيام بجولة مشتركة للبحث عن موقع بديل لا يؤدي إلى الإضرار ببيئة المنطقة؛ إلا أن الجيش لم يستجب لهذا الطلب حتى الآن. ويشير الخبراء البيئيون إلى أن هذه المنطقة تُعدّ من المحميات الطبيعية المهمة في منطقة الشرق الأوسط؛ فهي تضمّ أنواعًا نادرة من الغزلان البرية، والنخيل النادرة، وبِرَك المياه المالحة، والجبال حمراء اللون، والطيور المائية، والآثار القديمة.. ويرى الخبراء أن وجود معسكر للجيش الإسرائيلي في هذا المكان يضرّ بالبيئة في المنطقة الحدودية المصرية-الإسرائيلية بأكملها؛ حيث ستؤدي القمامة والمخلفات الناجمة عن المعسكر إلى تجمع الثعالب والكلاب الضالة، بالإضافة إلى تلوّث التربة والأرض بالوقود، ويضيف المسئولون في هيئة حماية البيئة أن الجيش الإسرائيلي يتصرف وكأنه دولة داخل الدولة. في المقابل صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي -تعقيبًا على هذا الأمر- بأن الجيش يقيم معسكراته وفقًا للحاجة والضرورة التنفيذية، ووفقًا لتقديرات الوضع العسكري.