على الرغم من أن التلميذ الصغير يدرك معنى المدرسة لأنه مرّ بمرحلة الحضانة، فإن المدرسة بالمفهوم الأكاديمي الصرف، أي الفروض والواجبات المدرسية، والتركيز في الصف وتدوين البرنامج اليومي، قد تشكل له مصدر قلق. لذا ينصح الاختصاصيون الأهل الذين يذهب أبناؤهم إلى المدرسة للمرة الأولى بالآتي: يمكن الأهل مساعدة أبنائهم وتسهيل انتقالهم من إجازة صيفية فوضوية بعض الشيء إلى عام دراسي جدي، وهذه بعض الاقتراحات: قد تسبب العودة إلى المدرسة قلقًا للتلميذ الذي يعيد صفه، فأصدقاء الصف قد تغيّروا، وربما يخشى مقابلتهم في الملعب لأنهم أصبحوا في صف أعلى منه، مما يجعله حزينًا ويبدو عليه التوتر وعدم الرغبة في العودة. في هذه الحالة، على الأهل أن ينظروا إلى الأمر في شكل إيجابي، وألا يزيدوا همًا فوق هم ابنهم الراسب، ويحاولوا تجنب إلقاء اللوم عليه، ويتحدثوا معه عن الأمور الجيدة التي قام بها. فمثلاً يمكن الأب أن يقول له: «إعادة الصف ليست نهاية العالم. كان عندك صعوبة في بعض المواد ولكنك بارع في مواد أخرى وهذا جيد، ودليل على أنه في إمكانك تخطي أية صعوبة إذا عرفت السبب ومن المؤكد أنك ستنجح هذا العام»، أو «أعلم أنك ستفتقد أصدقاءك القدامى، ولكن أنا أكيد أنك ستتعرف إلى أصدقاء جدد». فنظرة الأهل إلى الأمر في شكل إيجابي تمنح التلميذ الثقة بالنفس، وأن أهله إلى جانبه ليمنحوه الحب والأمان اللذين يحتاج اليهما، مما يحفزه على العودة إلى المدرسة بروح متفائلة. وهناك أيضًا المدرسة التي ينبغي أن تتعامل مع التلميذ الراسب في شكل إيجابي وتتجنب العبارات السلبية، مثل نعت التلميذ بالكسول أو الفاشل، بل عليهم مساعدته حتى يجتاز مشكلة الرسوب بأمان. ويتحقق كل هذا بالتعاون بين المدرسة والأهل. تغيير ديكور غرفة التلميذ يرى بعض الاختصاصيين أن في إمكان الأهل تغيير ديكور غرفة التلميذ تحضيرًا للعودة المدرسية. فهذا يمنحه شعورًا بأهمية المرحلة الجديدة، ويبدّد في لا وعيه ذكرى الفوضى والكسل اللذين عاشهما خلال عطلة صيفية طويلة هذا بالنسبة إلى التلميذ الصغير. أمّا إذا كان الابن أو الابنة في مرحلة المراهقة، فعلى الأهل أن ينالوا الموافقة على تغيير ديكور الغرفة. فمن المعلوم أن غرفة المراهق هي مملكته التي تخصّه وحده، وأحيانًا كثيرة يرفض أن يدخل إليها أحد من دون إذنه. وبالتالي فإن تغيير ديكورها أو إجراء أي تعديل فيها، وإن كان طفيفًا، قد يثير غضبه وانزعاجه، ويشعر بأنه اعتداء على خصوصيته. لذا من الضروري أن يسأل الأهل أبناءهم المراهقين عما إذا كانوا يرغبون في تغيير ألوان الغرفة، وإضافة بعض التعديلات عليها التي تعزز الإنطلاقة المدرسية وتبدد الرتابة التي ربما يشعر بها المراهق. مثلاً تغيير موقع المكتب الذي يجلس إليه لإنجاز فروضه، تعليق لوحات تشير إلى أهمية الإنجاز وتحدي الصعاب، وضع لوحة على باب الغرفة تشير إلى أنها ساعة إنجاز الفروض المدرسية. فتعديلات بسيطة في غرفة التلميذ تجعله يشعر بانطلاقة مدرسية جديدة ومرحة وجدية في الوقت نفسه. بعض الأمهات يُلزمن أبناءهن بالدرس الاستباقي، ظنًا منهن أنهن يجعلنهم مستعدين أكثر للفصل الثاني من المدرسة. فهل هذا تصرف صحيح؟ يشدّد الاختصاصيون على ضرورة أن تكون هناك مرحلة انتقالية بين فترتي العطلة الصيفية والمدرسة. فعلى المدرسة في الفصل الأوّل اتباع منهج مبسّط، أي ألا تعطي كمًا كبيرًا من الواجبات المدرسية دفعة واحدة، بل يجب أن يكون فصلاً تمهيديًا للفصول اللاحقة. كما على الأم ألا تبالغ في حث ابنها على الدرس، فهناك بعض الأمهات ينتهزن فرصة أن المدرسة لا تعطي واجبات كثيرة لأبنائهن، فيعملن على تدريس أبنائهن الدروس اللاحقة ظنًا منهن أنهن يسبقن المنهج المدرسي، وهذا خطأ لأن التلميذ سيشعر بالضغط، خصوصًا أنه يعرف أنه ليس مطلوبًا منه القيام بها، وبالتالي سينفر من الدرس والمدرسة. لذا من الضروري أن تتقيد الأم بمنهج المدرسة وألا تخشى من الواجبات القليلة لأن التكيف مع الفصل الدراسي يتطلب وقتًا تمهيديًا. ماذا عن الكمبيوتر الموجود في غرفة التلميذ؟ رغم أن الاختصاصيين يؤكدون ضرورة أن يمتلك الطفل ركنًا خاصًا به في المنزل، فإنهم يشدّدون على ضرورة عدم وضع الكمبيوتر في غرفة التلميذ، وكذلك عدم تركه وحيدًا أمام الكمبيوتر لمدة طويلة بعيدًا من رقابة الأهل. وبما أن الكمبيوتر التقليدي لم يعد يستعمل، فإن اللاب توب أو الآيباد يمكن التلميذ استخدامهما للبحث المدرسي على أن يكون ذلك بإشراف أحد الوالدين. فقد ينتهز التلميذ الفرصة ويمضي وقتًا في اللعب. لذا فإن تحديد وقت السماح للعب لا يجوز أن يختلط بالوقت المخصص للبحث المدرسي. وعلى الأهل أن تكون لديهم معرفة ولو بسيطة بهذا الجهاز كي يتمكنوا من مراقبة ما يمكن ابنهم أن يكتشف من خلاله، خصوصًا إذا كان موصولاً بشبكة الإنترنت. كذلك لا بد من تحديد الوقت الذي يسمح له بالجلوس إليه، والذي لا ينبغي أن يتعدى الساعة في اليوم، على أن يكون هذا الأمر بمثابة مكافأة له بعد إنهائه واجباته المدرسية. المصدر: مجلة لها