السلام عليكم أنا بحبكم جدا، وبشكركم على مساعدتكم لكل اللي بيحتاجوكم، أنا عندي مشكلة، وياريت تساعدوني لأنها تهمني أوي. أنا عندي 18 سنة كنت اتعرفت على واحد عن طريق خطيب صاحبتي، وبعدين اتقدم لي وقرئت فاتحتنا، وخطوبتنا قريب الحمد لله، ما تتخيلوش هو بيحبني أوي وأنا كمان حبيته جدا. بس للأسف هو عصبي جدا جدا، وبيغير عليّ أوي لأني الحمد لله أتمتع بقدر كبير من الجمال؛ ده غير إنه هو أكبر مني بعشر سنين، وهو بيفكر كتير في الموضوع ده، ولما باخرج بيبقى متنرفز جدا؛ مع العلم إنه مش بيقول لي ما تنزليش؛ بس مشكلته لما بيتنرفز ما بيبقاش عارف هو بيقول إيه وبيغلط فيّ بالكلام، ويرجع يصالحني؛ بس أنا متضايقة أوي من الموضوع ده، وباسامحه دايما بس خايفة يتعود على كده. ده غير إنه ساعات بيقول لي إني خطيبته، وعاوز حاجات أنا استحالة أعملها، وبيزعل شوية وخلاص؛ بس كمان متضايق من أهلي عشان مش بينزلونا، وبيقول كلام يزعلني أوي عنهم، وحتى مامته حاسة إنها مش مبسوطة من ارتباطنا مع إني حبيت أهله عشان حبيته. أعمل إيه معاهم؟ نفسي مامته تحبني؛ بس مش بتديني فرصة، ومش بتتكلم معاي خالص، وإزاي أتعامل مع خطيبي؛ مع العلم إن شغله في بلد تانية، وباشوفه كل شهر مرة أو اتنين. أرجوكم أفيدوني. S
يؤسفني أن أقول لكِ أن ثمة علامات مقلقة في سلوك ذلك الشاب, مثل إهانته لكِ عند الغضب وطلبه أشياء "استحالة أن تقومي بها" وإساءته لأهلك، وفتور علاقتك بوالدته؛ كل هذه الأمور تشكل عوائق قوية لقيام علاقة ناجحة بينكما, طالما بقيت في طريقكما معلقة دون تعامل جدي جذري حاسم معها.
فتعالي نتخيل معًا شكل حياتكما في ظل تلك السلبيات: أولاً: ستبقين عرضة للإهانة كلما اختلفتما بشكل حاد؛ بل ربما يدفعه إفراطك في التسامح معه للتمادي سواء من حيث كم الإهانات أو كيفيتها, كما أن استمرارها حتى تنجبا أبناءًا ويكبرون سيعني أن أبناءكما سينشئون في بيت يرون أباهم فيه يهين أمهم.
وثانيًا: كونه يطلب منكِ أشياء غير لائقة؛ هذا بالذات أمر يعطي إنذارًا حول أخلاقياته وسلوكه بشكل عام، لو كانت تلك الأشياء من النوع الذي فهمته من رسالتك.
وثالثًا: مسألة إساءاته لأهلك وهي كارثة؛ فهي تجعلكِ بين مُرّين؛ إما رد غيبتهم، وهذا يعني الاصطدام به، أو السكوت على ذلك وهو شيء غير أخلاقي بالمرة؛ فضلا عن ما قد ينشأ عليه أبناؤكما مستقبلاً من تأثر بأسلوب أبيهم في الحديث عن أهل أمهم.
وأخيرًا: فتور علاقتك بوالدته إلى حد إحساسك أنها لا تحبك, وهذا يخلق جوًا بعيدًا تمامًا عن ذلك الجو الصحي المطلوب لأية علاقة ناجحة.
تلك النقاط السوداء ليست بالهينة ولا البسيطة, فلاحظي أنكِ تتحدثين عن رجل سيصبح -لو تم الارتباط- زوجك, المسئول عن حمايتك وصون كرامتك وتربية أبنائك ورعاية بيتك؛ فهل ترين فيه -في ضوء ما ذكرتُ من سلبيات وعواقب لها- أية قابلية للقيام بتلك المهمة؟
أنا لا أطالبك بتركه قبل إعطائه فرصة جيدة لإصلاح شأنه وتحسين أخلاقه والمساهمة في كسر الجليد بينك وبين والدته؛ لكني كذلك لا أنصحك بالثقة كثيرًا في سهولة هذا الأمر أو سرعة إتمامه, لاحظي أننا نتحدث عن رجل في الثامنة والعشرين من عمره لا شاب في مرحلة المراهقة, ومن شبّ على شيء شاب عليه.
إذن فنصيحتي لكِ أن تواجهيه بما ترين به من سلبيات, وأن تطالبيه -بحزم شديد- أن يصلح من نفسه إذا أراد لهذا الارتباط أن يتم, وإلا فالانفصال خير لكما؛ فإما أن يوافق ويتعهد بذلك, وهنا عليكِ إعطاؤه الفرصة التي تناسبك من حيث الوقت، وتحمّل زلاته حتى ينصلح حاله, أو أن يرفض أو يحاول ويخفق، وهنا لكِ مطلق الحرية في إنهاء الأمر بهدوء.
أنصحكِ كذلك بفعل هذا قبل الخطبة الرسمية, حتى تكونا على البر إذا لم يتم الأمر بنجاح لا قدر الله.
أعلم أنكِ تحبينه, وأنه يحبك, لكن هل تعتقدين أن حب الدنيا كله يمكن أن يجعلكِ تتحملين حياة مستقبلها لا يبشر بخير, إذا لم ينصلح حال فتاكِ؟ حياة لا صون فيها لكرامتك ولا لغيبة أهلك ولا أمان أخلاقي فيها ولا جو تربوي سليم لأبنائك ولا علاقات طيبة بأهل زوجك.. هذا ما ينذر به بقاء حال فتاكِ على ما هو عليه. وفقك الله،،،