وصل التعصب ذروته ووصل الاحتقان هامته ودخلت الكرة في دهاليز التاريخ لتقتص منه عناء السنين وتأخذ منه كلمات الشكر. لا يمكن أن أصف لكن كيف وصل التعصب بين المعسكرين المصري والجزائري وصدقوني أنا أكاد لا أصدق أن الحال وصل لهذه الدرجة. بدأت الحكاية من الجانب الجزائري عندما أحرق مجموعة من ضعاف العقول "التي شيرت" المصري وهو رمز لمصر على مستوى الكرة وهو يتفاخر به أبناء مصر ووصل عدد المحتفين بحرق العلم أكثر من 5 آلاف شخص. فكان رد الجانب المصري بحرق العلم الجزائري عن طريق أيضا بعض من ضعاف العقول لا يكاد يصل عددهم إلى 10 أفراد فلا هذا يمثل الجزائر ولا ذاك يمثل مصر، ولكنهم هنا وهناك قلة قليلة لا تعبّر عن الجانب المصري. جريدة النهار الجزائرية وصل بها هذا التدني والتطاول إلى حد لا يمكن إغفاله وأصبحت تجرّح وتضرب بقوة في الكيان المصري وتناست ما يحمله الشعبان من علاقات محبة وتآلف، وضربت بكل شيء ونزلت إلى مستوى هؤلاء الشباب الموتورين وقالت الجريدة: "بعد حرق العلم الجزائري علم بلد المليون شهيد على يد شباب مصر مرت حادثة العلم الوطني الجزائري، مرور الكرام، على السلطات المصرية التي لم تحرّك ساكنا، للتحقيق في قضية حرق أن المصالح المعنية لم تكلف نفسها عناء التحرك لوقف هذه المهازل التي قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن الأصداء الواردة من القاهرة تؤكد وجود حالة احتقان كبيرة في الشارع المصري الذي غرّر به من قبل "شرذمة" من أشباه الإعلاميين المصريين في حرب إعلامية شرسة قادها كل من مصطفى عبده، ومدحت شلبي، وعمرو أديب وخالد الغندور". وأضافت الجريدة: "وأنكرت الخارجية المصرية علمها بالقضية التي قالت بأنها لم تسمع بها سوى في السؤال الذي طرحناه على مسؤوليها. ويؤكد شريط الفيديو الذي يبثه موقع اليوتيوب، تحت عنوان رد الاعتبار حرق البورسعيدية للعلم الجزائري، أن الحرب الإعلامية التي شنها مجموعة من الإعلاميين المراهقين لبَثِّ سموم الفتنة في أوساط المجتمع المصري قد أتت أكلها". وعليكم أن تربطوا أياديكم وأرجلكم منعا للعصبية أو النرفزة أو السكّر أو الضغط عندما تقرؤوا بقية ما قالت الجريدة: "وصلت الأمور إلى حد حرق رمز دولة عربية مسلمة شقيقة من قِبَل دولة شقيقة، وبدلا من أن تعبأ الطاقات البشرية المصرية للقيام في هبة رجل واحد ضد الكيان الصهيوني وحرق العلم الإسرائيلي الذي يرفرف بالأراضي المصرية، لم يتمكن أصحاب العقول الصغيرة سوى من التطاول على "أسيادهم" من العرب، في وقت يموت إخوانهم الفلسطينيون على بُعد خطوات أمام مرأى ومسمع منهم، وبدلا من أن يحرق الأشقاء المصريون علم دولة إسرائيل الذي يرفرف على الأراضي المصرية". صدقوني لم أكن أصدّق ما أرى، وإليكم مفاجأة سارة: الجزائر هي من حاربت أمام إسرائيل ومصر هي من ساندت أمريكا في الدخول للعراق، هكذا أكدت الجريدة وإليكم ما قالت: "حوّلوا مباراة في كرة القدم قد لا يتعدى الرابح منهما الدور الأول من كأس العالم، إلى حرب بين دولتين شقيقتين، يقودها جمع من الحاقدين. شريط الفيديو يبين وبوضوح كيف قام مجموعة من الشباب بالشارع وفي الليل بإضرام النار في العلم الجزائري بدءا بالنجمة والهلال، وبكل برودة أعصاب، وكانت الصور مصحوبة بتعليقات جاء فيها تهديد بحرق كل جزائري تطأ قدماه الأراضي المصرية يوم 14 نوفمبر، وبأغنية عن وطنية المصريين. ويبقى المقرف في كل هذا ما صرح به شيخ مصري أول أمس، عندما اتصل بخالد الغندور وراح يشكك حتى في أصل الجزائريين رغم أنه كان بإمكانه اختصار كل هذا بالعودة إلى أرشيف ثورة أكتوبر 73 عندما كان أبطالنا في الصفوف الأولى التي طاردت قوات الكيان الصهيوني قبل أن تكون بناتهم في الصفوف الأولى التي ساندت المحتل الأمريكي لدخول العراق سنة 1990". وواصلت الجريدة حملتها لنبذ التعصب وجاء فيها: "نستنكر بشدة إهانة أكبر رموز الدولة الجزائرية والذي ضحى من أجله مليون ونصف المليون شهيد، وطالبت بتدخل السلطات المصرية من أجل محاولة الوصول على مصدر الفيديو ومعاقبة الشبان الذين أحرقوا الراية الوطنية؛ لأنه -حسب المتحدثين- صمت المسئولين المصريين يعدّ مشاركة في الجريمة، ومن دون شك أن عواقب هذا التصعيد ستكون وخيمة إذا تواصلت هجمات الصعاليك على الجزائر". في النهاية عبّرت الجريدة عن أن مصر هي بلد الأمن والأمان قائلة: "سلامة الجزائريين أصبحت غير مضمونة في مصر وتصادُف أنصار ''الخضر'' في طريق هؤلاء ''الصُيّع'' يعني وقوع الكارثة". وهكذا نسجت الجريدة خيوطا من التفاخر والفضل للجزائريين على المصريين، بالله عليكم حكّموا أنفسكم فأنا لا أصدّق ما يحدث ويهاجموننا بالتعصب ويذهب نجومنا لتهدئة الموقف أي موقف هذا إن ما نشرته الجريدة اليوم هو كارثة هو النار التي تدخل على حبل العلاقات المصرية الجزائرية.. هل بعد كل هذا أصبح الجزائريون أسياد مصر!! وبعد كل هذا أصبحت الجزائر مَن هاجمت اليهود ونحن من نرحّب بهم في ديارنا ويرفرف علمهم على أراضينا!! أبعد كل هذا نحن نسكت على تجاوزات اليهود ونرى ما يفعلون ونصمت؟!! أبعد كل هذا استقبلنا الأمريكان سنة 90 عند دخولهم العراق ببناتنا!!.. تجمع جزائري وصل عدده إلى أكثر من 5 آلاف شخص وتم حرق العلم المصري والتيشرت المصري ويمر كل شيء مرور الكرام وعند حرق العلم الجزائري على يد عدد لا يزيد عن 10 مصريين وتقلبون الدنيا ولا تقعدونها. هل أصبحت مصر بعد كل هذا هي بلد تأخد ولا تعطي؟؟! هل أصبحت مصر تنكر الجميل؟؟!! هل لم تحارب مصر في حرب أكتوبر اللي خدناها في المدارس إن مصر اللي حاربت؟؟!! هل تغيرت معطيات التاريخ؟؟!! هل تحكمت حارات التعصب في ميادين المحبة؟؟!! هل أصبح الكيان المصري والصمود المصري لقمة سائغة في فم هؤلاء المتعصبين؟؟!! هل أصبح الإعلام المصري الرائد في الشرق الأوسط يتكون من الشرازمة والصيّع والمراهقين؟؟!! هل هذه مصر؟؟!! هل وصل بنا الحال لهذه الدرجة؟؟!! فمصر يا أسياد العرب كما تقولون هي من حاربت من أجلكم.. هي من عانت لرفعتكم.. هي من ساندت الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وكانت المؤيد الأول لها وفتحت أراضيها لاحتضانها ولم تنتظر منكم كلمة شكر؛ لأن الكبير يترفع عن الصغائر.. وكان نتيجة ذلك أن هاجم الفرنسيون مصر سنة 56 انتقاما من مساندة مصر.. والكثير والكثير فنحن مصر.. مصر.
صدقوني أنا لا اتحدث من جانب إشعال النار ولكن ما يحدث لا يمكن السكوت عليه.. إنني أطالب بوقفة واعتذار رسمي من الجريدة حتى يعود حق مصر مرة أخرى. وإليكم يا قرّاء "بص وطل": ما رأيكم فيما رأيتم؟؟ أفيدونا برأيكم دام فضلكم.