السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مشكلتي بدأت من خمس سنين وأنا في السنة الثانية بالجامعة، وهي إني حبيت واحدة جداً جداً، وفضلنا مع بعض سنة؛ بس بعد كده اختلفنا، وقالت: نكون أصحاب أحسن، وأنا وافقت؛ بس أنا كنت لسه بحبها، وكنت باقابلها كل يوم على أساس إننا أصحاب؛ بس أنا كنت بحبها جداً. وبعد ما اتخرّجت سافرت للخارج؛ مع العلم إني كنت كل يوم باكلّمها، وبعدين قالت لي إنها اتخطبت، وبرده كنا لسه بنكلم بعض كأننا أصحاب، وبعد كام شهر اتفسخت الخطوبة؛ فقلت لها إني بحبها ومش هاسيبها تضيع من إيدي تاني، وأنا حاسس إنها موافقة ترتبط بي؛ بس أنا حاسس إنها مش بتحبني وموافقة كده وخلاص.
فكلمت ماما وبابا عنها؛ ولكن هم معترضين بشدة على الموضوع؛ على أساس: إزاي تتجوز بنت كانت مخطوبة، ومشيت معاها، وبتكلمها كل يوم؟ أكيد هي بتعمل كده مع غيرك.. وكلام كتير من كده؛ فأنا مش عارف أعمل إيه؛ مع العلم إن أمي جايبة لي عرايس كتير أوي؛ بس أنا مش عاوز اتخلى عن حبي.
قولوا لي اعمل إيه أنا محتار: أشتري اللي باعني، ولا أبيع اللي باعني واسمع كلام أمي وأبي؟
أنا آسف إني طوّلت عليكم؛ بس يا ريت تقولوا لي أعمل إيه؟
solom
لا أعتقد صديقي العزيز أن مشكلتك في أن فتاتك كانت مخطوبة؛ لأن هذا لا يعيبها في شيء، ولا أرى أيضاً أن المشكلة في أنه كان بينكما ارتباط غير رسمي، ما دام أنه لم يخرج عن الحدود المحترمة؛ لأنه من الطبيعي جداً -وخاصة في هذه الأيام- أن تتقرب من الفتاة التي تحبها، ويحدث بينكما تواصل؛ حتى تحددا إذا كنتما مناسبين لبعض أم لا.. طبعاً كان يُفضّل أن يكون هذا الارتباط رسمياً؛ ولكن بشكل عام؛ فإن علاقتك السابقة بها ليست مبرراً لتردّدك وتردّد أهلك في ارتباطك بها.
ولكني أعتقد أن المشكلة الأساسية التي تجعلك غير قادر على اتخاذ القرار، تكمن في أنك غير مقتنع تمام الاقتناع! نعم، فهناك مشكلة في علاقتكما تجعلكما غير قادرين على إكمالها، وتلك المشكلة هي التي جعلت فتاتك تُقرّر في بداية الأمر أن تُصبح علاقتكما مجرد صداقة، وهي نفس المشكلة التي تجعلك الآن متردداً في أن تتخذ قراراً بالارتباط بالفتاة، التي تقول إنك أحببتها، ولم تستطع نسيانها؛ حتى وهي بعيدة عنك، وبعد خطبتها.
صديقي.. أنت الوحيد الذي يستطيع أن يقرر ماذا يريد؛ خصوصاً في موضوع الارتباط، أنت الوحيد الذي يمكنه أن يقرر إذا كانت تلك الفتاة مناسبة لك أم لا.
وحتى تأخذ هذا القرار، عليك أن تبتعد لفترة عنها، وتطلب من والديك ألا يفتحا هذا الموضوع معك؛ حتى تحدد ما تريد بذهن صافٍ غير مشتت.
أما بالنسبة لموضوع "أشتري اللي باعني"؛ فهذا التفكير ليس في محله، لأنها لم تبِعك؛ بل كانت واضحة معك من البداية، وقررت الانفصال لأنها شعرت بأنكما غير متوافقين؛ أي أنها لم تخُنك أو تبِعك.
كل ما عليك الآن هو أن تحاول التركيز على ما تريده بالضبط، بعيداً عن أي ضغوط، وأن تُحِكّم عقلك حتى تُحسن الاختيار.
وأولاً وأخيراً لا بد أن تستخير الله قبل كل خطوة.. ومع خالص تمنياتي لك بالتوفيق، وبأن تتخذ القرار السليم.