أحييكم على القسم الرائع وأنا صديق لكم؛ فقد ساعدتموني كثيراً، وجزاكم الله خيراً. مشكلتي كالتالي: أنا متزوج منذ 7 شهور تقريباً، جلست مع زوجتي منهم 4 شهور؛ وبحكم عملي وسفري لم ننجب أطفالاً حتى الآن، والآن أعيش أنا وزوجتي خارج مصر، وهي معي منذ شهرين تقريباً، عمري 27 سنة.
سافرت بعد خطبتي بسنة لظروف، ثم بدأت المشاكل على الأمور المادية الصغيرة، ومنها المشاكل الكبيرة.. لكن بعدما تزوجت، الحمد لله أخذت زوجتي عن حب، ومبسوط؛ لكن فيه مشاكل غريبة بنحلها على طول.
المهم إن زوجتي لها أخت أكبر منها بسنتين، وطبعاً كانت معنا من البداية في المشاكل، وكانت هي السبيل الوحيد للوصل والوفاق بيني وبين زوجتي، وكنت باكلّمها في أوقات أكتر من ساعتين، وهي عاقلة أوي، وفيها صفات حلوة كتير، متوافقة معايا أوي؛ حتى في الألوان، في الزوق، في الاختيارات، في الأكل والشرب، في كل شيء تقريباً.
أنا آسف لأنكم ممكن تفهموني غلط؛ لكن دي الحقيقة، ربنا أعلم لما باكلمها بارتاح أوي، ونفسي أغيّر مراتي عشان تبقى زيها، ودايماً أقول لها إنتِ مش زي أختك في كذا وكذا.
ولما كنا في مصر كانت شقتي قريبة من منزل نسايبي، وكل يوم أخت زوجتي تزورنا، وممكن تقعد معايا اليوم كله، وتاكل وتشرب معانا، وتعمل لي الأكل، وتجيب لي هدايا، وتعمل لي عصاير مخصوصة والأكلات اللي بحبها، واتعلقت بيها أوي.
والأيام دي أنا متضايق عشان عرفت إن فيه واحد متقدم ليها؛ برغم بُعد المسافة الآن بيني وبينها، وزوجتي معايا، والمفروض إني بعيد عنها؛ يعني خلاص.. بس والله باتحجج بأي حاجة عشان أسمع صوتها، ولما أسمع صوتها بارتاح أوي.
ساعدوني، أنا مريض ولا معمول لي عمل، ولا إيه؟ أنا باموت فيها.. لو قالت لي ارمي نفسك في البحر هاعمل كده.
أرجوكم ساعدوني، أنا باصلّي وكويس؛ بس مش عارف أعمل إيه.. أنا باكتب دلوقتي وأنا قلبي بيدقّ لما افتكرتها، ونفسي أو -بمعنى أوضح- هاموت وأشوفها.. ساعدوني، عايز أبعدها عني، وخايف على بيتي وزوجتي.
M.N
النار تحدث دائماً من مستصغر الشرر.. هذا ما قفز إلى ذهني بعد قراءتي العميقة لرسالتك؛ فقد تجاهلت كل الشرارات الصغيرة التي اندلعت بداخلك تجاه شقيقة زوجتك، ورحت تُغذّي إعجابك بها، وتطيل المكالمات الهاتفية معها، وتتناسى أن كل مكالمة معها وكل إعجاب بها يسرق منك فُرَصَك العادلة التي تستحقها أنت وزوجتك في إنجاح زواجك.
وأطمئنك بأنك لست مريضاً، ولم يعمل لك أحد عملاً؛ فقد اخترت الاستسلام لإعجابك بأخت زوجتك، وفرِحْت بتدليلها لك، وتعاملت معه على أنه حب منها، وليس مشاعر أخوة زائدة منها لك.
وأهمس لك بكل الود والاحترام لمشاعرك: أنه ليس من العدل مطالبة زوجتك بأن تكون صورة من أختها حتى ترضى بها؛ فهي لم تكذب عليك، ومن الطبيعي أن تحدث مشاكل في بدايات الزواج؛ بل وأثناء الخطبة، وهي ليست مسئولة عن توافق الأذواق بينك وبين شقيقتها، وكان بإمكانك تركها أثناء الخطبة -إن أردت ذلك- ولكنك لم تفعل.
لذا أتمنى تأجيل الإنجاب من زوجتك حتى تصل إلى قناعة أنها هي وحدها التي ستُرضيك عاطفياً وحسياً ونفسياً، وأنك لن تخون نفسك بالتفكير في أختها مجدداً؛ لأنها محرمة عليك شرعاً، وأنت تعرف ذلك بالتأكيد، وحتى إذا طلقت زوجتك؛ فلن تتزوجك أختها، ولن تقبل العائلة بذلك.
وفي هذا الشأن أمامك خياران: إما تغذية الشعور بالحب تجاه شقيقة زوجتك، وهو ما سيُلحق بك الخسائر؛ فستعرف زوجتك، وسينهار زواجك وتخسر كل شيء.. أو التعامل معها على أنها شقيقة لك، والامتناع النهائي عن أية مكالمات طويلة معها، وتجنّب أي انفراد بها، وتذكير نفسك بأن أي اقتراب منها له نتيجة وحيدة ومؤكدة، وهي الخسائر الدينية والدنيوية.
مع التفتيش عن مزايا زوجتك واتخاذ قرار بأن تحبها كما هي، ودون أية تعديلات تُقرّبها من صورة أختها، وأن تعطي نفسك فترة كافية بعد الانسحاب من الإعجاب بأختها، للاقتراب العاطفي والعقلي والحسي من زوجتك، ولا تنجب منها إلا بعد التأكّد من طردك لأي إعجاب بأختها.
وتذكّر أن شقيقتها تتعامل معك بلطف زائد؛ لأنها تحب أختها وتريد لها الخير، وأنه لو كانت المشكلة معها شخصياً لاختلف الأمر تماماً، وأن لديها عيوباً؛ ولكنك لا تراها لشدة إعجابك؛ فجميعنا لدينا عيوب؛ فلا تهزم نفسك أبداً، واحتفل بخطبتها كأخت لك، واعتبرها فرصة لتصحيح المسار الخاطئ الذي استسلمت له، بعد أن سمحت لإبليس اللعين بالمبالغة في مزاياها، وتضخيم عيوب زوجتك. وفقك ربي وحماك.