كتب: عمر طاهر 1- لا تمنع نفسك من التعاطف مع مبارك ، لا تعتبرها إهانة للثورة أرجوك ، إنها ثورة نبيلة لا تتعالى على المشاعر الإنسانية ، بل إنها ثورة لا تمتلك أجندة سوى المشاعر الصافية النبيلة ،هذا ليس دفاعا عن مبارك فهذه هي المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها كلمة ايجابية في حقه .. اكتبها لأقول لك يا صديقي المتعاطف مع مبارك أنا متعاطف أيضا معه ،الروح الثورية التي تفجرت بداخلنا جميعا يجب أن تتعامل الآن مع هذا الرجل بما يليق بنبل الثورة لا بما يليق بمبارك . اكتب الآن لمن يشعر أن فرحته بالثورة "ناقصة حتة" ، صدقني هذه هي الحتة التي تربكك ، لا تداريها و لا تخبئها فهي "حتة" تشرفك كابن لعهد جديد ثار بالأساس احتراما للآدمية. أما من يعتبر هذا الكلام انتقاصا من فرحته إذ أنه لا يعرف ميزة واحدة لمبارك يجعله يتعاطف معه .. أقول له إن هذه الثورة لم تكن لتنجح لولا سيادة الرئيس .. المرة دي بجد. 2- إياك أن تمنح قناة الجزيرة أكثر من حقها ، فإذا كنت قد استفدت منها مرة خلال الثورة فقد استفادت هي ألف مرة ، أرجوك لا تمنح قناة لم تكن تقف إلى جوار الثورة لوجه الله مالا تستحقه و لا تجعلها ضمن الراكبين على هذا المجد ، سيكون عارا على الثورة وعلى الشهداء أن تكون قناة الجزيرة هي الراعي لكل ما حدث ، يؤسفني أن أرى بعض الأصدقاء على الفيس بوك يحملون شعار "الله .. الشعب .. الجيش .. الجزيرة". 3- احترام المعارضين للثورة ، قامت الثورة لأن النظام كان يكمم الأفواه و يقهر معارضيه و يسخر منهم ، ألا يليق بالعهد الجديد أن يتخلص من أحد أكبر مساوئ العهد القديم ؟ ، إن كنت تريد دعم الثورة فعلا تقبل وجهة النظر الأخرى واحترم عقليات معارضيك ولا تقهرهم و دعهم يشعرون أن هناك تغييرا ما حدث بالفعل "على الأقل في هذه الجزئية". 4- نريد شخص جروباتى يتبنى عمل دعوة لأسر الجنود الذين استشهدوا خلال المواجهات للتواجد في الميدان و الاحتفال بهم ، الآن بعد نجاح الثورة يمكن اعتبار هؤلاء الجنود المصريين البسطاء ضحايا من أهالينا اضطرتنا الظروف القاسية للعبور فوق أجسادهم حتى نصل إلى ميدان التحرير ، هؤلاء الجنود من سيهتم بأن يواسى أسرهم سوى هذه الثورة النبيلة؟ . 5- الثورة تشبه الديانة الجديدة لابد أن تفتح أبوابها أمام الجميع بدون تمييز ، ولا تقلق فهي مسألة وقت حتى يظهر للجميع المنافق من المخلص من الراشق فلا تشغل بالك و تشتت نفسك بالحكم على الناس الآن ، لكن احذر ألف مرة من يقول في مبارك الآن كلاما لم يكن ليقوله بينما مبارك على كرسي الرئاسة. 6- لا تفرط في الحماس و لا تفرط في الخوف ، لو عايز تفرط في حاجة أفرط في الثقة بالله .. فكل ما يحدث لا فضل فيه لأحد إلا الله الذي أدار المسألة من البداية للنهاية بطريقته ، لو كابل النت عند وائل غنيم في دبى أتقطع ما كان ليوجه دعوة للتظاهر،لولا يد الله ما كان لثورة أن تنجح ب350 لايك و 500كومنت على سطر يدعو للتظاهر ، وحبيب العادلى لولا أن ربنا أصاب قدراته الذهنية بالسكتة ما كان ليسحب جنوده ، ولولا أن الله انتقى من أنصار مبارك مجموعة من المغفلين النشطاء للخروج لتأييده على ظهور الخيل و الجمال ما كانوا ليقضوا على أية فرص للتعاطف مع الرئيس بعد خطاب " سأموت في بلدي" ، بل أننا يوم الخميس في عز توقعاتنا المفرطة بالتنحي هبط علينا الرئيس بخطاب "سأظل "، ويوم الجمعة بينما الجميع في قمة اليأس ظهر علينا عمر سليما بخطاب " الرئيس يتخلى " ، الله بدأها و الله أنهاها و الله يتولى مسئولية كل ما هو قادم ، ونحن نؤمن بالله و الرسول يقول "كل أمر المؤمن خير " .. حتى لو أنت مش شايفه كده.