في البداية أحب أشكركم على اللي إنتم بتعملوه علشان تساعدوا الناس، بجد ميرسي ليكم أوي، وربنا يخليكم يا رب. أنا مشكلتي هي حبيبي؛ أنا وهو شخص واحد، في مرة كنا مع بعض وإحنا قاعدين هو فتح متصفح النت من الموبايل بتاعه؛ فأنا قلت له: ممكن موبايلك ثواني هادخل على الفيس بوك، قال لي: أوك، مافكرتش ساعتها إن أنا عندي زمايلي أولاد في الجامعة على الفيس بوك، وإن حبيبي هيشوف ده كله.
المهم أنا فتحت الصفحة، وهو قال لي هاتي الموبايل، حاولت بقدر الإمكان إني آخد الموبايل وأقفل الأكونت، وهو مستمر في قراءة الرسايل المبعوتة لي من زمايلي، وكان مستغرب جداً ومذهول، وقال لي: هي دي المحافظة على المشاعر؟ قلت له: دول مجرد زمايل معايا في الجامعة.. وبعدها كلمته وكان صوته حزين أوي؛ لدرجة إنه كان بيسمع أغاني كلها حزن، وكان بيسمّعها لي.
أنا والله العظيم بحبه بجنون؛ يعني زمايلي دول ولا حاجة بالنسبة لي، وطبيعي أنا في جامعة يبقى لي زمايل أولاد، وهو عارف كده كويس؛ بس لما شاف الرسائل حس بحاجة غريبة؛ هي إنه كان بيديني كل اللي جواه، وإنه بالنسبة لي شخص واتعودت عليه؛ لكن ربنا يعلم هو في قلبي إيه، واللي جوايا عمره ما هيتغير من ناحيته.
حاولوا تجيبوا لي حل.. أنا غلطت وعاوزة أصلّح غلطتي أعمل إيه.
N.K
صديقتنا العزيزة.. نشكرك على كلامك الجميل، ونرحب بك دوماً.
بالنسبة لمشكلتك؛ فتعالي نبحثها معاً من خلال شعورك بالخطأ، وهو شعور جميل لأنه يتبعه الرغبة في تصحيح مسار هذا الخطأ وتجنبه لتحقيق الرضا عن النفس، والتي خلقها الله وخلق بداخلها القدرة على استبصار ما يرضيه ويُغضبه، كما قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.
لكن من أين ينبع شعورك بالخطأ؟ هل لأن حبيبك اطلع على هذه الرسائل التي أحسست بشعور خفي يقتضي إبعادها عنه؟ فإذا كان يعلم أن لديك زملاء في الجامعة؛ فلماذا انتابته هذه الحالة من الذهول والحزن عند قراءة الرسائل؟
عزيزتي.. إن فكرة الاختلاط بين الشباب والبنات أصبحت مفروضة علينا في هذا الزمن، وهذا قد تسبب في العديد من المشكلات الناتجة عن المفاهيم الخاطئة؛ فإذا كان ولا بد للتعامل؛ فإنه يكون في حدود الزمالة أو ضروريات العمل فقط.. أما تطوّر العلاقات إلى محادثات ورسائل وصداقات وفيس بوك دون ضرورة وحاجة؛ فلا أعتقد أن هذا يُرضي الله عزّ وجل؛ مما سينعكس على حياتنا فيما بعد، وأتمنى أن تحذري من التوغّل في مثل هذه المواقع حتى لا تفتح عليك أبواباً أنت في غنى عنها، أو يتمّ استغلال معلومات أو صُوَر خاصة بك في أي شيء.
لذا أتمنى أن يولد إحساسك بالخطأ رغبتك الحقيقية في الرجوع للمسار الصحيح كما أخبرتك؛ لأن هذا سيفيدك في حياتك أنت ولأجلك أنت أولاً قبل علاقتك بهذا الشاب، وحتى تجدي رضا الله يغمر حياتك؛ فتكونين سعيدة سعادة حقيقية، ولا يوجد ما تخشين منه أبداً.
أما بالنسبة لحبيبك؛ فمن الواضح أنه شخصية حساسة، ويحب الصراحة والوضوح، ويكره أن تخفي عنه شيئاً.. يمكنك أن تخبريه أنك عرفت كم هو حساس ويحبك، وأنك قد تصفّحت الإنترنت من على تليفونه هو ولم تخفِ عنه شيئاً، وأنك لم تكوني تعلمين بخطأ هذا الشيء، أو أنه سيتأثر به لهذه الدرجة؛ مع أنك كنت حسنة النية، وأنك الآن عرفت أنك أخطأت ولن تعودي لما سيجلب لك المتاعب دون داعٍ.
وكما أخبرتك فإن قوتك في اتخاذ المسار الصحيح لحياتك يجب أن ينبع من داخلك وتكوني صريحة مع نفسك في هذا الشأن؛ لأنك لو فعلته فقط لأجل إنسان وليس لله؛ فسيتغير بتغيّر هذا الإنسان.
كما أتمنى أن تتّخذ علاقتك بهذا الشاب مساراً رسمياً شرعياً حتى يبارك الله هذه العلاقة، وتبعدي عن الشبهات، وتكوني في مكانة غالية عند حبيبك.