أنهت أجهزة الأمن في القاهرة اعتصام المتظاهرين في ميدان التحرير، في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف ليلة أمس (الثلاثاء)، حيث حشدت قوات الأمن أعدادا كبيرة من جنود الأمن المركزي وصل عددهم إلى ما يزيد على 10 آلاف مجند وضابط، واستخدمت أجهزة الأمن العربات المصفّحة والمدرعات والقنابل المسلية للدموع في تفريق المتظاهرين بشوارع وسط القاهرة، وطاردوهم حتى شارع ميريت الذي يقع فيه المتحف المصري، وفقا لجريدة المصري اليوم. استعدّت قوات الأمن لفضّ الاعتصام بإضاءة الكشافات الموجودة أعلى السيارات المدرّعة؛ كإنذار للمتظاهرين ولفت انتباههم إلى أن القوات ستبدأ في فضّ الاعتصام ومواجهة المحتجّين، إلا أن المتظاهرين لم يستجيبوا لتلك التهديدات، فأطلق الأمن القنابل المسيلة للدموع في سماء ميدان التحرير، لتقع وسط المتظاهرين الذين أصيب بعضهم باختناقات نتيجة كثافة الدخان. واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه في فضّ الاعتصام إلى جانب القنابل المسيلة للدموع، بعدها تبادل المتظاهرون والأمن قذف الحجارة. واستمرّ إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين بالقرب من المقر الرئيسي للحزب الوطني، واستمرت قوات الشرطة في إطلاق النار على المتظاهرين بشكل عشوائي، من داخل عربات مدرّعة تحرّكت عكس اتجاه سير كوبري أكتوبر، وقامت بتفتيش السيارات الأجرة؛ للقبض على مشتبه بهم، وفقا لجريدة الشروق. وقال شهود عيان: "إن السيارات المصفّحة اقتحمت صفوف المتظاهرين، وكادت تدهس من في طريقها، كما هاجم ما يزيد على 10 آلاف مجند المحتجّين، وقاموا بمطاردتهم في شوارع وسط القاهرة، وأغلقوا الشوارع الجانبية بميدان التحرير، عدا الطريق المؤدي إلى المتحف المصري". وبدأت المطاردات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين نزل بعضهم إلى محطة مترو الأنفاق بالتحرير، فقامت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع داخل محطة المترو، وامتلأت سماء ميدان التحرير بالدخان، ووقع عدد كبير من المصابين، وقال بعض المتظاهرين إنهم سيكملون اعتصامهم صباح اليوم من الساعة الثانية ظهرا، وكل يوم حتى يتم تحقيق مطالبهم. وتجوب قوات الشرطة ميدان التحرير منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما يقوم عمال النظافة بتنظيف الشوارع وإزالة الحجارة والمخلفات، وفقا للعربية.نت. وأعلن مصدر أمني اليوم وفاة مجنّد من قوات الأمن المركزي، متأثرا بإصابة في الرأس؛ نتيجة قذفه بالحجارة، بالإضافة إلى إصابة 4 ضباط و 35 من أفراد الشرطة بإصابات مختلفة بميدان التحرير، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأفادت مصادر بوزارة الداخلية أمس أن ثلاثة أشخاص قُتِلوا (أحدهم ضابط شرطة والآخران متظاهران)، وأصيب العشرات في اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وفقا لما جاء في وكالة رويترز للأنباء. وذكر مراسل BBC أن المتظاهرَيْن لقَيَا حتفهما بحي الأربعين بمحافظة السويس، وقال مصدر أمني وشهود عيان إن اللواء عبد الرءوف عادل - مساعد مدير أمن محافظة السويس- والرائد محمد عادل -رئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس- أُصيبَا بحجارة رشقها محتجّون، وأضاف المصدر الأمني أن مساعد مدير الأمن أصيب بجروح في الوجه، بينما أُصيب رئيس المباحث بجروح في الرأس. ذكرت مصادر طبية أن نحو 150 شخصا أصيبوا، معظمهم بحالات اختناق، أثناء محاولة الشرطة تفريق آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس، باستخدام القنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه بشكل مكثف وعشوائي. ونقل معظم المصابين إلى المستشفيات، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. جدير بالذكر أن عشرات الآلاف من المواطنين قد شاركوا أمس في مظاهرات بعدة مدن؛ على رأسها القاهرة والإسكندرية والغربية والسويس وامتدت جنوبا حتى أسيوط، وذلك بعد يوم غضب دعت إليه حركة 6 إبريل وناشطون سياسيون؛ للمطالبة بإدخال إصلاحات سياسية واجتماعية، ووضع حد أدنى للأجور. وتعدّ هذه المظاهرات هي الأكبر التي تشهدها مصر، منذ انتفاضة الخبز في يناير 1977 إبان عهد الرئيس الراحل أنور السادات.