قد يعتقد البعض أن المتلقي -أيا كان- هو متلقٍّ مُغَيّب، ولكن المؤكد أنه لم يُخلق بعدُ من بوسعه الضحك على الشعب المصري برغم كل ما يعانيه، فمدحت بيه شلبي يستهزئ بشيكابالا أول الموسم الحالي، قائلاً إنه يجري وراء عربات الرش في الشوارع. وقبل نهاية النصف الأول من نفس الموسم، وصف نفس الشخص باللاعب الكبير، وأنه من أمهر لاعبي كرة القدم في العالم، بل وقارنه بلاعب بثقل محمد أبو تريكة، صاحبة الأهداف المؤثرة في تاريخ الكرة المصرية، بينما شيكابالا تعوّد الهروب من ناديه سابقا، ومنتخب بلاده مؤخرا، قبل أن يتدخل وسطاء الخير لمصالحته على كابتن حسن شحاتة. وما زلنا مع سيادة اللواء مفسّر أحلام الكرة المصرية، عندما هاجم محمود فتح الله -لاعب نادي الزمالك- ووصفه ب"أبو قصة"؛ لمجرد أنه لم يوقّع لناديه, وبمجرد توقعيه غيّر كلامه إلى المديح والثناء لم الذي لم يقله من قبل على أي لاعب آخر. التوأم حسام وإبراهيم حسن، كلاهما لا يكفّ عن ترديد "أن ميول المسئولين عن الكرة بمصر حمراء" رغم أن هؤلاء المسئولين هم من رفضوا قائمة ال30 لاعبا التي كان يريدها الأهلي، وهم من رفضوا تأجيل مباراة الزمالك، وبالتالي عدم منح راحة يوم للفريق الأحمر قبل لقاء الزمالك، ليتساوى معه بعد لقاء المقاولين. هم المسئولون أنفسهم الذين قاموا بتغريم الأهلي 20 ألف جنيه لسبّ جماهيره لشيكابالا الذي نعتهم بأقذر الألفاظ، ورفع لهم الحذاء، وكلاهما رغم ذلك لا يكفّ عن تحميل الجهاز الفني لمنتخب مصر مسئولية قرار اعتزال شيكابالا اللعب الدولي، هذا اللاعب يجب علاجه نفسيا قبل أن يتحوّل إلى محمد عباس ثانٍ، لاعب الأهلي الشهير في الثمانينيات، أتتذكرونه؟! والأعجب من كل ذلك أن يُحمّلوا المسئولين مسئولية قرار دولة قطر برفض انضمام لاعبها حسين ياسر إلى الزمالك قبل لقاء القمة، وأخيرا شككا في طاقم الحكام النمساوي الذي أدار لقاء القمة، بداعي وجود اتفاقيات وعلاقات أهلاوية ببعض الجهات في النمسا، ونسيا أن يذكرا تحالف الأهلي مع الحظ أيضا.. ارحمونا يرحمكم الله! نأتي للحكومة المصرية الموقّرة والتي صرّح رئيسها الدكتور أحمد نظيف بأن أجهزة التكييف -التي لا يعلم بالطبع إنها بالقسط- دليل على رفاهية المصريين، ولا عجب فهو صاحب التصريح الشهير الذي قال فيه إن مستوى معيشة المواطن المصري زاد نسبة إلى زيادة مبيعات السيارات، ونسي أن يحدد نوع السيارات، والتي أغلبها عبارة عن سيارات 127 و 128 وموديلات قديمة ومتهالكة، وما هي إلا لحظات، وخرجت علينا إحدى وزيراته (عائشة عبد الهادي) في برنامج "90 دقيقة" بتصريح أحزن غالبية الأسر المصرية، تقول فيه إنه يجب على خريجي الكليات النظرية كالآداب والحقوق أن يعملوا كأفراد أمن بالمولات التجارية؛ لأن هذا هو المتاح.. فهل ترضى سيادتها ذلك لأي من أبنائها؟ لا تعليق. أما ظاهرة ارتداء الحجاب من قِبَل بعض الفنانات، والاعتزال لفترة، ثم العودة للتمثيل مرة أخرى سواء بالحجاب أو بغيره، بحجة أن "الحجاب مايأكّلش عيش"! فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الفنانة عبير صبري، بعد خلعها للحجاب تقدّم لنا دورا من أجرا أدوار السينما المصرية -في فيلم "عصافير النيل"- ومن قبلُ دورها في فيلم "أحاسيس"، والأغرب تصريحها بأنها لن تتخلّى عن مشاهد الإغراء في فيلمها الجديد "حفلة منتصف الليل"، فهل عادت من رحلة الحجاب بشهية مفتوحة للأدوار الخادشة للحياء؟ أم إنها لم تكن أكثر من عملية تسويق ودعاية؟ أما عن الفنانة ميرنا المهندس فحدّث ولا حرج، فلقد أصيبت بمرض خطير في القولون، فقررت أن تتوب إلى الله وترتدي الحجاب، ولكنها بعد أن أتم الله شفاءها، عادت إلى جنّة الفن مرة أخرى، لتلحق بصابرين وسهير رمزي وحنان ترك وسهير البابلي، والقائمة طويلة. وها هو الفنان حسن يوسف الذي اعتزل الفن، واعتكف على تقديم الأعمال الدينية؛ كالإمام الشعراوي والمراغي، وها قد شاهدناه في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" -قبل أن ينضم لهم المخرج خالد يوسف ليصبحوا ستة- مع غادة عبد الرازق، مبررا ذلك بأن دوره بالمسلسل يعالج قضية من قضايا المجتمع، فيا ترى ما هي هذه القضية؟ إذا عرفت الحلّ اتصل ب0900 فقد تكون صاحب الحظ السعيد. الأمثلة كثيرة من نماذج قد يعتبرها بعض الشباب قدوة، فمن مسلسل عصام الحضري، إلى مسرحية الكابتن شوبير والمستشار مرتضى منصور، مرورا بالأجزاء المتعددة لأفلام التوأم حسن والأهلي، فيا ترى مين بيضحك على مين؟!! أكيد كله بيضحك على كله، أنا أعلم علم اليقين بأن الموضوع بايخ، ولا يستحقّ الضحك، ولا يرتقي حتى لمستوى نكتة سيادة اللواء المعرقبة، ولكن عشان خاطري اضحك، فشرّ البلية ما يُضحك، كركر كركر كركر!