جاء خبر تعاقد الفريق الأوّل بنادي الزمالك مع أحمد حسام (ميدو) -مهاجم أياكس أمستردام الهولندي السابق- ليكون بمثابة بُشرة خير لجماهير ومحبّي نادي الزمالك؛ لما يمتاز به اللاعب الملقّب ب"العالمي" مِن إمكانيات فنية مميّزة، كما أن لديه خبرة كبيرة اكتسبها مِن مشاركته بأقوى دوريات العالم؛ سواء الإنجليزية أو الإسبانية، وحتى الإيطالية والهولندية.. قد تكون عودة المهاجم الرحّالة مفيدة لفريق الكرة، وقد يكتب لها الفشل كما كتب مِن قبل عندما اتخذ قرارا بعودته لناديه السابق قبل بداية الموسم الماضي، وهو ما ندم عليه اللاعب فور رحيله مباشرة. السؤال هنا يكمن في: هل عودة ميدو لقيادة خط هجوم الفريق الأبيض منطقية.. أم إن الصفقة في إطار الشو الإعلامي لإرهاب المنافسين فقط؟! نسرد لقرّاء "بص وطل" خلال السطور التالية بعض المواقف، وتوضيح بعض النقاط التي قد يتضح مِن خلالها عدم حاجة الزمالك لمهاجمه الدولي ميدو. يعتمد الجهاز الفني للفريق بقيادة حسام حسن في طريقة لعبه على مهاجم واحد فقط، والذي لا يُحرز أهدافا في الكثير من الأوقات؛ حيث يصبّ اعتماده بشكل أكبر على القادمين من الخلف، والذي يأتي أبرزهم على الإطلاق محمود عبد الرازق (شيكابالا) هدّاف الفريق برصيد 9 أهداف. نجح فريق الزمالك في اعتلاء صدارة جدول الدوري قبل مباراة واحدة من نهاية الدور الأول بمجموعة من أنصاف النجوم؛ حيث يعدّ شيكابالا هو النجم الأوحد، فيما عدا ذلك نجح حسام حسن في عمل توليفة مِن الشباب؛ يأتي أبرزهم على الإطلاق: إبراهيم صلاح، وحازم إمام، ومحمد إبراهيم، وعمر جابر، ويأتي ذلك في ظلّ ابتعاد عمرو زكي المهاجم الدولي للفريق عن ثلثَي مباريات فريقه في الدور الأول؛ بسبب الإصابة. كان لا بد مِن توضيح هذه الأمور قبل أن نرصد لكم الأزمات التي قد تُواجِه الجهاز الفني بعد انضمام ميدو للفريق. أُولى هذه الأزمات تتعلّق باعتماد الجهاز الفني على اللعب برأس حربة واحد فقط، وهو ما لن يتناسب مع فريق أصبح يضمّ مجموعة مميّزة مِن المهاجمين؛ وهم: أحمد حسام، وعمرو زكي، وأحمد جعفر، وأبو كوينه، بالإضافة إلى الوافد الجديد أيضا الجزائري محمد أمين عودية؛ فلن يرضى الكبيران (ميدو وزكي) أن يجلس أحدهما بديلا للآخر. ولن يتوقّف الأمر عند الثنائي فقط؛ فهناك أحمد جعفر الذي يعدّ هو المهاجم الأساسي للفريق حاليا، بعد إصابة زكي، والذي غضب وأعلن رغبته في الرحيل بمجرّد جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراة القمة الأخيرة، قبل أن يتراجع عن ذلك مؤخرا، فما بالكم بموقفه في حالة عدم دخوله قائمة مباريات فريقه، وهو الأمر المتوقّع بالطبع؟!! لن نغفل موقف أبو كونيه الذي لم يُشارك في ظلّ عدم وجود ثلاثة من المهاجمين الأربعة السابق ذكرهم، وكرّر طلبه في الرحيل أكثر من مرّة إلا أن طلباته جميعها قُوبلت بالرفض, وأخيرا فهناك الجزائري عودية الذي جاء، ويحمل بين طياته أحلام المشاركة أساسيا وقيادة خط هجوم الزمالك، وهو لاعب بالفعل يملك إمكانيات فنية مميّزة، ويتسم بقوة البنيان والسرعة. مِن خلال ما سبق يتضح ضرورة تراجع الجهاز الفني أولا عن طريقته في اللعب برأس حربة واحد، والتي لن تكون مفيدة أبدا وسط هذه المجموعة مِن المهاجمين. الجميع يعلم حجم المشكلات الموجودة بين الثنائي عمرو زكي وميدو، والتي تعود بدايتها مِن مشاجرتهما معا في أحد معسكرات المنتخب الوطني, ولا يقبل زكي بأي حال مِن الأحوال وجود ميدو معه في فريق واحد، وهو ما دفع "البلدوزر" المصري للتهديد بالرحيل، وهو ما يكشفه "بص وطل" هنا وما نريد توضيحه أن الزمالك اعتلى صدارة جدول الدوري بأنصاف النجوم؛ فهل سينقلب الوضع في ظلّ وجود تخمة مِن النجوم في خط الهجوم؟!! اهتم المدير الفني بالتعاقد مع اسم لامع في خط الهجوم الأبيض الذي -مِن وجهة نظري المتواضعة- لا يحتاج إلى التدعيم؛ فيكفيه احتلال مرتبة أقوى خط هجوم بين أندية الدوري المصري في ظلّ ابتعاد زكي بسبب الإصابة، وقبل انضمام الجزائري عودية، ووجود أبو كونيه الدائم على مقاعد البدلاء, وتناسى الجهاز الفني تدعيم خط دفاعه المهزوز، والذي تلقّى 17 هدفا في 14 مباراة، وهو رقم كبير جدا على فريق يسعى للحصول على لقب البطولة. وفي النهاية عزيزي القارئ شاركنا برأيك.. هل كان مِن الأفضل على حسام حسن -المدير الفني- أن يبحث عن مدافع مميّز لمساندة الدولي محمود فتح الله بدلا من التعاقد مع مهاجم هدفه فقط إرهاب المنافسين من اسمه اللامع؟!! هل عودة ميدو منطقية ومفيدة للفريق أم إنه سيفتح بابا من المشكلات والأزمات داخل البيت الأبيض من جديد؟