أنا عندي مشكلة كبيرة أوي، ومحتاجة حد يكون جنبي فيها، أنا عندي 25 سنة، كنت بحب زميلي من أيام الثانوي، ودخلنا الكلية مع بعض، وكنت بحبه، وهو كان بيحبني، واتخطبنا لمدة 3 سنين.. عرفت إنه بيعرف بنات كتير عليّ، وكان بيكدب كتير، وصبرت معاه على أمل إنه هيتغير؛ لكن مع الأسف ماتغيرش فسِيبته بعد معاناة كبيرة؛ المهم اتصدمت وعِشت سنتين في قمة اليأس، وقررت إني ما أحبش تاني، وكان بيتقدم لي عرسان كتير؛ لكن مع الأسف كان فيه حاجز كبير بيني وبينهم. المهم في يوم اتعرفت على واحد في المواصلات، وسألني: إنتِ مرتبطة؟ قلت له: لأ، قال لي: أنا معجب بيكِ وعايز أتقدم لك، وطلب رقمي، مارضيتش أديه له، مشي ورايا لحد البيت، وبعدها بأسبوع جه اتقدم لي، هو الوحيد اللي قلبي اتفتح له من بعد خطيبي.
المهم اتقرت فاتحتي، وكنت باخرج معاه، حبيته أوي، وفي يوم خرجت معاه ولقيته بيقول لي خدي كلمي أختي اللي كانت مسافرة السعودية عشان عاوزة تشوفك وتتعرف عليكِ، وبالفعل كلّمتها، أتاري دي مش أخته، دي واحدة ماشي معاها عشان تجرجرني.
المهم طلبِت مني أروح البيت عندها؛ الأول رفضت، وبعد إلحاح وافقت.. المهم رُحت معاه، ودخلت مالقيتش حد في الشقة، وطلعت دي فعلاً شقة أخته؛ بس هي مسافرة، وكانت صدمة عمري، لقيته إنسان تاني خالص غير اللي أنا أعرفه، شُفت حيوان.
المهم حصل اللي حصل، وبكيت قدامه، وقال لي أنا كده كده هاتجوزك.. وبعدين فضِلت معاه أسبوعين يثبّت فيّ، وأنا مضطرة أصدّقه، المهم قال لي: أنا جاي البيت أتفق مع أهلك على الجواز على طول، وفعلاً جالنا البيت يوم السبت واتفق على كل حاجة.
صدمتي بقى إن يوم الأحد لقيته بيكلمني من السعودية، وبيقول لي: أنا سافرت، وهابعت لك فلوس تعملي عملية.. رفضت، وقلت له: حرام أنا مش كده. ومن غير ما أحس لقتني باكلّم أهله، وباحكي لهم على اللي حصل؛ الأول كانوا متعاطفين معايا؛ لكن بعد كده بقوا بيتهربوا مني.
المهم أنا رحت كشفت، لقيت الدكتورة بتقول لي إنتِ عندك قطع في الغشاء؛ لكن ممكن تتجوزي تاني وعادي، ومش هينزل دم، ولما جوزك هياخدك هيعرف إن غشائك مطاطي والدكتور هيقطعه لكِ.
أنا محتارة وتعبانة أوي، حاسة إن ليّ حق وعاوزة آخده بأي شكل، وغير كده أنا ما أقدرش أرتبط بحد وأنا باخدعه.. أعمل إيه: أقول لأهلي؟ هيموتوني وهانقص في نظرهم، والولد ده مستقوي عليّ عشان عارف إني ما أقدرش أتكلم.. هو كلمني تاني وقال لي أنا ممكن أتجوزك؛ بس هاطلّقك بعد شهر.. أعمل إيه؟ دلوني.
shoury
لا أصدق حتى هذه اللحظة أن هذه الحدوتة البايخة، التي تمّ هرسها في الأفلام بعدد مرات أكثر من عدد قتلى العراق منذ الغزو وحتى الآن، قد دخلت عليك بهذه السهولة والسذاجة، وهي نفس الحدوتة على شاكلة "نينة تعبانة وعلى كرسي بعجل وعايزة تشوفك في البيت عشان مابتقدرش تخرج منه"، ثم يتّضح أنه لا هناك نينة ولا حتى كرسي بعجل، ويتحوّل الفتى المحبّ مرهف الأحاسيس، إلى ذئب بشري يقوم بمزمزة براءتك بأعصاب باردة.
الفيلم كان واضحاً ومفضوحاً لدرجة لا يُصدّقها عقل، والأغرب أنك وقعت في هذا الفخ الخايب بسذاجة لو وُزّعت على الخلق أجمعين لكفتهم وفاضت.. هل يُعقل أنهم لم يعلّموك في الصغر ألا تدخلي بيوت الغرباء أو شققهم بمفردك دون رفيق؟ وإذا كانت هذه النصيحة تُوجّه للأطفال الصغار مهما كانت مصداقية الشخص الذي يعرض عليهم تلك الدعوة؛ فكيف تقبلين بها أنت من شخص غريب تعرّفتِ عليه في المواصلات العامة دون أن تتأكدي من أصله وفصله، أو شخصية أخته المزعومة تلك؟
سامحيني على انفعالي؛ ولكنك وقعتِ في فخ حتى "مش متكلف" أو متعوب فيه، وبمنتهى السذاجة، ولا أعرف حقيقة كيف دار الأمر بينكما داخل الشقة، ألم تحاولي المقاومة والصراخ؟! فلو كانت شقة أخته بحق؛ لكان قد خاف عليها من الفضيحة أمام الجيران، ولكانت صرخاتك قد ردعته عما نوى.
ولكن ليس من الأخلاق أن أُحمّلك هذه المسئولية بمفردك؛ فأهلك أيضاً يتحمّلون جزءاً منها؛ تحمّلوا جزءاً من هذه المسئولية عندما "كسّلوا" عن البحث وراء أصله وفصله، وقَبِلوه لمجرد أنه أُعجب بك في المواصلات العامة، ثم تقدّم لخطبتك الأسبوع التالي.
على أي حال لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، وقد سُكب الكثير منه بالفعل، ويبقى الواقع أمامنا وحشاً مفترساً ولا مفرّ من التعامل معه وهزيمته حتى تستمرّ الحياة.. ومفردات هذا الواقع الآن تقول إن هذا الشخص الذي حصل على جائزة أوسكار في النذالة لن يعود بأي حال من الأحوال، ولن يتزوّجك بأي حال من الأحوال، وتركَك وحيدة تُواجهين هذه المشكلة بمفردك.
وصدقّيني، فكرة الانتقام من هذا الشخص هي آخر شيء علينا التفكير فيه في الوقت الحالي؛ فهناك مشكلات أكبر وأهم من هذه الفكرة، وهذه المشكلات تتمثل في مجموعة أسئلة نحاول الإجابة عنها بشيء من المنطق تباعاً كالتالي:
هل تخبرين أهلك بالمشكلة التي وقعتِ فيها أم لا؟ رأيي الشخصي أنه ربما لا يكون من الحكمة أن نخبرهم بهذه المشكلة؛ لأننا لا نضمن ردّ الفعل الذي ربما يكون له عواقب وخيمة، وأطلقي العنان لخيالك لتصوّر مقصدي من كلمة وخيمة.
السؤال الثاني هو: كيف ستتصرفين حيال مستقبلك الزوجي؟ أعتقد أن الأمر يستحق الذهاب إلى دار الإفتاء المصرية لسؤالهم حول مدى جواز إجراء عملية جراحية لإزالة آثار ما فعله ذلك الحيوان البشري؛ حتى تستقيم الحياة وتبدئي أخرى جديدة، وأعتقد أن إجابتهم بإذن الله سوف تكون مُريحة ومرنة بما يتماشى مع الواقع.
وفي حال -لا قدّر الله- رفضوا الفكرة من الأساس، سيبقى أمامك وقتها حل وحيد لا ثاني له، أقوله على مضض وغير راغب فيه؛ لكن يفرضه الواقع السيئ الذي وضعتِ نفسك فيه بتصرفاتك الغريبة، هذا الحل هو نفسه الحل الذي اقترحته عليك تلك الطبيبة؛ ولكنه في النهاية يتوقف على مدى حب زوجك لك واستعداده لتصديق هذه القصة؛ حتى لو جاءت على لسان طبيب محترف.
لا يبقى أمامك في الوقت الحالي سوى أن تحاولي استرضاء الله عزّ وجل، الذي أخطأتِ في حقه بشكل يفوق الحدود، استرضيه بتوبتك، وألحّي برغبتك في العودة إلى طريقه، وألحّي بأن حزنك على هذه المعصية قد أحال حياتك للجحيم، وباقتناعك أنه لا معنى لحياتك لو بقي تعالى غاضباً عليك.. والسبيل الوحيد لذلك هو دموع نادمة في صلاة فجر صادقة خاشعة كل يوم ودون انقطاع، ولو قَبِل دموعك؛ فقد أعطاك فرصة ثانية في الدنيا والآخرة. وفّقك الله إلى ما يحبه ويرضاه