واصلت النيابة العامة التحقيق في حادث التفجير الإرهابي، حيث أمر المستشار عبد المجيد محمود -النائب العام- باستعجال تقرير الأدلة الجنائية الحاسم في كشف ملابسات الجريمة، وكيفية وقوعها، بعيدا عن السيناريوهات والتكهنات المطروحة. لغز القدمين.. لشخص واحد أم لشخصين وتحاول النيابة خلال تحقيقاتها كشف لغز قدمين ما زالتا في المشرحة، حيث أمر المستشار عادل عمارة -محامي عام شرق الإسكندرية- بأخذ عينات DNA للتعرف على هوية القدمين، وهل هما لشخص واحد أم لشخصين. وذكرت صحيفة الأهرام أنه من المرجّح أن تكون القدمان لمنفذ العملية طبقا لسيناريو العملية الانتحارية، وتفتح تلك النقطة لغز أن يكون تنفيذها قد تم من خلال شخصين. التعرف على صاحب السيارة الاسكودا وفي المقابل انتقلت التحقيقات إلى نيابة شرق الإسكندرية الكلية، حيث تم تشكيل فريق برئاسة محمد صلاح جابر -رئيس النيابة- ويجري إعادة استجواب طاقم حراسة الكنيسة المكوّن من 12 فرد شرطة، والذين أدلى ثلاثة منهم بأوصاف الشاب صاحب السيارة الاسكودا رقم (5149 س ي ج) والتي توقّفت أمام الكنيسة صفا ثانيا، وترجّل منها شاب ذكرت أوصافه بأنه نحيل وذو شعر أكرد ويرتدي نظارة طبية، وتم التعرف عليه ويُدعى إسلام، ويرقد في المستشفى الميري في قسم العناية المركّزة. وتقدّم إلى النيابة العامة صاحب السيارة وهو والد إسلام، ويُدعى عادل مبروك عبد الغني، وتم سؤاله أمس (الثلاثاء) حيث أكد أنه صاحب السيارة، ولم يكن متوجدا في الحادث، وأن نجله أخذ السيارة يوم رأس السنة. كما قامت النيابة بالاستعلام عن ملاك السيارات التالفة والبالغ عددها 11 سيارة، واستدعاء أصحابها؛ حيث تم تسليم 4 سيارات لأصحابها المسيحيين من بينهم السيارة المتفحّمة، التي أكد صاحبها أنه أوقفها وكان في انتظار أقاربه الذين كانوا يقومون بالصلاة داخل الكنيسة. اكتشاف نصف وجه آدمي كما تجري الأجهزة الأمنية حاليا تحرّيات موسّعة لتحديد هوية صاحب نصف وجه آدمي، تم العثور عليه في موقع الحادث، وصاحب سيارة ملاكي أجنبي الجنسية، حيث قالت مصادر أمنية إنه تمّ العثور على نصف وجه آدمي يرجّح أن يكون للمتهم، وأمر اللواء عادل توفيق -مدير مصلحة الأدلة الجنائية- بنقله إلى المعمل الجنائي بالوزارة، والاستعانة بجراحين وأطباء لتحليل الحامض النووي، للتوصل إلى شخصيته. وأشارت مصادر أمنية إلى أن شظايا عظمية مستخرجة من جسد أحد المصابين يجري تحليلها حاليا، ربما تقود إلى تحديد شخصية الانتحاري، وكشفت أن سيارة تواجدت بمسرح الحادث، وبالاستعلام عنها من إدارة مرور الإسكندرية تبيّن عدم وجود ملف لها، فيما أفادت إدارة مرور القاهرة بأن السيارة مقيّدة باسم مالك أجنبي الجنسية، وتجري الأجهزة الأمنية تحريات مكثفة عنه وعن أسباب تواجد سيارته أمام الكنيسة في هذا التوقيت. وشكّلت وزارة الداخلية أكثر من فريق بحث من جهاز أمن الدولة والمعمل الجنائي وإدارة المعلومات والتوثيق والأمن العام، ويسير كل فريق في اتجاه، ويعدّ المعمل الجنائي حاليا تقريره النهائي عن الحادث بعد فحص مسرح الجريمة، ويتضمن ما إذا كان الانتحاري استخدم حزاما ناسفا في عملية التفجير، وما إذا كان فكّر في دخول الكنيسة أو كان يقف بجوار إحدى السيارتين اللتين حدثت بهما أضرار بالغة. معلومات مثيرة حول عملية التفجير من جانبها ذكرت صحيفة المصري اليوم أن مسئولة بمجلس محلي حي غرب الإسكندرية كشفت عن معلومات مثيرة في قضية التفجير الإرهابي، الذي وقع بعد منتصف ليل الجمعة الماضي، وقالت إنها تحاورت مع شابين على موقع الشبكة الاجتماعية فيس بوك قبل الحادث بساعات، وإن أحدهما قال لها: "شوفوا اللي هيحصل في الإسكندرية بعد ساعات يا شعب يا همج، يا اللي مش بتفهموا غير في الكُرة". وأضافت حنان بركة (39 سنة) أنها في البداية تخوّفت أن تروي لرجال المباحث ما حدث، لكنها عدلت عن ذلك بعد أن سمعت الإعلامي يُسري فودة في برنامج "الحياة والناس" مع رولا خرسا، يطالب من يمتلك معلومة صغيرة بأن يدلي بها حتى يتم التوصل إلى الجناة. وشرحت حنان تفاصيل ما حدث قائلة: إنه في التاسعة من مساء الجمعة، أي قبل الحادث بنحو 3 ساعات، دخلت على فيس بوك، وشاهدت شخصا يُدعى أحمد درويش يوجّه سبابا إلى مصر، ويتّهمها وشعبها بالهمجية، وشخصا آخر يُدعى محمد سلامة شاركه نفس الهجوم، وقال الأول: "شوفوا اللي هيحصل في الإسكندرية بعد ساعات" وردّ عليه الثاني: "فعلا هم شعب همج ولازم حاجة تحصل تهزّ البلد"، فعلّقت على كلامهما بالدفاع عن مصر، وسألت عما سيحدث في الإسكندرية، فلم تأتها إجابة منهما. والمفاجأة.. كنيسة القديسَيْن تلقّت تهديدا قبل الحادث وفي مؤتمر صحفي عُقد أمس (الثلاثاء) بمقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وبحضور وفد من نقابة الصحفيين؛ لتأدية واجب العزاء في ضحايا التفجير، قال الدكتور كميل صديق -سكرتير المجلس الملّي بالإسكندرية- إن 4 كنائس بالإسكندرية تلقّت تهديدات بأعمال تفجيرية تستهدف المسيحيين خلال احتفالات عيد الميلاد. وأضاف صدّيق أن الكنائس الأربعة التي تلقّت تهديدات هي: كنيسة القديسَيْن بمنطقة سيدي بشر، التي شهدت التفجير الأخير أمامها عشية رأس السنة، بالإضافة إلى 3 كنائس أخرى هي: الأنبا تكلا بمنطقة العجمي، وكنيسة مار جرجس بمنطقة سبورتنج، وكنيسة مار جرجس بمنطقة باكوس.