تُوفي الكاتب الكبير نهاد شريف -رائد أدب الخيال العلمي- صباح أمس (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد تعرّضه لأزمة صحية الشهر الماضي. نهاد شريف من مواليد حي محرم بك بالإسكندرية 1932م، تخرّج في كلية الآداب قسم التاريخ، ونُشرت أعماله في معظم الصحف والمجلات العربية منذ بداية الخمسينيات؛ وعمل محرراً علمياً بمجلة "آخر ساعة" ما بين عامي 1995- 1996، ثم موجهاً ثقافيًّا، فمديراً للثقافة والإرشاد بمشروع مديرية التحرير، وقد حصل على العديد من الجوائز في القصة والرواية، لمجهوده في أدب الخيال العلمي، الذي هو أساس كل اختراع وابتكار علمي؛ فضلاً عن قدرة الخيال العلمي على استشراف المستقبل والتنبؤ بالاكتشافات والاختراعات العلمية الحديثة قبل تحقّقها على أرض الواقع. ثم ترك الصحافة بناء على نصيحة الكاتب الصحفي الراحل صلاح جلال، الذي اكتشف فيه موهبة كتابة "القصة العلمية"، وهو عضو لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو بلجنة العلم والتكنولوجيا منذ عام 2003 بمكتبة الإسكندرية. تفرّغ شريف لكتابة أدب الخيال العلمي الذي أخلص له؛ حتى إنه لم يكتب نوعاً أدبياً آخر، وله أعمال متعددة في هذا النوع الأدبي؛ أشهرها روايته الأولى "قاهر الزمن"، التي صدرت في نهاية الستينيات، وتحوّلت إلى فيلم سينيمائي أخرجه كمال الشيخ عام 1986، وقام ببطولته نور الشريف وآثار الحكيم، كما تحوّلت قصته "الماسات الزيتونية" إلى سهرة تلفزيونية درامية بعنوان "الماسات الخضراء". كما كتب مسرحية "أحزان السيد مكرر"، وله دراسة عن "الدور الحيوي لأدب الخيال العلمي في ثقافتنا العلمية"، وقام بترجمة كتاب "سينما الخيال العلمي" لمؤلفه دينيس جيفورد، بالإضافة لمقالات ودراسات متنوعة. وله خمس مجموعات قصصية هي: "رقم 4 يأمركم"، و"الذي تحدّى الإعصار"، و"أنا وكائنات الفضاء"، و"بالإجماع"، و"نداء لولو السري"، وثلاث روايات هي: "قاهر الزمن"، و"سكان العالم الثاني"، و"الشيء"، ومسرحية "أحزان السيد مكرر"، بالإضافة إلى ترجمة كتاب "سينما الخيال العلمي"، وثلاثة كتب تضمّ دراسات وتأمّلات هي: "توماس أديسون"، و"تأملات في العلم والثقافة"، و"الدور الحيوي لأدب الخيال العلمي في ثقافتنا العلمية". يُذكر أن نهاد شريف أصيب بوعكة صحية خلال فترة "ملتقى الرواية العربية"، الذي أقيم في مصر منتصف ديسمبر الماضي، وتمّ نقله على إثرها إلى العناية المركّزة، وهو ما منعه المشاركة في الملتقى؛ حيث أوكل لأحد تلاميذه إلقاء كلمته خلال المائدة المستديرة، التي تمّ عقدها بالمجلس الأعلى للثقافة. عن رويترز