قامت قوات الأمن المركزي بالاعتداء على الأديب الكبير والكاتب المرموق بهاء طاهر، خلال مشاركته في وقفة صامتة بالشموع، نظّمها مثقفون ونشطاء وناشرون مصريون مساء أمس (الإثنين)، بميدان طلعت حرب؛ للتنديد بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ مما أدى إلى انسحاب طاهر وعدد من المثقفين. حاصرت قوات الأمن المتظاهرين بكردون أمني لمنع الجمهور من التضامن معهم، وتمّ دفع "طاهر"؛ حتى كاد أن يُطرح أرضاً؛ لولا أن قام مَن حوله بمساعدته وإبعاده عن المكان؛ مما أثار استياء عدد من المثقفين. واعتدت قوات الأمن على نجل جميلة إسماعيل وبعض النشطاء، وأطفأوا الشموع ومنعوهم من الاحتجاج؛ الأمر الذي دفعهم إلى إنهاء الوقفة سريعاً بعد الاعتداء المتكرر على الأديب الكبير. واعتبر المثقفون تصرف الأمن فضيحة؛ خاصة أنهم يُعبّرون عن الغضب بعد حادث أليم؛ بينما قالت لهم قوات الأمن: ليس لديكم تصريح للتظاهر. يُذكر أن "طاهر" تعرّض في إحدى رواياته -وهي "خالتي صفية والدير"- للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وتناولها في قالب روائي غاية في العذوبة؛ يرسّخ لفكرة عدم التفريق بين مسلم ومسيحي في المعاملة؛ بل إنه عندما أراد بطل الرواية المسلم أن يختبأ من ثأر ظالم، لم يجد إلا الدير ملاذاً يلجأ إليه طلباً للحماية؛ ليضرب بذلك أروع معاني الوحدة الوطنية. وقد حصد طاهر جائزة "جوزيبي أكيربي" الإيطالية، عن هذه الرواية التي قُدّمت في عمل تلفزيوني ومسرحي. بهاء طاهر من مواليد عام 1935، وحصد جائزة البوكر العالمية للرواية العربية من قبلُ في دورتها الأولى، عن روايته "واحة الغروب" التي صدرت عن دار الشروق في عام 2007، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998. إضغط لمشاهدة الفيديو: