أختي مخطوبة وبتنسى حاجات.. أختي اتربّت في أسرة محافظة جداً، عمرها ما اتكلمت مع ولد.. اتقدم ليها إنسان كويس ومحترم، وهي وافقت عليه، وبعد أسبوعين من الخطوبة، وفي بداية الكلام بالتليفون أول المكالمة بتكون عادية، وأول ما يقول لها "بحبك" ولا "وحشتيني" بصوت مرهف الإحساس، في لحظة صوتها ينعم أكتر، وتتكلم بهدوء وبحنّية، ولما ييجي يكلّمها تاني ماتفتكرش أي حاجة من المكالمة؛ بس هي بتقول إنها بتحسّ إنها طايرة، وإن عقلها مش معاها، وبتغمّض عينيها في الوقت ده، ده معناه إيه؟ وإزاي تتصرف في كده؟ مع العلم إنها لم تكن تنسى أي شيء في السابق قبل الخطوبة نهائي؛ بالعكس عليها ذاكرة تفوق حد الخيال. ثم إنها لا تنسى أي شيء آخر مع خطيبها، وتتعامل معه وجهاً لوجه بحرج غريب؛ لدرجة لما يبصّ لها مش بتقدر تفتح عينها في عينه، ووجهها يحمر بالخجل.. بس لما بتتكلم معاه بالحالة دي، بتتكلم معاه في كلام قد يكون غير مسموح بين خطيب وخطيبته؛ يعني لابسة إيه، وفي الجواز نعمل إيه، وكده. طبعاً هو مستغرب أوي، وقلقان عليها، وعايز يخلّيها تروح لدكتور أمراض نفسية، وهي مش موافقة؛ فكلنا قلقانين عليها، وعايزين نعرف ده إيه، وليه بيحصل ليها؟ وإزاي تتصرف معاه من غير ما تخسر خطيبها؛ لأنها اتعلقت بيه بشكل غريب جداً. أرجوكم محتاج ردّ بسرعة؛ لأن حالتها بتزيد في الاستمرار، وخايفين عليها، عايز أنقذ أختي. Love life تقول إن أختك تربّت تربية محافظة، وعمرها ما كلّمت ولد, ووافقت على خطيبها, وبعد أسبوعين من الخطوبة بدأ هذا الخطيب يُحدّثها في التليفون أحاديث قد تكون بها إيحاءات جنسية خادشة لحيائها، أو مُخجلة لها, وعندما يكلمها تاني, تنسى ما قاله لها في المكالمة السابقة! ما هذا ياعزيزي؟ هل يريد هذا الخطيب أن "يسمّع" لها درس قلة الحياء الذي أعطاه لها في كل مكالمة؛ حتى تُثبت له أنها إنسانة سوية وليست في حاجة لزيارة الطبيب النفسي؟! إن أختك خامة طيّبة؛ بل جوهرة ثمينة, وعلى هذا الخطيب الرفق بها, وتقديرها، وفهمها جيداً، والتدرج في العلاقة معها؛ فهي إنسانة شديدة الحياء, وأحبت هذا الرجل.. وهو لم يصبر عليها, واخترق حواجز حيائها وتكلّم معها في أشياء لا ينبغي التحدّث فيها في مرحلة الخطوبة.. وهي تحبه ولا تريد أن تصده, وضميرها وحياؤها يرفضان أسلوبه الخادش للحياء؛ فيحدث أن تنسى عباراته وأسئلته غير اللائقة فيما يسمى ب"النسيان المدفوع"؛ أي بسبب دافع معيّن؛ فحبها له يجعلها تُسقط من ذاكرتها الخبرات التي تكرهها فيه، وذلك دون وعي منها، والدليل على ذلك أنها لا تنسى الأشياء الأخرى معه ومعكم. وتقول إنها تتعامل مع خطيبها بحرج وخجل، تسميه أنت "خجل غريب"! وهذا هو الصحيح؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن المرأة: "خير ما فيها حياؤها"، ويقول أيضاً: "لولا أن ستر الله المرأة بالحياء، ما ساوت كفاً من رماد". مشكلة أختك تتلخص في أنها فتاة تتمتع بالحياء، وأحبت رجلاً لا حياء له؛ فتسبب في حدوث هذا الصراع النفسي لتلك الفتاة البريئة؛ فهي تحبه، وسعيدة به؛ ولكنها لا يعجبها تسرّعه في إلقاء العبارات الجنسية على مسامعها؛ فأسقطت هذه العبارات من ذاكرتها لتحافظ على صورته الجميلة في ذهنها، واحتفظت بالخبرات الأخرى التي لا تشوّه صورته. عليه أن يتحدث معها في موضوعات أكثر عمومية مثل: أيام الدراسة، الهوايات، المطربين، الألوان، الأكلات، مدى قدرتها على تحمل المسئولية، طبيعة العلاقات المستقبلية مع الإخوة والآباء والأصدقاء، وغيرها من الموضوعات التي تُمكّنه من معرفة شخصيتها، وفي نفس الوقت تتدرب هي على التحدث والتعامل معه كأحد أفراد الجنس الآخر، الذين لم يتح لها التعامل معهم من قبل. إن البشر ليسوا حيوانات مُحركهم الأول للزواج هو الدافع الجنسي الذي تمحورت حوله مكالمات خطيب أختك.. ولتعلم أن التحدّث بين الخطيبين في التليفون قد حرّمه بعض العلماء الأجلّاء واعتبروه خلوة؛ لأن ما يدور بينهما لا يسمعه أحد؛ فيتطرق الحديث إلى مناطق محرمة لا يصحّ التحدث فيها بين المخطوبين، وأتحدى خطيب أختك أن يقول لها لفظاً واحداً من ألفاظه التي تنساها، في وجود أحد محارمها؛ مما يؤيد صحة رأي الدين. على هذا الرجل أن يعي أنه ارتبط بفتاة محترمة، ستحمل اسمه، ويأمنها على شرفه وعرضه وتربية أبنائه، وليست فتاة من فتيات خطوط تليفون الجنس. ليصحبها للطبيب النفسي لو تجاوَبَت معه في أحاديثه التي لا يرضى بها عرف أو دين، وتأباها الفطرة السليمة.. إنها لعنة السماوات المفتوحة التي صدّرت لنا مخلّفات المجتمع الغربي، وملوّثاته التي اتخذها المرضى قاعدة، واتهموا من لا يطبقها بالتخلف وعدم السواء.