ذكّرَتني تصريحات إبراهيم حسن -مدير الكرة بنادي الزمالك- عَقِبَ لقاء القمة 106، الذي جَمَع قطبي الكرة المصرية الخميس الماضي بإفّيه زعيم الكوميديا عادل إمام الشهير "عاش مُهيّج الجماهير". الكابتن إبراهيم حسن لا يختلف اثنان على أنه مدير كرة ناجح، أعاد اسم الزمالك مع توأمه حسام إلى دائرة الضوء، عقب كُسوف إجباري لمدة 6 سنوات، وهذا باعتراف لاعبي المنافس وجماهير الأهلي عامة. وأُدلّل على صدق كلامي بتصريحات مصطفى سليم (عفروتو)، أحد لاعبي الأهلي الصاعدين بسرعة الصاروخ، والذي عبّر عن قوة الزمالك الآن عقب لقاء القمة، في تصريحات لقناة مودرن سبورت بقوله: إن "التوأم صنعا شكلاً مميزاً للفريق الأبيض، وأصبحت الجماهير تعشق الزمالك بقوة؛ بسبب ما صنعه التوأم من مزيج من البهارات والمهارات، وأعادوا مدرسة الفن والهندسة إلى سابق عهدها". وأنهى عفروتو حديثه بالتأكيد على أن التوأم أحيوا الكرة في مصر من جديد بروحهم التي بثّوها في الزمالك. إذن كل هذا العشق لا يجب أن يذهب هباءً، ولا أن نستثير جماهير القطبين بطريقة أو بأخرى؛ فحسام حسن قبل القمة عندما سأله الإعلامي كابتن أحمد شوبير عن رؤيته للتهدئة بين الجمهورين، قال بالحرف الواحد "هذا حلم، ولا أعتقد أنه سيتحقّق"؛ ولكن لماذا يا عميد لا يتحقق؟ السبب واضح، وهو توأمك، الذي خرج عقب القمة بتصريحاته "التهييجية" في قناة مودرن كورة، متهماً الحَكَم النمساوي -الذي أدار لقاء القمة- بالتواطؤ، وبأنه كان مُغيّباً، وأن قرارته في اتجاه واحد. بل زاد "هيما" سكب "البنزين على النار"، مُبدياً استياءه من حصول حسام غالي على جائزة أفضل لاعب في المباراة، معتبراً اختيار قائد الأهلي كأفضل لاعب في المباراة تحيّزاً من جانب الشركة الراعية للفريق الأحمر. وقال حسن: "كان من المنطقي أن تختار الشركة الراعية أفضل لاعب من كل فريق؛ ولكنك تعلم أن هناك العديد من المجاملات في الشركة الراعية". وأعيب على مدير الكرة بالزمالك قوله فالأمور "مش ناقصة"؛ لأن تصريحاته جاءت مليئة بالتهويل، وكأن ليبرو الأهلي قد حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز أو أكثر من ذلك؛ إنها هي مجرد جائزة شرَفية لا قيمة لها، ولا تستحق أن يُقام بسببها هذا الجدَل وهذه الضغينة لساعات عقب القمة. وعبثاً حاول الكابتن أحمد شوبير نهي المتصلين من جماهير الأهلي عن الدفاع عن ناديهم، وتوجيه اللوم بحدة تجاه "هيما"؛ ولكن هيهات؛ فقد سبق السيف العذل.. وترك جمهور القطبين فنّيّات المباراة السيئة -بشهادة الجميع- وتسابقوا إلى كيل الاتهامات لبعضهم. الحَكَم والثلوج اتهامات كابتن إبراهيم حسن لحَكَم القمة النمساوي، لم تكن منطقية على الإطلاق؛ خاصة أن المباراة لم تشهد أحداثاً تحكيمية مثيرة للجدل، سوى بعض اختلافات على أخطاء غير مؤثرة في منطقة وسط الملعب وبعض البطاقات الصفراء. ولم يعتبر الكابتن إبراهيم أن الحكم قد أخطأ بعدم احتسابه ركلة جزاء مؤثرة، أو ألغى هدفاً صحيحاً؛ ولكن ذهنه تفتّق إلى أنّ الحكم منحاز للفريق المنافس له، بسبب أن "هناك ناساً لهم اتفاقيات في النمسا، وكلنا نعلم ذلك"! إذا كانت تصريحات المسئولين بهذا الشكل فلا تلوموا الجماهير الدفاع عن خطأ شيكابالا عوّدنا توأم المدير الفني للزمالك، الدفاع عن خطايا لاعبيه، ولا أعلم لماذا.. المرة الأولى كانت مع هروب الثنائي عمر جابر، ومحمد إبراهيم من معسكر المنتخب الأوليمبي، وكال "هيما" الاتهامات لهاني رمزي -المدير الفني للمنتخب الأوليمبي- بأنه المخطئ بسبب استدعاء اللاعبين للمعسكر برغم إصابتهما. وخرج "هيما" حينها بتصريحه الشهير "اللي هيقرّب من لاعبي الزمالك هافرمه".. وأعاد الجملة عقب القمة؛ لكن بطريقة أخرى، في محاولة لإرهاب لجنة المسابقات؛ لعدم المساس بشيكابالا، عقب رفعه الحذاء في وجه جماهير الأهلي. وتفتّق ذهن "هيما" هنا لاتهام "عفاريت الإنترنت" بفبركة الصورة قائلاً: "شيكابالا لم يرفع الحذاء في وجه جمهور الأهلي، الصورة غير صحيحة ومفبركة". وأكمل: "لا يوجد دليل واحد على إدانة شيكابالا، لا يحتوي شريط المباراة، أو تقرير الحكم على أية إدانة تخصّ اللاعب، والصورة التي نُشرت ما هي إلا مفبركة". وهكذا يستمرّ "هيما" في "تهييج" جماهير الزمالك، وتأليبها على جمهور الأهلي؛ لأنهم بالطبع من فبركوا الصورة.. بدلاً من أن يُهذّب لاعبه ويقول إنه بالفعل قد أخطأ، أو على الأقل سنعاقبه سرّياً. لماذا الاستثارة والتهويل؟ هناك فرق بين الإثارة والاستثارة.. والثانية هي ما يلعب عليها مدير الكرة بالزمالك جيداً؛ فعقب المباراة، توجّه إلى جماهير الزمالك مشيراً إلى قلبه، مؤكداً أنه يعشقهم، ولا ضير في ذلك؛ ولكن ما سبب توجهه لجماهير الأهلي والإشارة لهم (5-1)، وهو يعني أن الزمالك متصدر الدوري، والأهلي لا يزال في المركز الخامس؛ فهل يصحّ أن يخرج مثل هذا التصرف من رجل في مركز مسئولية في نادٍ كبير مثل الزمالك. من حقّ المسئول أن يدافع عن فريقه، وألا يُحمّل لاعبيه المسئولية عن عدم الفوز، وربما اختلاق أشياء أخرى؛ ولكني أعتقد أن من الضروري أن يكون الكلام منطقياً. ألا يفكر المسئول في صدى تصريحاته؟ فهذا أمر لا يشير إلى أي إحساس بتلك المهمة؛ فبمجرد أن أصبحتَ شخصية عامة؛ فهذا يتطلب تفكيراً مختلفاً. إذا كانت تصريحات المسئولين بهذا الشكل؛ فلا تلوموا الجماهير؛ لأننا بطبعنا شعب عاطفي، ينساق وراء من يدغدغ مشاعرنا؛ خاصة إن كان شخصية كاريزمية مثل التوأم.. لكن أخشى أن يأتي يوم تتحول فيه هذه الشخصية "الكاريزمية" إلى شخصية "كارثية" تقود الجماهير إلى الهاوية مع أول سقوط.. وربنا يستر.