ذكرني نهر الإعلامي أحمد شوبير للمتصلين ببرنامجه بعد تصريحات إبراهيم حسن عقب القمة بالجزء الأول من البرنامج الكوميدي "حيلهم بينهم". ولكن الوضع مختلف فهناك كان ينهر مقدم البرنامج جمهوره من أجل استفزاز الضيوف، أما مع شوبير فالأمر مختلف. فتكلف شوبير بعد تصريحات إبراهيم حسن مدير الكرة في الزمالك عقب مباراة القمة بشأن الحكم النمساوي ومنح حسام غالي لقب الأفضل في مباراة القمة بزجر المتصلين وكأن بذلك المشكلة انتهت. ومن تفاهة الأمور التي تحدث فيها توأم المدير الفني للزمالك عن السبب الخفي وراء اختيار حكم المباراة من النمسا صاحبة العلاقات الوطيدة مع الأهلي، أو التحيز الذي لم يبرره هو من الشركة الراعية للدوري للاعبي الأهلي فلا أجد أي مبرر منطقي لذلك. واختلف هنا مع الناقد الكبير حسن المستكاوي الذي حاول التغاضي عن تصريحات حسن معتبرا أنه لا يفضل التطرق لحديث حسن والتركيز على فنيات المباراة. فبالطبع فنيات المباراة تستحق مساحات أكبر، ولكن أيضا التصريحات تستحق المناقشة لأن العامة ينزلقون بذلك إلى التعصب الذي استمر شوبير لساعات في محاولة كبته وكأن بذلك انتهى الأمر. ودائما وسائل الإعلام تطالب الجماهير بالتهدئة ونبذ التعصب وعدم تهويل الأمور وألا ينزلق للمغالطة. والغريب أن تأتي تصريحات المسؤولين بعد ساعات من القمة أو قبلها مليئة بكل الأمور التي تساعد على التعصب. الأمر الأول .. التهويل جاءت تصريحات مدير الكرة بالزمالك مليئة بالتهويل، لا سيما بشأن جائزة حسام غالي، وكأن ليبرو الأهلي حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز أو أكثر من ذلك للأسف. إنها مجرد جائزة شرفية لا قيمة لها ولا تستحق أن يقام بسببها هذا الجدل وهذه الضغينة لساعات عقب القمة. وهذا له عوامل، فالكثير من الجماهير المصرية مصابة بداء التهويل، وربما إبراهيم حسن أكثر منهم في ذلك. الأمر الثاني .. المغالطة التصريحات مليئة بكل ما هو مغالط، فالرجل كان يريد أن يأتي بحكم ألماني أو إنجليزي أو إيطالي أو إسباني وأصر كثيرا على ذلك باعتبارها الدول الكبرى في كرة القدم.
المدهش أن حسن لم يلتفت أيضا إلى أن ألمانيا التي طالب باستقدام حكم منها أيضا في ناس لها اتفاقات هناك! فما العمل في ذلك. واعتبر أن الحكم النمساوي الذي أدار القمة لا يصلح .. ليس بسبب أخطاؤه الكثيرة أو عدم قدرته على إدارة المباراة أو لأسباب تتعلق بالكفاءة. ولكن تفتق إلى ذهن حسن أن الحكم منحاز للفريق المنافس له بسبب أن "هناك ناس لها اتفاقيات في النمسا وكلنا نعلم ذلك!" من المؤسف أن يصل التفكير في إدارة المباريات إلى هذا الأمر، فهل يعقل لمجرد أن هناك اتفاقية بين نادي وآخر من دولة أخرى أن يتحول الأمر إلى أن الدولة كاملة تنحاز لهذا النادي. المدهش في الأمر أن حسن لم يلتفت إلى أن ألمانيا التي طالب باستقدام حكم منها أيضا في ناس لها اتفاقات هناك! فما العمل في ذلك. أظن حسن يعتقد أن الشعب الألماني أكثر احترافية من نظيره النمساوي وقادر على الفصل بين تلك الاتفاقيات مع الناس وإدارة المباريات! الأمر الثالث .. التعصب واللا مسؤولية هذه التصريحات منحت العديد من الجماهير المتحمسة لفريقها أن تنفعل لترد على من اعتبرت أنه يهاجمها. من حق المسؤول أن يدافع عن فريقه وألا يحمل لاعبيه المسؤولية عن عدم الفوز، وربما اختلاق أشياء أخرى ولكني أعتقد أن من الضروري أن يكون الكلام منطقيا. ألا يفكر المسؤول في صدى تصريحاته فهذا أمر لا يشير إلى أي إحساس بتلك المهمة، فبمجرد أن أصبحت شخصية عامة فهذا يتطلب تفكير مختلف. ومن التصريحات الملفتة كانت بين إكرامي حارس مرمى الأهلي الأسبق وعادل المأمور حارس الزمالك الأسبق قبل ساعات من المباراة. فتبادل الثنائي على الهواء الاتهامات وكأنهما من جماهير الفريقين من نوعية "أخيرا سمعنا لكم حس" فيرد الآخر "ما أنت عارف أنتوا جبتوا البطولات دي إزاي". فهذه المراشقات معروفة بين الجماهير ولكن أن تصل إلى شاشات التليفزيون على ألسنة أشخاص محبوبة لتلك الجماهير حتى وإن لم تكن في وضع المسؤولية داخل أنديتها فهو أمر مقلق. إذا كانت تصريحات المسؤولين بهذا الشكل فلا تلوموا الجماهير .. أرجوكم انبذوا الازدواجية قبل التعصب!