أنا باتعرض لهجوم من الناس بسبب إن لي صداقات كتير بالبنات.. أنا عايش حياتي بحرية؛ بمعنى إني ممكن أقعد مع صديقاتي نهزّر ونخرج.. أنا مش شايف إن فيها حاجة، أنا لي أصدقاء صبيان كتير، دول زي دول؛ عادي يعني. بس أنا مش عارف أنا كده صح ولا غلط؛ بس هم بيستريحوا للكلام معايا وبيحبوني، وأنا ماقدرش أبعد عن ناس حبيتهم وحبوني، ولا أقدر أعيش من غير ناس. M.Y عزيزي, المشكلة ليست في مجرد وجود علاقة بين الشاب والفتاة، ولكن في شكل العلاقة بينهما. فمجرد وجود صداقة بين شاب وفتاة ليس بالأمر المعيب ولا المشين؛ ما دام أنه لم يخرج عن الضوابط الدينية والأخلاقية للعلاقة بينهما. والحقيقة أنك لم تحدد إلى أي حَد أنت تعيش حياتك؛ لكن أرجو ألّا يكون بالمعنى الدارج الذي يعني أنك تمزح مع الفتاة تماماً كما تفعل مع شاب مثلك؛ فهذا مما لا يليق بالمرة. عزيزي, فكّر معي: إذا كان الشاب يجد نفسه ملتزماً -غالباً- بأن يعامل كل شاب مثله بطريقة تختلف عن الآخر وفقاً لاعتبارات كثيرة؛ كمدى علاقته بذلك الشاب وما يحب وما لا يحب من طرق التعامل والمزاح؛ فما بالك بالفتاة التي تختلف عن الفتى في أمور كثيرة؟ هناك فوارق تفرض نفسها, وتفرض علينا كذلك طريقة معينة للتعامل؛ حتى لا توصم العلاقة بأنها غير لائقة, وكذلك حتى لا تُتَّهَم صديقاتك أو زميلاتك بأية صفات مشينة؛ فطريقة تعامل أحدكما مع الآخر تنعكس على حكم الناس على كل أطراف العلاقة, ونحن لا نستطيع أن نتجاهل نظرة المجتمع بما أننا جزء منه. ومع الأسف يعتبر البعض أن مثل هذا الكلام رجعية من رجعية العيب والحرام، وتأخّر عن التطور، وما تتطلبه مجاراة العصر من تحرر علاقة الشاب بالفتاة.. ومع الأسف أيضاً؛ فإن البعض الآخر يعتبر مجرد وضع ضوابط للعلاقة بينهما مُروق عن الدين؛ فمن وجهة نظره المتشددة مجرد علاقة شاب بفتاة حرام حرام حرام! والواقع أن الوضع الصحيح يقع بين هذا وذاك؛ فالعلاقة لا بأس بها؛ ولكن بشرط أن تتمّ مراعاة الدين والتقاليد؛ فلا يمكنك مثلاً أن تنفرد بفتاة في ركنٍ منزوٍ, أو أن تمازحها باليد كما قد تفعل مع صديقك, أو أن تتفوه أمامها بألفاظ أو تلميحات غير لائقة, أو أن يقع في مزاحكما تلامس جسدي.. إلى آخر تلك الضوابط التي تحدّد مدى لياقة تعاملك مع الفتاة من عدمه. ثم إني كشاب أقول لك بكل ثقة، أن نموذج الشاب المحاط بالفتيات اللاتي يعاملنه ببساطة مطلقة، نموذج مُستهجَن.. وهو محكوم عليه بسرعة شديدة أنه "مثل أختهن" -عفواً للتعبير- حيث إنهن يُعاملنه باعتباره لا خوف منه.. وصدقني فأكبر إهانة للرجل تكون من امرأة تعامله باعتباره لا خوف منه! عزيزي, لن أقول لك أن تقطع علاقتك بأية فتاة تعرفها؛ ما دام أن تلك العلاقة في إطار الاحترام والالتزام المتبادلين؛ ولكني أنصحك أن تتحفظ قليلاً في علاقاتك، وألا تنطلق فيها من باب أن تعيش حياتك؛ فأنا شاب مثلك, وعايش حياتي, ولي صديقات كثيرات منذ صغر سني وحتى الآن؛ ولكني لا أتمادى في المزاح مع أيّ منهن بشكل يستنكره الدين أو يستهجنه المجتمع، ولا يُمكّن لمن يراقب علاقاتي تلك أن يتهمني بالجمود والتشدد ولا بالاستهتار والانحلال؛ فخير الأمور الوسط.. ألا تتفق معي في ذلك؟ بالطبع أنت تلاحظ تركيز كلامي على المزاح, وهذا ببساطة لأني لاحظت أنه نقطة الخلاف الأساسية في مشكلتك؛ فليست علاقتك بالفتيات هي ما يستنكره من حولك -أو أغلبهم- بل ما تتضمنه تلك العلاقة من بعض التجاوزات. فكّر في كلامي هذا يا عزيزي.. وصدقني ستحقق التوازن المطلوب في علاقتك بصديقاتك وزميلاتك، وستجد راحة نفسية أكبر في التعامل بإذن الله. تحياتي