إزيكم يا كل أسرة بص وطل، أنا سعيد قوي إني بارسل ليكم، على فكرة دي أول مرة أبعت لأي موقع، وكمان بخصوص موضوع خاص جداً... الموضوع طويل شوية. أنا خطبت بنت، هي أخت صديقي وهي جارتي في نفس الوقت، هي محترمة جداً جداً، وبتتكسف جداً جداً. والمشكلة إن ميعاد الإعلان الرسمي للخطوبة لسه شوية عليه نظراً لظروف خاصة بيهم، وما فيش فرصه إني أكلمها، وحاولت أعرف حتى تليفونها؛ لكن فشلت وأخوها اللي هو صديقي مسافر بالخارج، ومش عارف أعمل إيه معاها. ومن ناحية تانية لما أعلنت إني خطبت في الشغل اتفاجئت إن فيه بنت كانت معجبة بيّ ولكن منعها حياؤها إنها تقول لي، هي بنت برضه كويسة جداً؛ بس لما أعلنت حبها ده، أنا لقيتني باتجاوب معاها وحبتها فعلاً؛ بس هي بتقول لي أنا عارفة إنك مرتبط؛ بس سيبني أحبك وأنا راضية بكده، وأنا خايف عليها عشان مش عاوز أجرحها لأني عارف إني في الآخر مش هارتبط بيها، وفي نفس الوقت مشاعري ناحيتها بتزيد كل يوم، وخصوصاً إنها قدامي في الشغل دايماً أرجوكم تردوا عليّ.
أنا آسف لو كنت طوّلت عليكم؛ بس مستني ردكم بفارغ الصبر. htm_ ما فهمتُ من رسالتك يا عزيزي أنك تعرضت لنداء عاطفي جديد في وقت أنت تعيش فيه احتياجاً عاطفياً لفتاتك, ومن الطبيعي أن تميل بعض مشاعرك للتجاوب مع ذلك النداء؛ إلا أننا لا نسير دائماً وراء مشاعرنا؛ لأن التزامنا الأخلاقي والعاطفي يمنعنا. ومن البداية أقول -مع احترامي لزميلتك في العمل- إنه لم يكن من المفروض أن تصارحك بمشاعرها مع علمها أنك شاب مرتبط شبه رسميًا بفتاة أخرى؛ فأولاً هذا قد يعكر صفو علاقة هذا الشاب بخطيبته، وثانيًا هو مما لا يليق بحياء الفتاة، وأخيرًا فهو إعلان للمشاعر بلا طائل؛ لأن أي شاب ملتزم عاقل لن يتخلى عن مشروع ارتباط ناجح لأجل فتاة لا تجمعه بها أية مشاعر عاطفية تأخرت في توصيل مشاعرها له. المشكلة -كما قلتُ- أن إعلان زميلتك مشاعرها نحوك جاءك في وقت أنت فيه أحوج ما تكون للمسة عاطفية حنونة؛ ولكن دعنا نتساءل: هل كنت تقبل انعكاس الموقف؟ أي أن تغيب أنت عن خطيبتك لسبب أو لآخر فتجدها قد تعلقت بزميل لها في العمل... هل ترضى لنفسك هذا الموقف؟ أن تحافظ على حبك لفتاة وتستعد للارتباط بها، ولا تفكر في سواها؛ ثم تجدها تقول لك: "آسفة.. تعلقت بغيرك"؟ هو ليس بالموقف السهل يا عزيزي.. ومن المؤكد أنك حين تقوم به مع خطيبتك؛ فستكون له انعكاساته السلبية على مشاعرها نحوك -حبًا واحترامًا- وعلى صداقتك بشقيقها, وكذلك على نفسيتها وثقتها بنفسها؛ خاصة أنك تقول أنها خجولة جدًا, وصاحبات الطبيعة الخجولة عادة ما تكنّ شديدات الحساسية والرقة. ربما تسألني: وماذا أفعل بمشاعري نحو زميلتي؟ أقول لك بثقة: ما تحس تجاه زميلتك ليس حبًا ولا ميلاً عاطفيًا؛ بل هو مجرد ضعف عاطفي تجاه تيار من المشاعر التي أتت في وقت أنت تعاني فيه ضعفًا عاطفيًا.. فالحب الذي يأتي في لحظات الضعف هو حب كاذب؛ إذ إنه يرتبط عادة بلحظة الضعف وينقضي بانقضاءها.. وأنت إذا استمررت في علاقتك بزميلتك وتجاوبت معها؛ فسوف ينتهي الأمر بك وقد جرحت فتاتين؛ خطيبتك بتخليك عنها, وزميلتك حين تفيق من ضعفك وتكتشف أنك لا تحبها حقًا.. وستكون أنت الخاسر الأكبر هنا. إن التعامل السليم مع ما تعانيه يا عزيزي هو أن تكون صارمًا مع نفسك وتواجه زميلتك بصراحة، وتخبرها أن عليها أن تنتزعك من قلبها ومشاعرها وعقلها؛ لأنك شاب مرتبط رسمياً بفتاة تحبها وتحبك، وتخلص لها وتخلص لك.. افعل هذا بشكل لبق هادئ حذر حتى لا تجرحها. ولنعترف أن كلامك سيحمل بعض الجرح لها؛ ولكن صدقني هذا أفضل, وهو في النهاية جرح مؤقت سينتهي عندما تجد زميلتك من يتجاوب مع مشاعرها.
أما عنك؛ فأرى -بعد أن تصارح زميلتك- أن تسعى بشكل أقوى للوصول لخطيبتك، وأن تبذل كل ما في وسعك لإتمام الخطبة بإذن الله؛ لأن في الإسراع بذلك حماية لك من أية نداءات عاطفية عابرة قد تصيبك.. وفي حالة تكرار النداء -من زميلتك أو غيرها- تذكّر أنك بتجاوبك معه ستظلم فتاة رقيقة تحبك وتخلص لك, ولا تستحق منك ظلماً ولا جرحاً.. وفقك الله وهداك يا عزيزي. تحياتي