بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة في لقائنا على موقع "بص وطل". وَرَدَ إلينا سؤال يقول: لي صديق مهندس يرسم تصميم الزجاجات لشركة تصنع الزجاج، من هذه الزجاجات ما يُصنع للخمور، ويعلم أنها كذلك؛ فهل يأثم بفعله هذا؟ نعم يأثم بدعوته ورسمه لإعلانات الخمور، ولأي وضع على الزجاجة تُفيد أنها للخمور، هذا مساعدة لفعل الحرام ولارتكاب الحرام؛ إذن فالإعلانات والزجاجات؛ بل الذين يشتغلون في مصانع الخمور -والعياذ بالله تعالى- كلهم شركاء في الإثم؛ ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر، وأصبح حرمة الخمر مُميِّزة للمسلمين لا يُحِلّونها أبداً، يُحرّمون الخمر في كبيرها وصغيرها، وفيما أسكر، وفيما لم يُسكر ما دام خمراً. ولذلك لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر، عشراً: عصيرها، وبائع العنب، والجالس في مجلسها؛ حتى حرّم الفقهاء النظر إليها، وقال "خليل" في مختصره، وهو من مختصرات المالكية: "النظر إلى الحرام حرام"؛ فالنظر إلى زجاجات الخمر حرام.. بعض الناس في بعض المحلات التي تعرض الخمر أو الفنادق، يقف فيتفرّج على جمال الزجاجة، وكيف هي وألوانها، ويقرأ العنوان بتاع الخمرة، يعني يأخذ معلومات؛ حرام، النظر إليها حرام. الخمرة والخنزير من محرمات الله سبحانه وتعالى التي لا نقبل فيها ولا يقبل فيها الله سبحانه وتعالى حلاً ولا إبراماً ولا قضاء، ولا أي شيء. وهذا هو الذي ميّز المسلمين في أرجاء الأرض كافة؛ أنهم يُحرّمون الخمر والخنزير. سؤال آخر: يقول النبي صلى الله عليه وسلم "يحرُم من الرضاعة ما يحرُم من النسب"؛ أي أن المحرمات للزواج من النسب هي المحرمات من الرضاعة؛ لكن هل يحلّ من الرضاعة ما يحلّ من النسب؟ بمعنى هل يرى الأخ من الرضاعة والأب من الرضاعة من أخته، ما يراه منها أخوها وأبوها في النسب؟ الحرمة التي في الرضاعة هي حرمة الزواج، وهذه الحرمة -التي هي للزواج- قد لا تمتدّ بكمالها إلى كل ما هو للنسب؛ ولكن يمتدّ فيها أجزاء؛ فالحرمة هنا حرمة زواج، وليس كل الأحكام، ومن ضمن هذه الأحكام أحكام النظر؛ فهذه الأخوّة من الرضاعة تُحرّم الزواج؛ لكنها لا تبيح النظر؛ إنما أيضاً تبيح السفر مع المحرم؛ لأنه أصبح محرماً لها في الزواج؛ فيباح لها السفر معه؛ لكن لا يُباح له النظر منها. هذا ما يُسمى عند الفقهاء بتبعيض الأحكام، وتبعيض الأحكام معناه؛ كما نصّ الفقهاء على أن هذه الحرمة لا تمتدّ إلى ما سوى الزواج وما سوى الخلوة. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: