السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجيبوني يرحمكم الله أنا فتاة (18 سنة أولي كلية) ولي قريب (20 سنة تالتة كلية) وتربطنا علاقة حب يعلم بها كل أهلنا والأقارب وهو حب طاهر المشكلة أن قريبي يريد السفر للخارج ووالده كان معارضا للفكرة علشان خايف إنه يهاجر ومايرجعش بعد شهر الرحلة زي ما قريبي بيقول؛ لأن قريبي ده الولد الوحيد لباباه على بنتين مش مخطوبين ولا متجوزين ومامتهم متوفية وهو لسه له سنة على التخرج فحصل مشكلة وباباه منع عنه المصروف علشان مايكملش ورق السفر ويسافر.. هما مرتاحين ماديا والحمد لله بس المشكلة إن قريبي مصمم على السفر وصديقه دكتور قال له هاعملك عملية استئصال كلية وهاديك فلوس تكمل ورق السفر وهو كلمني في التليفون وقال لي على موضوع العملية ده (لأننا مش من نفس المحافظة) فقلت له يؤجل العملية وهاحاول أتصرف له في فلوس فأجل العمليه ل2/ 5 وأنا كلمت كذا شيخ بخصوص الموضوع ده ونصحوني إني أقنعه بس هو مصمم وقالوا لي مادام هو مصمم على العملية يبقى تساعديه بالمال وبكده يكون أخف الضررين لأن بيع الأعضاء حرام شرعا بس أنا علشان أتصرف في المبلغ قلت لماما إني هاخد كورس وفعلا أخدت المبلغ وهابعته بكرة الصبح إن شاء الله وأنا صليت استخارة وده اللي عملته ومش عارفة فيه حاجة ممكن أعملها أنا فكرت أبعتهم له علشان مايعملش العملية ولسه على السفر كام شهر فقبل السفر هاكلم باباه وماما وأقول لهم إنه ناوي على السفر فمش عارفة أعمل إيه انصحوني بالله عليكم في أسرع وقت. C أعتذر صديقتي شديد الاعتذار عن التأخير، فللعمل نظام ُيطبّق على الجميع، ولم نلتفت لوقت الجراحة الذي ذكرته في رسالتك 2/ 5 إلا بعد هذا الوقت. وأرجو صديقتي أن لا يكون هذا الشاب قد فقد كليته بالفعل فيكون بذلك خسر رضا ربه عليه بالتفريط فيما أعطاه وخسر مستقبله في الصحة والحصول على شهادة جامعية تؤهله للعمل هنا وفي أي مكان، وكذلك خسر رضا أبيه الذي لن يدخل الجنة إلا برضاه. وما قاله الشيوخ من مساعدة هذا الشاب بالمال حتى يكتمل له أوراق السفر بدلا من بيع كليته (لعدوه الذي يسمي نفسه صديقه) هو على ما أعتقد البديل لبيع كليته، فمادام الغرض من بيع الكلية هو المال فقط فلا بأس بذلك. على أن يتأكد هذا الشاب أنه لن يضمن هل ستعمل الكلية الثانية بكفاءة أم ستتعطل؟ وذلك لأن الحمل عليها سيكون مضاعفا، وخاصة في بلاد الغربة التي تستخدم ماء الزجاجات لعدم صلاحية المياه لديها للشرب. ولنأخذ مثالا على ذلك السعودية التي يعاني معظم العائدين منها من تليف الكلى وحصوات الكلى والمثانة. أما دول أوروبا كلها فمياه الصنابير (الحنفيات) عليها علامة إكس (×) التي تعني غير صالح للشرب. أما مسألة أن تساعديه بالمال من مالك الخاص بالكذب على أهلك فهذا ما لا أرضاه لك ولا له. والسبب أنك تعقّدين المسألة بدلا من حلها -هذا من ناحية- ومن ناحية أخرى بالتأكيد لن تكفي نقود الكورس لشاب باع عقله للشيطان (الدكتور صاحبه) وأعمى قلبه وعينيه عن مصلحته وصحته. ومن الواضح أن فكرة بيع كليته هذه مدروسة من قبل مع هذا الدكتور صاحبه. والحل يا صديقتي: يكون بأن يعرف أهلك أقارب هذا الشاب ويعرف أبوه ويعرف كل من يهمه هذا الشخص بما فيهم أخواته البنات أن هذا الشاب وقع تحت وهم السفر إلى المجهول الذي يعلمه الله (تبارك وتعالى) وحده. فهو مسافر بدون عقد عمل ولا خطة معلومة ولا هدف محدد. وأنه في مقابل تحقيق وهم وخيال وسراب سيبيع كليته والله أعلم هل سيخرج من الجراحة صحيحا، وسليما، ومعافى أم مريضا، حكم على نفسه بالمرض والعجز، وهو في عز شبابه (فالله تبارك وتعالى لا يُعاند). وأنه سيترك شهادته الجامعية وقد بقي عليها سنة واحدة، ليصبح أمام المجتمع هنا وهناك بلا مؤهل. وأنه سيترك بلده ليعيش غريبا هائما على وجهه في بلاد تعاني من البطالة كما نعاني، لذا تحارب العمالة الوافدة بالطرق غير الشرعية. وسيترك رزقه الذي وعده الله (تبارك وتعالى) به في قوله: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}. وأنه سيترك أهله، وأباه، وسيتركك أنت، بمعنى أنه سيتخلى عن عزوته وأحبائه هنا ليعيش هناك وحيدا غريبا، وضعيفا لا حول له ولا قوة. من الآخر سيبيع هذا الشاب مع كليته صحته ومستقبله وأهله في مقابل وهم يعلم الله حقيقته. لذلك لابد من أن تجتمع كل أسرته وأصدقائه ومعارفه ليقنعوه بأن ما لديه غالٍ وأنه يبيعه بالرخيص عملا بقول الشاعر في أغنية لأسمهان: الغالي بعته رخيص ولا أحسبوش غالي. فإن اقتنع أن رب الرزق هنا هو ذاته رب الرزق هناك؛ لأن الرزق في السماء، فبها ونعمت والحمد لله على النعمة. وإن أصر على ما هو فيه فليس أمامكم جميعا إلا أن تعطوه كفايته من المال حتى يستوفي أوراقه ويذهب لحال سبيله على الأقل بصحته، وربنا يوفقكم.. اللهم آمين