أبدى الحزب الوطني أمس (الخميس) أسفه لقرار المكتب التنفيذي لحزب الوفد بالانسحاب مِن جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب التي تجرى يوم الأحد القادم. وعبّر الوطني في بيان له عن أن ما صدر في بيان حزب الوفد من مبررات هي مرسلة وباطلة بهدف تبرير النتائج الصادمة التي عبّرت عنها صناديق الانتخاب من اختيار وإرادة الناخبين في الدوائر التي رشّحوا فيها لأعداد واسعة من المرشحين، وهي نتائج ليست بجديدة بالنسبة للانتخابات البرلمانية التي خاضها حزب الوفد والتي كان آخرها عام 2005. ورفض البيان الاتهامات الباطلة والمرفوضة الموجّهة للحزب الوطني الديمقراطي، والتي تخرج عن سياق قيم الديمقراطية والرؤية الصحيحة والسليمة لواقع نتائج الانتخابات التي التزمنا جميعا بإدارتها طبقا للقانون والتزاما به. كان صفوت الشريف -أمين عام الحزب الوطني- قد قال إن قرار الانسحاب لبعض قوى المعارضة مِن الانتخابات لن يُؤثِّر على الحزب الوطني أو البرلمان، موضّحا أن القضية ليست برلمانا بلا معارضة، ولكنها برلمان يُعبّر تعبيرا حقيقيا عن إرادة الناخبين. مِن جانبه، قال الدكتور مفيد شهاب -وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية- أمس إن انسحاب بعض الأحزاب من العملية الانتخابية يُعدّ أداءً سلبيا من جانب الأحزاب بصفة عامة، ويُؤدّي إلى الجمود، موضّحا: "إِنْ كان هناك اعتراض, أعترض بالطرق الدستورية القانونية لاسترجاع حقي، وأسلك كل الوسائل القانونية لاسترداد الحقوق، وليس بالانسحاب". وأكّد الدكتور مفيد شهاب أن اشتراك الأحزاب السياسية في الحياة البرلمانية يُنشّط الحياة السياسية بمصر, أما المواقف السلبية فلا تُحقّق شيئا، مضيفا: "يجب أن ننتظر المرحلة القادمة، ونعرف النتيجة النهائية حتى نستطيع أن نحكم على هذا المجلس". وأوضح شهاب أن قوة المعارضة في أي برلمان لا تقاس بالكمّ، ولكن تقاس بالكيف، وربما يكون عدد قليل من المعارضة أكثر تأثيرا وفعالية داخل البرلمان، وأن أي نتيجة تسفر عنها الانتخابات إنما هي تعبير عن إرادة الناخبين. وأشار شهاب إلى أن الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى اتسمت بالحياد والنزاهة، ولم يحدث فيها أي تدخّل من الدولة على الرغم من شدّة المنافسة الشرسة.. وإذا كان قد حدث بعض المناوشات والمواجهات في بعض اللجان؛ فإن ذلك كان من جانب أنصار المرشحين فقط. وقال الدكتور مفيد شهاب إن المرحلة الأولى من الانتخابات انعكاس للواقع وترابط المواطنين مع الحزب الوطني, وأوضح: "ما دام أن الانتخابات جاءت معبّرة عن آراء الناخبين؛ فيجب احترامها من جانب الجميع". وأضاف شهاب أنه خلال استخراج بطاقة العضوية الجديدة لمجلس الشعب عقب فوزه في الانتخابات عن دائرة الرمل بالإسكندرية؛ سيتقدَّم باستقالته من عضوية مجلس الشورى فور حلف اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب, مشيدا بالفترة التي قضاها بمجلس الشورى والتي تعلَّم فيها الكثير, مؤكّدا أن مجلس الشورى مدرسة برلمانية كبيرة. واستطرد شهاب أن الحماس والحراك الشعبي الذي شهدته انتخابات مجلس الشعب خلال المرحلة الأولى -التي أقيمت يوم الأحد الماضي- دليل على الإيجابية من جانب المواطنين, وأن هناك حراكا شعبيا كبيرا, كما يُؤكّد الاهتمام بالقضايا الداخلية. وأوضح أن هناك إيجابيات كثيرة أفرزتها المرحلة الأولى من الانتخابات؛ منها مشاركة المرأة في التصويت بعد مشاركة المرأة في "الكوتة" بعدد ليس بقليل من مقاعد البرلمان, منوّها إلى ضرورة بذل الجهود خلال المرحلة القادمة من جانب السيدات إذا أردن الاستمرار في الحياة البرلمانية داخل المجلس. عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرّف)