ليه المجتمع محاصر البنت في صورة العروسة مهما خدت مناصب؟ هو ماينفعش البنت تقعد كده لحد ما تموت؟ أنا عارفه إن الجواز نص الدين؛ بس إحنا لو ماتجوّزناش إيه اللي هيحصل لنا؟ إحنا كده كده هنموت سواء اتجوزنا أو ماتجوزناش. اشمعنى في الدول المتقدّمة مش بيفكّروا في حكاية الجواز؛ هم أكيد بيفكّروا لكن مش بيخلوا الموضوع ده شُغلهم الشاغل.. هتقولوا عليّ إن أنا بنت غريبة.. أنا أصلاً ما بافكّرش في الجواز إطلاقاً؛ لا دلوقتي ولا بكره!! ما كده عذاب وكده عذاب، وناس عايشة كده والحياه فُلّلي. dom3.elkamar لا نستطيع أن نقول إن حصر دور البنت في الزواج والإنجاب صحيح، وأيضاً لا أحد يقول أن تمتنع البنت عن الزواج، وتحرم نفسها من اثنين من أهم الحاجات الإنسانية كالجنس والأمومة؛ صحيح أن جلوس الفتاة أو الرجل دون زواج ليس نهاية العالم، وليس فشلاً؛ غير أن زواجهما كذلك ليس نجاحاً في حد ذاته. وفي الدول المتقدمة -وعن خبرة حياة في أمريكا لفترة- يفكّر الناس في الزواج والإنجاب مثلنا تماماً؛ ولكنهم يملكون الحرية في إشباع رغباتهم أو الزواج دون التكفّل بكل الالتزامات المادية التي نواجهها نحن؛ لأن الناس يفكّرون في الزواج أو اختيار الشريك أو الإنجاب كوسائل للسعادة، ولا يعتبرون الزواج والإنجاب غاية في حد ذاته. سأقول لكِ مثلاً بسيطاً: فكّري في الفرق بين أن تعملي كموظفة لوظيفة سخيفة من أجل الراتب، تقومين كل يوم بالعمل الروتيني المُملّ من أجل راتب آخر الشهر؛ وقتها ستظلّين كل يوم تفكرين بأنك تقاومين الملل من أجل الراتب.. وعندما تقبضينه آخر الشهر، تبدئين في توزيعه على إيجار الشقة وفواتير الكهرباء والمياه التليفون، ويتبقى لكِ قروش قليلة لا تكفي أن تُمتّعي نفسك بها. تخيّلي معي أنك تعملين وتحبين عملك وتستمتعين به كل يوم، وتخرجين كل يوم بعده سعيدة، ولديكِ طاقة تجعلك تفعلين أشياء أخرى، وفي نهاية الشهر تعتبرين راتبك جائزة؛ فأنت بالفعل قد أحببتِ كل يوم واستمتعتِ به، وراتبك أصبح وسيلة لسدّ احتياجاتك المادية ولإمتاع ذاتك وحدها. هل رأيتِ الفرق؟ الناس التي تعتبر الزواج مجرد غاية يتعبون كثيراً في الوصول له، وعندما يتزوجون يسألون أنفسهم: وماذا بعد؟ لأن الزواج ليس هدفاً في حدّ ذاته؛ هو وسيلة لإشباع الرغبات ولاستمرار الحياة، والاستمتاع بها مع شريك يحبك ويحترمك، كما تحبينه وتحترمينه. والعنوسة مش عيب أو نقص في البنت، دي ظروف مجتمع، زيّها زي الطلاق أو الأمّية.. وإحنا نقدر نتغلب عليها بسهولة؛ لأن كل مشكلة ليها حل؛ بس إحنا بطّلنا ندوّر على حلول، واتعوّدنا نبصّ بس على المشكلة. وماحدش يقدر يعيش لوحده؛ لأن الحياة بتحتاج تفاهم، والأرواح بتتلاقى زي ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "الأرواح جنود مجنّدة، من تعارف منها ائتلف، ومن تنافر منها اختلف". ويوم ما هتلاقي شخص روحك تصاحب روحه وتأتلف معاها، مش هتقدري تقولي لأ؛ لأن قلبك قال كلمته؛ بس ساعتها عاوزاكِ ماتفكّريش الناس عاوزة إيه؛ فكّري بس إنتِ عاوزة إيه بجد.. لازم تفهمي إن الحياة قصيرة، وعشان كده لازم نعيشها بأفضل طريقة ممكنة؛ زي ما د. شريف عرفة دايماً بيقول.