يرفع فريق الترجّي التونسي شعار "الرجاء والأمل والتحدي"، عندما يستضيف اليوم (السبت) فريق مازيمبي الكونغولي، في إياب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال إفريقيا. وعلى الرغم من الهزيمة الثقيلة بخمسة أهداف دون ردّ، التي مني بها الترجي ذهاباً في لوبومباشي؛ لا يزال الفريق يتمسك بالأمل في هذه المواجهة الثأرية التي يحتاج فيها إلى هزّ شباك منافسه ست مرات من أجل التتويج باللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه. وتتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم العربية والإفريقية اليوم، صوب استاد "7 نوفمبر" في رادس، لمشاهدة النصف الثاني من النهائي المثير بين الترجي ومازيمبي (حامل اللقب). وربما يكون التعويض صعباً للغاية أمام فريق عنيد مثل مازيمبي؛ ولكن الترجي لا يزال متمسكاً بالأمل؛ لأن كل شيء يظلّ وارداً في عالم الساحرة المستديرة. ويرى فوزي البنزرتي -مديره الفني الوطني- أن فريقه لم يكن ينتظر هذه الهزيمة الثقيلة في مباراة الذهاب، وبالتالي فإن أحداً لا يستبعد أن يردّ بقسوة في مباراة الإياب. والأكثر من ذلك أن الترجي لم يعد يرى المباراة على أنها فرصة فقط لإحراز اللقب الإفريقي والتأهّل لبطولة العالم للأندية؛ وإنما أصبحت المباراة وسيلة لردّ الاعتبار، وسيكون الفوز على مازيمبي بأكثر من هدف هو الطريقة الوحيدة لردّ اعتبار الفريق؛ حتى وإن لم يستطع الفوز باللقب؛ خاصة وأن كثيرين ممن تابعوا لقاء الذهاب تولّدت لديهم قناعة تامة بأن الترجي قد تعرّض للظلم من قِبَل الحكم التوجولي "كوكو". وتقدّم الترجي خلال الأسبوعين الماضيين بأكثر من شكوى إلى الاتحاد الإفريقي للعبة (كاف) ضد هذا الحكم، بدعوى أن الحكم احتسب هدفاً غير صحيح، وأن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، كما طرد اللاعب محمد بن منصور، واحتسب ضربة جزاء للفريق الكونغولي. ونجح مازيمبي في الاستفادة كثيراً من المباريات التي خاضها على ملعبه، في البطولة هذا الموسم؛ حيث حقّق فيها جميعاً الفوز؛ باستثناء مباراة واحدة تَعَادل فيها مع وفاق سطيف الجزائري، في دور الثمانية (دور المجموعات). ويسعى الفريق الذي مثّل القارة السمراء في بطولة العالم للأندية بالإمارات في العام الماضي إلى السفر مجدداً للعاصمة الإماراتية أبو ظبي في شهر ديسمبر المقبل لتمثيل القارة السمراء. وبرغم الفوز المطمئن على ملعبه في مباراة الذهاب، تعامل الفريق بجدية خلال استعداداته لمباراة الإياب؛ فأقام معسكراً تدريبياً لمدة أسبوع كامل في بلجيكا قبل السفر إلى تونس لخوض لقاء الإياب اليوم. ويحلم مازيمبي بتحقيق نتيجة إيجابية أيضاً في المباراة؛ حتى تكون أفضل احتفال له مع التتويج باللقب؛ ولذلك ينتظر أن يخوض المباراة بخطة هجومية؛ مستفيداً من قوة خط هجومه؛ لأنه يدرك أن منافسه فريق كبير ومن الصعب الصمود أمامه على مدار التسعين دقيقة في حالة التراجع للدفاع. ويدرك مازيمبي بقيادة المدرب السنغالي لأمين نداي أن منافسه ليس فريقاً عادياً؛ حيث سبق له الفوز بلقب البطولة أيضاً، كما كانت له العديد من الصولات والجولات على الساحة الإفريقية، التي عاد إليها بقوة هذا الموسم برغم تواريه عن الأضواء في السنوات القليلة الماضية. ويدرك مازيمبي أيضاً أن الترجّي سيكون مثل الأسد الجريح الذي يسعى إلى التهام فريسته. كما يضع مازيمبي في اعتباره أن الترجي قد وصل لهذا الدور على حساب فريق عريق آخر، هو الأهلي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (ست مرات)؛ ولذلك لا يمكن الاستهانة به. وقبل مباراة الذهاب، استنكر "نداي" ما ردّده البعض عن اعتماد فريق الترجي بشكل أساسي على المهارات الفردية لبعض لاعبيه مثل المهاجم النيجيري مايكل إينرامو وصانع اللعب التونسي الدولي أسامة الدراجي. ويرى "نداي" أنه من الخطأ أن يعتمد على الرقابة اللصيقة على "إينرامو" و"الدراجي"؛ لأن خطورة الترجي قد تنبع من لاعبين آخرين. ولم تتغير وجهة نظر "نداي" قبل المواجهة المرتقبة اليوم، ولذلك سيسعى مازيمبي إلى فرض رقابة لصيقة على إينرامو والدراجي للحدّ من خطورتهما؛ لكن مع السعي أيضاً إلى إيقاف تحرّكات باقي لاعبي الترجي وخطورتهم. ويأمل الترجي في أن تساعده الظروف، وأن يحالفه الحظ مثلما كان الحال في الدور قبل النهائي، عندما خسر أمام الأهلي بالقاهرة 1/2، ثم فاز بهدف مبكّر في مباراة الإياب، عندما سجّل إينرامو الهدف بيده في الدقيقة الأولى من لقاء الإياب. ولكن المهمة ستكون أكثر صعوبة بالتأكيد لأن الفريق يحتاج إلى "نصف دستة أهداف"، وبالتالي يحتاج إلى أكثر من يد لإينرامو. وسبق للترجي أن أحرز اللقب الإفريقي في عام 1994 للمرة الوحيدة في تاريخه؛ بينما خسر في النهائي عامي 1999 و2000. ويعتمد الترجي بشكل كبير على قاطرته البشرية إينرامو، الذي يتصدر قائمة هدافي المسابقة حتى الآن برصيد ثمانية أهداف مقابل خمسة أهداف للدراجي، وزميلهما وجدي بوعزي صاحبي المركز الثالث في القائمة؛ بينما يحتلّ ألان كالوبيتوكا ديوكو المركز الثاني في القائمة برصيد سبعة أهداف. وعلى الرغم من رغبة إينرامو في الفوز بلقب هداف البطولة، يحلم اللاعب النيجيري في قيادة الترجي بالفوز بلقب البطولة، الذي يوازي تسجيل العديد من الأهداف والفوز بالعديد من الألقاب الشخصية؛ ولذلك يحلم بهزّ شباك مازيمبي بأكثر من هدف. عن وكالة الأنباء الألمانية
شاهد خماسية مازيمبي في الترجي التونسي إضغط لمشاهدة الفيديو: