أنا لسه ماكمّلتش 17 سنة، واتقدم لي شخص صاحب جوز أختي؛ أخلاق ومحترم، وبيصلي وعارف ربنا، ومهندس، ومادياً واجتماعياً كويس، وفي وظيفة مرموقة، وبيقول إنه هيخلّيني أكمّل تعليمي بعد الجواز. أنا كنت حابة أعيش حياتي شوية، ماكنتش عايزة أرتبط بحدّ بدري كده.. كنت عايزة أدخل كلّيتي من غير دبلة.
بس أهلي مصمّمين وبيقنعوني بالعافية، وبيقولوا لي إحنا عايزين مصلحتك، وهو مش هيخطبك دلوقتي، الكلام ده بعد سنة، وقدامه كمان 3 سنين على ما يتجوّز.
مش عارفة أوافق ولا أرفض؟ ممكن لما أرفض مالاقيش الفرصة دي تاني لأن الفرصة مابتجيش غير مرة واحدة، وخايفة أرفض إنسان مافيهوش عيوب وفي المستقبل أرتبط بحدّ فيه عيوب.. صحيح إني من كتر المشاكل اللي بتحصل مع أهلي كنت دايماً بادعي ربنا إنه يرزقني بحدّ كويس ويخاف عليّ؛ بس أكيد ماكنتش عايزة الموضوع ده دلوقتي.. مش عارفة ربنا استجاب ولا إيه.
Koki.tob صديقة بص وطل العزيزة.. أعتقد أنه يمكنك أن تمسكي بالعصا من النصف؛ وخاصة أن أمامك عاماً طويلاً عريضاً من غير ارتباط رسمي؛ فالموافقة وإرضاء الأهل والرضا بالأمر الواقع مسألة لن تضرّك كثيراً؛ بل يمكن أن تبلور مشاعرك تجاه هذا الشخص بالقبول حسب مواصفاته الممتازة التي تجعل أهلك يُصرّون عليه، أو يظهر العكس لك ولأهلك، ويقدّرون أنهم قد فرضوا عليك عريساً وأنت في سنّ لا تسمح لك بالحُكم، وأنهم وافقوا على مواصفات جيّدة ولم يفكروا في التفاهم والحب الذي يربط القلوب -قبل ربط الأجساد- بالعقود والالتزامات.
وهذا يعني أن الوقت كفيل أن يثبت وجهة نظر "مين اللي صح؛ أنت ولا أهلك؟".. وقد يغيّر العريس رأيه ويكتشف أنه سينتظر سنوات طويلة حتى يتزوج، وطول الوقت مع الخطبة ليس في صالح الزواج والعروسين؛ وخاصة في علاقة مثل التي اقترحها أهلك معه، بمعنى ألا يكون بينك وبين هذا الشخص إلا ما يكون بينك وبين أي غريب، لا يربطكما شيء، وإن كانت هناك زيارات فستكون وسط الأهل، وستُمنع المقابلات خارج البيت، ولن يزيد الكلام عن "إزيك، عاملة إيه؟".. يعني "حرمان" مع الوعد بالخطبة بعد عام.
وهنا إذا التزم أهلك شرع ربنا واعتبروا هذا الشخص غريباً عنك لحد موعد "كتب الكتاب"؛ هتفوت سنين على الحال ده؛ أما إذا تركوا البساط -كما يقولون- أحمدي، وفِضِل داخل خارج وكلام في الحب وغيره؛ فأنتِ عارفة وبتشوفي اللي حواليكِ، ويمكن ساعتها "يخلع" هو، بعد ما يتحسب عليكِ خطيب، ويسألك اللي بعده: اتفسخت الخطبة بعد الوقت الطويل ده كله ليه؟
صديقتي.. ناقشي كلام أهلك معهم، وفهّميهم بالراحة أن الارتباط برجل دون خطبة أو عقد قِران، كلام لا يُرضي الله ولا يُرضي الناس.. واللي يعصي ربنا، ربنا لا يقبل دعاؤه ولا يكرمه ولا يكون معاه.
وافقي، وبعد ما توافقي اسأليهم: بأي صفة ستكون العلاقة بينك وبينه؟!! وفهّميهم إنه ممكن ينتظرك من غير حجز، وبعد السنة يحلّها ربنا.. وإن الحجز بيكون للبضاعة وللتذاكر، وللحاجات اللي مالهاش شعور، وأنتِ وهو بشر تتقلّبون بتقلّب قلوبكم التي في يد الله، يقلّبها كيف يشاء.