احتفلت أمس (السبت) مكتبات "أ" بانطلاق حملة "تاكسي المعرفة"، التي ترفع شعار "اقرأ على الطريق"؛ وهي مبادرة وخدمة مجانية تُقدّمها مكتبات "أ"، تتيح من خلالها للمصريين فرصة القراءة داخل التاكسي أثناء فترة الانتقال، وتهدف إلى إنشاء مكتبة صغيرة الحجم داخل 50 تاكسي، تجوب أرجاء القاهرة لتحفيز الركاب على القراءة خلال مسافة الطريق، وبالتالي في كل الأوقات لتصبح القراءة عادة يومية. "اقرأ على الطريق" مشروع طموح ومجاني بالكامل؛ حيث لا تضاف أية تكلفة على التاكسيات الموجود بها المكتبة المتنقلة، تُقدم المكتبة بالكامل مجاناً لسائقي التاكسي، مع المتابعة والتنسيق الدائم معهم، ولا يحمل الراكب أي أعباء مادية للقراءة داخل التاكسي. أقيم الحفل بفندق "هوليداي إن" بمدينة نصر، وحضَرَه حشد من المثقفين والإعلاميين والفنانين، مثل أبو الليف، ونادية مصطفى، وسامح يسري، وحاتم فهمي، ود.غادة مصطفى، ود.سعيد عواد، وفاتن الحلو (مدربة الأسود)، وسط متابعة إعلامية من بعض البرامج والقنوات الفضائية مثل "الحياة" و"العاشرة مساءً". تحدّث خلال الحفل عدد من مسئولي مكتبة "أ" الذين توقعوا أن يكون للمشروع مردود اجتماعي-اقتصادي وآخر ثقافي بالغ الأثر؛ بداية بالتشجيع على القراءة، ولفت الانتباه لكتب جديدة المحتوى والمضمون؛ فمن ناحية سوف يزداد الطلب على الكتب، وبالتالي ينعكس الأثر على دور النشر والمؤسسات الثقافية المعنية بالمعرفة؛ الأمر الذي ينعكس على قطاع الثقافة ككل، لتغذية المجتمع بمشروعات جديدة تهتمّ بالاطلاع، وتكون القراءة متاحة للكل، وفي كل الأوقات؛ حتى في وسائل المواصلات وسط الزحام لقضاء وقت ممتع ومفيد في آن. المطرب حاتم فهمي كان من بين الذين حرصوا على الحضور القراءة.. عادة لا ترتبط بالغرب وحسب افتتح الحديث أ."عمرو الشريطي" -عضو مجلس إدارة الشركة العربية الدولية المالكة لسلسلة مكتبات "أ"- الذي تناول تفاصيل المشروع وأهدافه، وكيف خرجت الفكرة إلى النور ودخلت في حيّز التنفيذ، لتنطلق على أرض الواقع، وذكر أنه خلال جولاته في الخارج لاحظ أن الناس في أوروبا وأمريكا يقرأون في كل مكان؛ في الشوارع، ووسائل المواصلات، وأثناء الانتظار في إشارات المرور، وفي الطوابير -على خلاف ما يحدث عندنا من شجار ومشادات ومشاحانات في الطوابير- دون أن تحاصرهم نظرات التعجب والدهشة أو الاستنكار؛ كما هو الحال في بلدنا إذا ما فكّر أحدنا في اصطحاب كتاب معه لقراءته في الطريق أو المواصلات. وهكذا ساد اقتناع عام أن ثمّة فارقاً ثقافياً بيننا وبين الغرب، وأن المصريين لا يحبون القراءة التي أصبحت سمة مميزة تكاد ترتبط بالشعوب الغربية التي أدركت بدورها مدى أهميتها. وأشار أنه عندما سافر إلى ماليزيا اكتشف نفس الشيء من كِبَر حجم المكتبات، وكثرة أعداد الكتب وتنوّعها، وتعدد الاختيارات، ووفرة المعلومات؛ مما يؤكد أن عادة القراءة لا ترتبط بالغرب وحسب؛ في حين أن مصر لا تزال تضمّ عدداً كبيراً من المثقفين والكتاب على قدر كبير من الخبرة والمعرفة، وذوو إنتاج فني وثقافي غزير. من هنا ترسخت قناعة مسئولي مكتبة "أ" بأن المشكلة لا تكمن في الكتاب فقط، وأن ثمة فجوة سببها غياب مقومات المجتمع القارئ المثقف؛ جزء منها يتمثل في وجود المكتبات المختلفة والمتعددة، بالإضافة إلى تنوّع الكتب والاهتمام بالأنشطة الثقافية والعرض النقدي؛ لذا فإن توافر الكتاب لم يكن هو الهدف الوحيد؛ وإنما تساهم كل تلك المقومات مجتمعة في نشأة المجتمع القارئ. "وائل عبد الله": استمرت استقصاءات سائقي التاكسي قرابة 4 شهور نشأة مكتبات "أ" انتقل الحديث إلى أ. "أحمد رحمي" -المدير التنفيذي لمكتبات "أ"- الذي قدّم عرضاً يحكي تاريخ المكتبة وفكرة نشأتها في عام 2005، وكيف استُوحيت من الأندلس؛ حتى إن كل فروع المكتبة قد بُنيت على ذات الطراز. وأوضح: بدأت مكتبات "أ" في الظهور عام 2008، من خلال مشروعات ليست الاستهلاكية -على الرغم من أنها تحقق ربحاً- وإنما تقدم خدمة مختلفة تُساهم في إثراء الحياة الثقافية وتوفر مقومات المجتمع المثقف؛ وها نحن الآن نحتفل بعد مرور أقل من عامين بمشروع "تاكسي المعرفة" كأحد الأهداف التي بُنيَ ذلك المشروع سعياً من أجلها؛ لتوفير الكتاب وتبادل المعرفة، ونشر فكر وثقافة القراءة في مصر. وأفاد أن الأنشطة الثقافية التي تبنّتها دور النشر والمكتبات الجديدة ومن بينها مكتبة "أ" مثل حفلات التوقيع والاحتفاء بمؤلف أو اللقاء مع مخرج؛ ربما تُعدّ جديدة نسبياً على مجتمعنا؛ لكن المعرفة لا تنحصر في الكتابة؛ وإنما قد تأتي من خلال ورشة عمل أو اللقاء مع أحد المفكرين. كما تحدث أ."وائل عبد الله" -مدير العلاقات العامة بمكتبات "أ"- وأوضح أن هذه الحملة تأتي في إطار جهود المكتبة من أجل كسر الحاجز النفسي بين الناس والكتاب بالوصول للفئات التي لا تقرأ، وهو ما تسعى إليه الحملة، وأكّد أن مشروع "المكتبات المتنقلة" رائع؛ لكنه في الأساس لجمهور القراء؛ أما "تاكسي المعرفة" فهو للجمهور العام ومنهم الكثيرون ممن لا يحبّذون القراءة". وأضاف: إن المكتبات قد أجرت مجموعة من الاستقصاءات لسائقي التاكسي، استمرّت قرابة أربعة شهور من أجل معرفة مدى تقبّلهم للفكرة، وتمّ الاتفاق بشكل مبدئي مع ما يقرب من 50 سائق تاكسي؛ لوضع مجموعة من الكتب التي تتناسب مع القراءة في الطريق؛ كبداية يسعى المشروع من خلالها لتعميم الفكرة على آلاف التاكسيات. وأردف حديثه بموقف طريف حدث له في بداية الحملة، عندما كان يستقلّ تاكسياً، وأثناء مروره ب"ساقية الصاوي" خَطَر له عرض الفكرة على السائق الذي لم يتردّد في توقيف السيارة وإجباره على النزول في الشارع دون توصيله! تكريم الفنانين اختتم اللقاء بتكريم الحضور من الفنانين والمثقفين؛ وذلك بتوزيع شهادات تقدير، ثم تم عرض فيلم قصير يتضمن رأي الشباب في تجربة مشروع "تاكسي المعرفة"، وكذلك رؤية أهل الفن، وكبار الكُتّاب؛ مثل خيري شلبي، ود.نبيل فاروق، وإبراهيم أصلان، والناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي، ورسام الكاريكاتير الفنان عمرو سليم، وآراء بعض الفنانين مثل المطرب حمزة نمرة، والفنان أبو الليف، والفنانة إنجي وجدان؛ فلنشاهد سوياً.. إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: