بدأت نحو 50 سيارة أجرة تجوب شوارع مصر رافعة شعار "إقرأ على الطريق" التي تُمكن الراكب من تصفح الكتب، وذلك لتشجيعهم على القراءة. ونات الفكرة إعجاب الكثيرين، وشهدت إقبالاً كبيراً لدرجة أن الناس أصبحوا يبحثون عن تلك السيارات "الذكية" لركوبها عن غيرها من سيارات الأجرة، وذلك حسب التقرير الذي بثه برنامج "صباح العربية" السبت 20-11-2010. وجاءت الفكرة من إحدى دور النشر في القاهرة، حيث لا يوجد عدد كبير من الناس يذهبون إلى المكتبة، ولكن من السهل للكتب أن تذهب للقراء. وقامت الحملة بتوفير ما بين 3 و5 كتب في كل تاكسي سمته المكتبة "تاكسي المعرفة"، الذي تم اختياره بعد 3 أشهر من البحث عن السائقين المنتمين إلى مستويات تعليمية تسمح لهم بتشجيع الركاب على القراءة. يُذكر أن الكتب من الإصدارات الحديثة وتتناول مختلف المواضيع السياسية والدينية والخفيفة، ويتم تحديثها كل 6 أشهر. خرج المشروع للنور بشعار "اقرأ على الطريق"، وأطلقته مكتبة تم افتتاحها في يوليو (تموز) 2009 وتملكها الشركة العربية الدولية للتوكيلات التجارية، واقتبست في تصميم فروعها داخل القاهرة وخارجها كثيرا من التراث الأندلسي، وخلال هذه الشهور القليلة قدمت المكتبة كثيرا من الأنشطة والفعاليات الثقافية مثل الندوات وحفلات التوقيع وورش العمل في مجالات متعددة مثل الصحافة والرسم وكتابة السيناريو. وائل عبد الله، أحد القائمين على تاكسي المعرفة، يشير إلى أن فكرة المشروع جاءت خلال بحثهم عن وسيلة للوصول إلى الأشخاص الذين لا يهتمون بالقراءة ولا تشكل الثقافة اهتماما لديهم، فالمكتبة منذ إنشائها وهناك كثيرون يحضرون إليها أو يشاركون في أنشطتها المختلفة، ولكن كان الملاحظ أن كل من يشارك في فعاليات المكتبة يكون مهتما بالقراءة في الأساس، فكان التفكير في كيفية الوصول بالكتاب إلى من لا يحب القراءة. يقول وائل: "في الدول المتقدمة نجد الشخص يستقل وسيلة الموصلات ومعه الكتاب أو الجريدة ليتصفحها، أي أن اهتمامه بالقراءة موجود من الأساس، ولكن هذا غير متوفر لدينا على الإطلاق؛ فمن النادر جدا أن نشاهد شخصا يقرأ في وسيلة مواصلات، من هنا جاءت فكرة (تاكسي المعرفة) لكي نصل إلى هذا الشخص غير القارئ خلال وقت وجوده في التاكسي، وذلك بتوفير مجموعة من الكتب البسيطة ليتصفحها خلال فترة استقلاله للتاكسي". كانت المشكلة التي واجهت أصحاب الفكرة أن هذه التجربة ليس لها مثيل في العالم يمكن الاسترشاد به والبناء عليه، والشيء الوحيد المشابه هنا هو فكرة "المكتبات المتنقلة"، وإن كانت تختلف في أن من يرتادها يكون أيضا لديه اهتمام بالقراءة، أي أنه هو من يسعى إليها وليست هي من تسعى إليه.