في كل مرة سنقرأ قصيدة، أو جزءاً من قصيدة، أو حتى بيتاً واحداً فقط لأحد الشعراء المعروفين أو غير المعروفين اسماً، وإن بقيت أشعارهم هذه أبداً.. نفعل ذلك بحثاً عن "شوية هوا" نتنفّسهم عبر كلمات معطّرة يبقى رحيقها طويلاً طويلاً. وُلِد أحمد شوقي في أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديوي عباس، أخذته جدته لأمه من المهد، وكفلته لوالديه.. وفي سنّ الرابعة أدخل كتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب.. أتمّ الثانوية.. ودرس بعد ذلك الحقوق، وبعد أن أتمّها عيّنه الخديوي في خاصته.. وأرسله بعد عام إلى فرنسا ليستكمل دراسته، عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 فضمّه الخديوي توفيق إلى حاشيته. وذكرى ميلاد أمير الشعراء احتفى بها موقع جوجل في 16 أكتوبر الماضي، فقام بنشر واحد من أشهر أبيات شوقي في حب الوطن وهو: "وطني لو شغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي"، وهي تعد المرة الأولى التي يحتفي بها المحرك العالمي بشاعر عربي، بعد احتفائه بسيدة الغناء العربي أم كلثوم. أما نحن فقد اخترنا لكم مجموعة أبيات رائعة كتبها شوقي في ذكرى ميلاده، يتحدث فيها إلى الهلال، يتحدث له وعنه وعن نفسه التي تدور دورتها وقد اقترب أوان المحاق.. فإلى القصيدة سنونٌ تُعَاد ودهر يعيدْ لعمرك ما في الليالي جديدْ أضاء لآدم هذا الهلال فكيف تقول "الهلال الوليدْ" نعدّ عليه الزمان القريب ويحصي علينا الزمان البعيدْ على صفحتيه حديث القرى وأيام عادٍ ودنيا ثمودْ و"طيبة" آهلةٌ بالملوك و"طيبة" مقفرة بالصعيدْ يزول ببعض سناه الصفا ويفنى ببعض سناه الحديدْ ومن عجبٍ وهو جدّ الليالي يبيد اللياليَ فيما يُبيدْ يقولون يا عام قد عُدْت لي فيا ليت شِعْري بماذا تعودْ لقد كنت لي أمس ما لم أردْ فهل أنت لي اليوم ما لا أريدْ ومن صابرَ الدهر صبري له شكا في الثلاثين شكوى لبيدْ ظمئت.. ومثلي بِريٍّ أحقّ كأني "حسين" ودهري "يزيدْ" تغابيت حتى صحِبْت الجهولَ وداريت حتى صحبتُ الحسودْ