السلام عليكم.. أنا باشكر "بص وطل" جداً على سعة صدرها.. أنا مشكلتي بجد مش لاقية ليها أي حلّ. أنا متزوجة من سنة وشهرين تقريباً، وبعد الجواز بكام شهر كان نفسي في بيبي، وكنت عايزة أبقى أمّ زي معظم البنات اللي بتتجوز، ورحت للدكتورة وعملت لي شوية تحاليل وأشعة، ولقت إن ما فيش أي حاجة عندي، وطلبت من زوجي عمل تحليل سائل منوي. وهنا كانت المشكلة.. زوجي رافض تماماً عمل أي تحاليل ليه، فضلت أتحايل عليه وفي الآخر وافق إنه يعمل التحليل عشان خاطري؛ لكن هو بيقول إنه راجل، ومش المفروض إنه يعمل أي حاجة.. وبعد ما عمل التحليل طلع مش كويس، والمفروض يعمل عملية دوالي على الخصية، والعملية مش صعبة خالص، أخويا عملها وما شاء الله مراته حملت على الطول. فضِلت في مشاكل، لحد ما ربنا كرمني بحمل من غير هو ما يعمل عملية؛ بس للأسف الحمل ما كملش وسألت الدكتور عن سبب الإجهاض، قال: ما مفيش سبب واضح. أنا دلوقتي بقالي 3 شهور من ساعة الإجهاض اللي حصل لي، وكلمته تاني في موضوع العملية وهو مش موافق خالص. مش عارفة أعمل معاه إيه؛ مع العلم إنه إنسان جامعي ومثقف، ومستغربة جداً من موقفه ده.. أنا بجد زهقت من كتر الكلام معاه. ما كنتش عايزة الموضوع يوصل لأهلي؛ بس آخر مرة باتكلم معاه فيها، استفزني ورُحت قلت لأهلي، وهو قال لأهلي: لو ما حصلش حمل الشهر ده ممكن أروح لدكتور.. بس أنا حاسة إن هو مكبّر دماغه على الآخر في الموضوع ده. emy سيدتي، أقدّر تماماً ما أنت فيه، وما تعانينه بحكم غريزة الأمومة في فطرتك؛ ولكن يا عزيزتي هناك أمران لا بد من أخذهما في الاعتبار: الأمر الأول: أن مثل هذه المشاكل لا يمكن حلّها بالقهر والإجبار.. ولا يمكن أن يأتي من يسوق هذا الرجل كَرهاً، ويدخله المستشفى كَرهاً ليقوم بهذه العملية. هو غير مقتنع -أو لنَقُل غير راغب- في هذه العملية لأسباب ربما تتعلق بمخاوفه من أن يَجري مشرط الطبيب في جسده، وفي منطقة حساسة تتعلق بكبريائه كرجل؛ حسب مفهومه. كما أن هناك نوعاً من البشر -رجالاً كانوا أو نساء- لا يتقبلون فكرة إجراء عملية، ولو كان المرض سيؤدي بهم إلى الموت. وعليك أن تعلمي أن هذه المشكلة النفسية في حاجة إلى هدوء منك حتى يُقبل هو على حلها لك، وحتى يتجاوز هذا الحاجز النفسي بينه وبين غرفة العمليات.. أما أن تظلّي تقولين له بأن أخاك فَعَلها وزوجته قد حملت ما شاء الله، وأن أخاك أشجع منه أو يرغب في الإنجاب أكثر منه؛ فهذا سيضاعف من وجود هذه المشكلة بمشكلة أخرى، سيراها هو عدم احترام له ولرجولته ولكيانه؛ مما سيجعله أكثر عناداً وإصراراً على موقفه، ولو أدى به الأمر للطلاق. فعليك أولاً بالصبر عليه، والتماس العذر له؛ خاصة وأنت تعلمين أن رفضه بسبب مشكلة حقيقية وليس العناد لمجرد العناد.. ثم بعد فترة تشعرين فيها أنه مهيأ نفسياً للحديث كلّميه وفاتحيه، وإن شاء الله يستجيب لك، أو لتلتمسي أقرب الناس إليه من الذين لا يشعر بحرج معهم؛ ليحدّثه بهذا الشأن ويُقنعه بهذا الأمر. الصبر -يا عزيزتي- هو الدواء الشافي لكل مواجعنا وآلامنا، أما الإهانة والتجريح للطرف الآخر؛ فلن تؤدي لنتيجة طيبة أبداً. ولتتذكري أن الله قدّر لك الحمل على حالته كما هي، وأن الأطفال هِبَة من الله وإن عجزت الأسباب؛ فالتمسي الصبر في هذا، وتذكّري زوجة سيدنا إبراهيم التي أنجبت وهي عجوز عقيم. وعليك بدواء ربّاني صَرَفه لنا الطبيب الأعظم، وهو الاستغفار {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}؛ فالاستغفار موجب لكل أنواع الرزق، ومنه الإنجاب. شرح الله صدرك ووهبك الذرية الصالحة. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا