السلام عليكم.. الموقع فعلاً جميل، خصوصاً القسم ده اللي باتابعه كل يوم.. عندي مشكلة ومحتاجة رأي حكيم وصادق. أنا بنت عندي 24 سنة، ما حبيتش قبل كده أبداً؛ لأن الحبيب له عندي مواصفات ما باقدرش أتنازل عنها.. ومن فترة مش كبيرة قابلت حدّ اتعرّفت عليه، وبدأنا صداقة، وعرفت عنه كل حاجة. حياته قبل كده كانت مش كويسة؛ كان بعيد عن ربنا، وبيعرف بنات كتير.. ولما عرفت كده عنه كنت مقرّرة أبعد عنه؛ لكن كان دايماً بيطلب مني أفضل جنبه؛ لأنه محتاج حد يساعده علشان يتغيّر. الحمد لله حاجات كتير فعلاً اتغيّرت فيه، وقرّب من ربنا كتير والحمد لله.. هو إنسان جميل والله، واللي كان فيه كان غصب عنه، أسلوب تربية، وأهله مسافرين، وكماليات متوفّرة من غير حساب؛ باحس إنه طبيعي إنه كان كده! المشكلة دلوقتي إنه حبّني وعاوز يتقدِّم لأهلي، أنا كمان بحبه؛ لكن كل ما بافتكر ماضيه، وإنه عرف بنات كتير قبلي بخاف.. عارفة إنه الحمد لله تاب وربنا إن شاء الله سامحه، وعارفة إنه بيحبّني فعلاً؛ لكن كل ما أفتكر الموضوع ده بصراحة باشمئزّ منه، وباحس إني مش طايقة حتى أسمع صوته. خايفة أكمّل معاه، ومش قادرة أستحمل بعد كده، وخايفة أبعد عنه.. أنا بحبه وهو كمان، وخايفة عليه يتعب لوحده. آسفة إني طوّلت عليكم؛ بس بجد محتاجة نصيحة. sh أولاً أشكركِ على ثقتكِ في موقعنا وعلى متابعتِك الدائمة لنا.. بما أنكِ في الرابعة والعشرين من عمرك، ولم ترتبطي أو تحبّي من قبل؛ فأنتِ إذن فتاة ناضجة، تعي ما تفعل، كما تتمتعين بقدر كبير من احترام الذات وتقديرها.. ومن الطبيعي أنك تريدين شاباً بدون تجارب سابقة؛ لكني أعتقد أن شاباً بدون تجارب شيء نادر الوجود في زمننا الحالي. بالنسبة للحبيب الذي له مواصفات "مش بتقدري تتنازلي عنها"؛ فهنا يجب عليّ أن ألفت نظرك إلى أن الخيال دائماً ما يكون أجمل من الواقع. وعلى الرغم من هذا فإننا نحيا في الواقع وليس الخيال؛ ولهذا أنعم الله علينا بنعمة عظيمة، وهي الإرادة والقدرة على تغيير الواقع، وكلما كانت إرادتنا أقوى استطعنا تجميل واقعنا على أرض الواقع.. فأنتِ لن تجدي إنساناً يتمتع بكل الصفات التي تبغينها؛ إنما ستجدين إنساناً يُحبّك كما أنتِ، يُحبّكِ بكل ميزاتك وعيوبك. أنتِ أيضاً ستحبينه كما هو بكل مميزاته وعيوبه، وستجدان أنكما يغيّر أحدكما الآخر، وتنتهيان إلى أن يكمّل أحدكما الآخر؛ حينها سيكون واقعك أجمل من الخيال؛ فهو واقع ناتج عن إرادتك الحرة. أما بالنسبة لهذا الشاب الذي كان مستهتراً إلى حد كبير، والذي تغيّر فيه الكثير، واقترب من الله على يديكِ؛ فأدعو الله أن يجازيكِ خيراً على ما فعلتِ، وأن يُسكنك فسيح جناته. وهذا التغيير يحتمل أمرين: الأمر الأول: أن يكون التغيير وقتياً وليس دائماً؛ فأنتِ تقولين إنكما تقابلتما منذ فترة "مش كبيرة"؛ فهل تعتقدين أنها فترة كافية للحكم عليه؟ هل تعتقدين أنها فترة كافية لتتيقني أن التغيير الذي حدث في حياته ليس أكثر من محاولة للتجديد والتنويع، أم لا؟ هل هي فترة كافية كي تصلحي ما أفسده أسلوب التربية والأهل المسافرين والكماليات المتوفّرة من غير حساب؟ أليس من الممكن أن يكون مستمتعاً بكونكِ فتاة بلا تجارب، ويريد أن يلعب بمشاعرك؟ أليس الطبع يغلب التطبع؟ في هذه الحالة، سرعان ما سيعود لطبيعته بعد فترة من الوقت، وحينها سيكون سلوكه أسوأ من الأول ليعوّض فترة التوقّف. الأمر الثاني: أن يكون التغيير حقيقياً؛ فرغبته في الارتباط الرسمي دليل على حُسن نيّته من ناحيتك.. وأحياناً يكون التقرّب من الله كفيلاً بتحسين سلوكيات كثيرة عند المرء، وقد قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. وتذكّري أن الله وحده هو الذي يُحاسب البشر على أخطاء الماضي؛ فنحن بشر والبشر خطاءون؛ لذا فليس عليك أن تحكمي عليه، أو أن تحاسبيه على ما فعل من قبل؛ إنما عليكِ أن تحاسبيه على ما بدر منه منذ لقائك. اشرعي في إجراءات الارتباط الرسمي؛ لكن أطيلي فترة الخطوبة حتى تتأكّدي من مدى صحة توبته، واستخيري الله ليجعل لكِ من حيرتكِ مخرجاً. إذا أردتِ الابتعاد عنه فابتعدي ولا تقلقي عليه؛ لأن توبته إذا كانت توبة نصوحاً؛ فإن الله سيوفّقه ويكرمه سواء أكنتِ بجانبه أو بعيدة عنه.. أما إذا كنتِ تحبينه حقاً وكان صادقاً في توبته؛ فهو إذن يستحق أن تسامحيه على ما سلف، وأن تبدئي معه واقعاً جديداً تُشكّلانه بإرادتكما الحرة.