طبعاً باشكر كل أسرة "بص وطل" على مجهودهم فعلاً غير العادي وعلى مساهمتهم في حل مشاكلنا، مشكلتي مش عارفة أبتديها إزاي ممكن ما تكونش مشكله أصلا بس جوايا حاجة تعباني؛ أنا عندي 19 سنة في كلية من كليات القمة الحمد لله، كتير فكرت في الحب بس عمري ما تخيلت إني أعرف شاب وأتكلم معاه كده قبل خطوبة أو ارتباط رسمي، وكنت تقريباً قافلة على قلبي رغم إن كتير حاولوا يتقرّبوا ليّ بس ما كانوش بينجحوا أبدا، بمعنى أصح أنا ما كنتش بادي فرصة لأي حد يقرّب ليّ. قبل ما أدخل الكلية بشهر جت لي واحدة صاحبتي، وقالت لي إن في واحد قريبها بيحبني من وقت ما كنت في ثانوي، بس ما كانش عاوز يشغلني عن المذاكرة، المهم أنا رفضت وهي بلّغته برفضي، وقال إنه بكده اتمسّك بيّ أكتر، وحصل كذا موقف بعد كده اتأكدت إنه بيحبني أوي، وفعلا اتكلمنا فترة مش كبيرة حوالي شهرين بس أنا تعبت؛ لأني مش متعوّدة على كده، وللأسف سيبته لكن هو فضل يكلّمني كتير وأنا مش بادي له فرصة لغاية ما تعب أوي، والدكتور قال له دي حالة نفسية وطبعا بسببي. كلمته أطمن عليه ومن وقتها ورجعنا زي الأول وأكتر كمان بجد ما بقتش أقدر أستغنى عنه، لما بتكلّم معاه باحس براحة غريبة عمري ما حستها، أوقات بنقول نفس الكلام في نفس الوقت باحس إن إحنا واحد، هو بيحس بيّ أوي وباحس بيه أكتر، لدرجة إنه ممكن يكون بيتصل بيّ وأنا نايمة وباحس بيه وأقوم أرد عليه، إحنا مش بنشوف بعض أصلا غير على فترات متباعدة بس بنتكلم في التليفون.. أنا متأكده من حبه 100% وهو إنسان محترم من عيلة محترمة أوي وده كمان اللي مطمني أكتر، عاوزة أعرف رأي حضرتك إيه في حكايتي وشكرا. K في البداية بنشكرك على ثقتك في أسرة الموقع، أما بالنسبة لرسالتك فكنت أتمنى أن أوافقكِ الرأي بأن ما فيهاش مشكلة وإنك مكبّرة الموضوع، لكن للأسف أنتِ على أعتاب مشكلة كبيرة قد تضرك بالفعل وتضيّع سنوات فخركِ واعتزازكِ وحفاظكِ على قلبكِ ومشاعركِ لمن كتبه الله تعالى لك زوجا. فقد كان نهجكِ وأنتِ لا زلتِ صغيرة وتسمعين عن الحب وقصصه هو الابتعاد عن هذه الحكايات والروايات والتركيز في الدراسة والتفوق فيها، حتى مَنّ الله تعالى عليك بدخول كليتك التي أتمنى أن تستمري في تفوقك فيها. لكن فجأة يظهر هذا الشاب ويكون مختلفاً عن غيره ويكون نفَسَه طويلا ويصرّ على الارتباط بكِ ولا ييأس سريعا كما فعل غيره. وأنا هنا لا أعرفه وبالتالي لا أريد ظلمه، ولن أقول إنه صياد ماهر لا يقنع إلا بالفريسة الصعبة والتي اجتمعت صفاتها كلها فيكِ؛ فأنتِ متفوّقة ومؤدبة وواضح من ذكرك للكثيرين الذي رغبوا في الارتباط بكِ أنكِ تتمتعين بالجمال الخارجي أيضا، لكني كما قلت لن أظلمه وسأقول إنه يحبك بالفعل ويخاف عليكِ ومتمسك بك لكن ماذا بعد...؟ ماذا بعد هذا الحب وهذا التمسّك..؟ هل طلب منك الارتباط الرسمي الذي كنت تضعيه شرطاً لأي ارتباط بأي شاب؟ اسمحي أن أقول لكِ إن الكلام في التليفون لا يقل خطورة عن المقابلات وجهاً لوجه، فبدون ارتباط رسمي تظلي خائفة وحائرة وتشعرين بشيء يتعبك؛ لأنكِ تنهجي طريقا غير الذي رسمتيه لنفسك طوال هذه السنوات. صديقتي لم تذكري شيئاً عن هذه الخطوة الرسمية، وهل هناك ما يمنعها أم لا سواء لديه أو لديكِ؛ لأني أدرك أن كليَتك غالبا كلية عملية تحتاج التركيز، لكن أعلم أيضا أن الكثيرات في هذه الكلية استطعن -ليس فقط الإقدام على خطوة الخطوبة- لكن أيضا الزواج، وقد استطعن التوفيق بين الدراسة والارتباط، فإذا كان هذا ما يمنع ارتباطكما رسميا فلا أجده سبباً كافياً خاصة مع استمرارك في الحديث إليه. أما إذا كان السبب لديه فنصيحة أن تتوقفي فوراً عن الكلام معه حتى يدخل بيتك طالباً الزواج رسمياً منك؛ لأني لا أتعاطف إطلاقاً مع من يرتبط بإنسانة مثلك ويدّعي حبها ثم يتحجج بأي حجة لعدم الارتباط الرسمي. صديقتي وفقاً لروايتك فإن أخلاقك هي من دفعته للتمسّك بكِ إذن تمسكي بها أنتِ أيضا ولا تفعلي شيئاً يُخالف ما تربيتِ عليه، فإذا كان يُحبك حقيقة سيتمسك بكِ أكثر، أما إذا كان العكس فستنقذك هذه الأخلاق من هذا الصياد الماهر.. وفقكِ الله تعالى لما يحب ورزقك الزوج الصالح الذي يقدرك ويعرف قيمتك.