تكاد التفجيرات الانتحارية في شتى أنحاء باكستان تصبح عادة مشئومة يستيقظ عليها الأهالي البؤساء، وكأنها جزء لا يتجزأ من زادهم اليومي كل صباح. ففي مدينة بيشاور عاصمة إقليمالحدود الشماليةالغربية في باكستان ذكر مسؤولو إنقاذ وشهود عيان أن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح إثر انفجار هائل وقع صباح الجمعة في شارع مزدحم بالمدينة، حسبما أفادت وكالة الانباء الألمانية (د ب أ). والمعروف أن هذا الإقليم يعاني من أنشطة الجماعات المسلحة. وقال الصحفي الباكستاني شهاب أحمد في مكالمة هاتفية أجراها من موقع الحادث إن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة كانت تنتظر أمام مطعم يمتلكه نجل زعيم حزب عوامي الوطني الحاكم في إقليم أسفنديار والي في حي حياة أباد الراقي بالمدينة.
وقال مسؤول في مؤسسة "إدهي" المعنية بخدمات الإنقاذ إن سيارات الإسعاف التابعة للمؤسسة نقلت ثمانية مصابين على الأقل إلى المستشفى المحلي.
وفي لقطات تليفزيونية تبين الحادث، يتضح أن الانفجار ألحق أضرارا بالمبنى وتسبب في قطع بعض أسلاك الكهرباء أيضا.
وفي موقع آخر من البلد الذي ترجه التفجيرات على فترات متلاحقة، ذكرت الشرطة أن مهاجما انتحاريا فجر عبوات ناسفة أمام منشأة الإنتاج والصيانة الرئيسية التابعة للسلاح الجوي الباكستاني في إقليم البنجاب شرق البلاد في وقت مبكر من يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 12 آخرين، طبقا لوكالة الأنباء الألمانية. وقد فجر المهاجم، الذي كان راكبا دراجة، نفسه عندما تم اعتراضه عند نقطة تفتيش بالقرب من مجمع باكستان للطيران في بلدة كامرا التي تبعد 65 كيلومترا شمال غرب إسلام أباد.
وقال رئيس الشرطة المحلية فخر سلطان راجا "سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 14 آخرين في الانفجار الذي وقع في نحو الساعة 7:30 حسب التوقيت المحلي (الساعة 1:30 بتوقيت جرينتش)". وأضاف راجا أن اثنين من القتلى من أفراد السلاح الجوي وأن الآخرين مدنيون.
وكان ضابط برتبة صغيرة بالشرطة المحلية قد صرح في وقت سابق أن الهجوم ناجم عن تفجير سيارة ملغومة.
ومن المحتمل أن يثير هذا الهجوم القلق بين بعض خبراء الدفاع في الدول الغربية لأنهم يعتقدون أن باكستان ربما لديها طائرات مقاتلة يمكنها ان تحمل رؤوسا نووية في القاعدة الجوية في كامرا. وكانت الجمهورية الإسلامية الوحيدة المسلحة نوويا قد أكدت أن ترسانتها الذرية الموجودة في مواقع سرية تعتبر آمنة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد صرحت في وقت سابق من الشهر الحالي "لدينا ثقة في سيطرة الحكومة الباكستانية والجيش على الأسلحة النووية". ويعد هذا الهجوم هو الحلقة الأخيرة في سلسلة التفجيرات والغارات على أهداف أمنية والتي قتلت قرابة 180 شخصا في الشهر الحالي وحده في الوقت الذي تواصل فيه القوات الباكستانية هجوما كبيرا ضد طالبان في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية التى تتاخم حدود أفغانستان.