كالعادة أتفاءل بعد كل توقف للدوري العام، وأعتقد أن الزمالك عائد لا محالة، وأن لكل كبير كبوة. ورغم أنها أصبحت فجوة؛ إلا أنني أعود وأقول إن الزمالك يمرض ولا يموت؛ لكن الحقيقة أن الزمالك مصاب بمرض مزمن لعين.. لم يستطع أحد تشخيصه حتى الآن. جاء التوقف ليملي المدير الفني هنري ميشيل طلباته على الإدارة بإقامة معسكر خارجي؛ للابتعاد بالفريق عن جو القاهرة للتركيز، وبالفعل استجابت الإدارة لطلبات الخواجة، وسافر الفريق ولعب مباراتين وديتين فاز فيهما أمام العين الإماراتي وبني ياس، وعاد الزمالك لاستكمال مشواره في الدوري وسط تفاؤل كل الزملكاوية. لتأتي مباراة الجونة بما لا يحمد عقباه على القلعة البيضاء لاعبين وجمهورا؛ ففريق الجونة المحترم الذي يدربه الزملكاوي إسماعيل يوسف، والذي يضم مجموعة متميزة من اللاعبين أصحاب الخبرة والمهارة؛ نجح في إحراج الزمالك والتقدم عليه بهدف، والسيطرة على معظم مجريات المباراة، وإرهاق خطوط الزمالك الذي ظهر في أسوأ حالاته الفنية والبدنية؛ وكأنه يحتاج إلى معسكر خارج كوكب الأرض لتجهيز اللاعبين. المباراة لم تشهد تألق أحد سوى جمهور الزمالك كالعادة الذي بدأتُ أشفق عليه من مشقة التشجيع لفريق لا يستحق الشفقة ولا الاهتمام؛ لكن الأمر المثير للسخرية هو أن الزمالك الذي ضغط بكل خطوطه؛ محاولا إحراز هدف عن طريق مهاجميه الدوليين عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" لم يستطيعا أن يغزوا مرمى المخضرم شريف إكرامي؛ اللهم إلا كرة عرضية يتيمة استغلها ميدو ليدرك التعادل. أما الأخ عمرو زكي فتناسى تماماً أنه في مباراة كرة قدم، وتفرغ للمشاحنات والمضايقات في مدافعي الجونة؛ مما أخرجه من تركيزه؛ فلم يقدم أي شيء يذكر طوال 90 دقيقة عفواً 89 دقيقة؛ حيث توّج بكارت أحمر قبل النهاية مباشرة بعدما وصلت التجاوزات إلى الكابتن أحمد الجارحي -حامل الراية- ليخرج زكي من المباراة متناسياً تماماً أن الهدف الأكبر هو مباراة الجزائر.. والكل يعلم كمّ الاستفزازات التي يقوم بها لاعبو شمال إفريقيا؛ فهل سيحصل عمرو -اللي مفروض أنه خبرة وزكي- على الكارت الأحمر في مباراة مصر والجزائر؟!!! نعود للزمالك والمدرب هنري ميشيل الذي يطلب كل يوم تغيير الجهاز المعاون، واستبدال الكابتن عبد الرحيم محمد بآخر أجنبي؛ لأنه غير متفاهم معه، ميشيل الذي هرب من الزمالك لتدريب منتخب المغرب، وعاد بعد لفة قصيرة إلى الزمالك ليكون محطة منها يهرب مرة أخرى لأول عرض مغرٍ. قال: إنه لم يَعِد جماهير الزمالك ببطولة الدوري، وأنه يبني القلعة البيضاء من جديد.. نعم فريق جديد؛ فالفريق الذي كان قد أعطى الأمل بمجموعة من الشباب مثل أحمد الميرغني وعلاء علي وحازم إمام، وتمسكوا بالفرصة في نهاية الموسم الماضي على يد السويسري دي كاستال، وأثبتوا جدارتهم مع الفريق الأول، وجاء التدعيم من الإدارة بأسماء لها صولات وجولات في الدوري المصري والأوروبي ومع المنتخب الوطني مثل: عمرو زكي وأحمد حسام ميدو وحسن مصطفى وأحمد جعفر ومحمد عبد الشافي. هذه الأسماء كلها، ويقول ميشيل إنه يبني فريقاً جديداً.. أعتقد أن أبويا "رحمه الله" من الممكن أن ينافس البرازيل في الحصول على الفوز بكأس العالم لو معه أسماء مثل هذه النجوم الصغيرة والكبيرة. لو كان المعسكر الخارجي في دبي الذي طلبه الفرنسي ميشيل أفاد الزمالك وعاد على اللاعبين بالإيجاب، وهو ما ظهر جليًّا في مباراة الجونة، وتعادل الزمالك -بحمد الله- مع الجونة الصاعد حديثاً للدوري لعام!!.. فماذا يطلب الخواجة لو أراد -لا قدر الله- أن يفوز الزمالك بمباراة؟ وما هي المقترحات التي يجب أن تدرسها الإدارة من الآن في حالة نية ميشيل في التعادل مع الأهلي، أو لا سمح الله يعني التفكير مجرد التفكير في الفوز على غريمه التقليدي؟!! أقل المتفائلين من الزملكاوية كان يتوقع أن ينهي الزمالك الدوري من منتصف الموسم؛ خاصة في ظل تذبذب مستوى الأهلي الذي يبني فريقاً جديداً بالفعل؛ لكنها كرة القدم "المجنونة"؛ لكن هناك بالتأكيد خطأ؛ لكن للمصداقية أنا لا أعلمه أو مللت مثلي مثل كثيرين في البحث والتنقيب عليه طوال خمس سنوات وسأواصل للسادس والله أعلم متى سأتوقف عن البحث!! فهل هو خطأ الإدارة من البداية وحتى النهاية.. هل هو خطأ هنري ميشيل.. هل هو خطأ لاعبين.. هل كثرة النجوم السبب.. هل الروح.. هل نوع الفانلة.. هل السبب في سائق الأتوبيس الذي ينقل اللاعبين.. ولا يمكن أنا السبب؟.. لو حد في حضراتكم زملكاوي كان أو أهلاوي أو إسماعيلاوي يقول سبب أو عنده أسباب جديدة أو يخبطني "بحتة حديدة يفوّقني" مش عارف بصراحة؟!!!!!