معظم أفلام الخيال العلمي التي تناولت مسألة الروبوتات قدّمت رؤية متشائمة بخصوص هذا الأمر؛ تمرّد وحروب وخراب بسبب انقلاب الآلة على الإنسان والسحر على الساحر.. على الجانب الآخر هناك قلّة من الأفلام التي قدّمت رؤية متفائلة عن عالم يتعايش فيه الاثنان معاً؛ لكن -أيضاً- دائماً ما تظهر مشكلة ما. الروبوتات قادمة لا محالة، الجيش الأمريكي صار يستخدم الكثير منها بالفعل، وفي اليابان وكوريا يصنعون الآن روبوتات للعناية بكبار السن، ولن يمرّ وقت طويل قبل أن نجد أنها صارت جزءاً من الحياة اليومية؛ لذا علينا أن نفكّر من الآن، لماذا يجب أن نخشى هذه الآلات التي تشبهنا؟
يمكن ملاحظة مدى تعاطف الناس مع الروبوت Wall E في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم 1. الروبوتات تسرق عواطفنا قد لا تحتاج الروبوتات إلى الدخول في حرب مع الإنسان لتحصل على زمام السيطرة، قد يكون كل ما يحتاجون إليه هو أن يتركوننا نقع في حبهم! لاحظ مثلاً مدى تعاطف الناس مع الروبوت Wall E في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، أو بكاؤهم على الآلي "ديفيد" في نهاية فيلمArtificial Intelligence.
إن المخ البشري قادر على التعاطف مع البشر، ومع الحيوانات، ومع كل ما له ملامح لطيفة حتى ولو كان بأعين زجاجية.. يبدو أن على مصممي الروبوتات أن يصنعوهم بوجوه عديمة الملامح، أو على الأقل عليهم محاولة تقليل شبههم بالبشر درءاً لهذه المشكلة.
بدأ البشر يبعدون عن العلاقات الطبيعية مع ظهور الإنترنت والتقدم التقني الكبير 2. الروبوتات تسرق أحبابنا بدأ البشر يبعدون عن العلاقات الطبيعية مع ظهور الإنترنت، ولم يعد من الغريب أن يكون للشخص علاقات حب مع أشخاص لم يرهم أبداً، وكل تعاملهم معه يكون إلكترونياً عبر الشبكة العنكبوتية. ويمكن للعلاقات من هذا النوع أن تدوم لسنوات. مع الروبوتات سيكون الأمر أكثر وقعاً.. إن إنساناً آلياً يتكون من مزيج من المعدن واللحم، يشبه البشر وله مشاعر، قد يكون محبوباً مثالياً؛ خاصة إذا كان من الممكن برمجته ليكوّن له الخواص التي تريدها بالضبط.. إن أفلاماً مثل Stepford Wives تنبّأت لنا بمصير كهذا منذ وقت طويل.
حلّت الروبوتات بالفعل محل البشر في بعض المجالات، أهمها مجال استكشاف الفضاء 3. الروبوتات تسرق وظائفنا إن أي شيء تستطيع عمله، يستطيع الروبوت أن يفعله بشكل أفضل. ربما ليس روبوت اليوم قادراً على هذا؛ لكن روبوت المستقبل سيقدر بالتأكيد.. فقد حلّت الروبوتات بالفعل محل البشر في بعض المجالات، أهمها مجال استكشاف الفضاء؛ فالروبوت يستطيع تحمل أقسى الظروف المناخية دون شكوى ويتحمل قضاء سنوات في رحلات فضائية طويلة دون ملل، كما أنه لا يحتاج لطعام أو شراب أو لباس! ها هي أول وظيفة يستولي عليها الروبوت من الإنسان، والبقية تأتي تباعاً.
قتلت بعض الروبوتات جنوداً أمريكيين أثناء تدريبات الجيش الأمريكي 4. الروبوتات تسرق حياتنا إن مسألة هبوب الروبوتات في ثورة ضد صانعيهم من البشر -كما تُصور لنا العديد من الأفلام- هو أمر مشكوك في حدوثه كثيراً.. هذا لا يعني أن التمرد لن يحدث، لكن ليس بهذا الشكل. في السنوات القليلة الماضية استخدم الجيش الأمريكي آلاف الروبوتات -على شكل طائرات بدون طيار وروبوتات أرضية- في الحروب في العراق وأفغانستان. وقد حدث أن قتلت بعض هذه الروبوتات جنوداً أمريكيين أثناء التدريبات بسبب مشاكل حدثت أثناء التشغيل، قد يبدو السيناريو الذي حدث في فيلمTerminator هو الأقرب للتحقق، وما يعزز هذه الرؤية هو أن بريطانيا العظمى أنشأت شبكة أقمار صناعية لمراقبة وتوجيه كل هذه الروبوتات المقاتلة والطائرات بدون طيار عن طريق شبكة تحكم واحدة. ما الذي يحدث لو تمردت هذه الشبكة كما حدث في الفيلم المذكور؟
في وقت ما سيلتقي خطا التطور ليظهر السيبورج أو نصف الإنسان نصف الروبوت 5. الربوتات تسرق أحفادنا سواء تَحارب الإنسان والروبوت أو وقعا في الحب معاً؛ فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن يندمجا في وقت ما. من ناحية الإنسان؛ فإنه صار يعتمد على المنتجات التكنولوجية أكثر فأكثر حتى أنها لم تعد تفارقه أينما يمضي.. بعض هذه المنتجات يمكن أن يرتديه وفي المستقبل سيندمج مع جسده، مثال ذلك: الشرائح الإلكترونية التي تزرع تحت الجلد لأغراض مختلفة والأطراف الصناعية وغيرها. ومن ناحية الروبوت فإنه يأخذ الصفات الإنسانية أكثر وأكثر، إلى أن يظهر الروبوت الذي يكتسي جسده باللحم والجلد وله مشاعر وقدرة على التعلّم. في وقت ما سيلتقي خطا التطور ليظهر السيبورج أو نصف الإنسان نصف الروبوت. عند هذه سنفقد القدرة على تمييز الإنسان من الروبوت، وعندها سنتوقف عن القلق من الروبوتات.