الكثير منا يحب منظر النباتات الجميل، ويشعر أنه من الممتع أن "يربي الزرع"، كما نقول والتعبير ليس مجازيا؛ فلكي يعيش الزرع يحتاج إلى المشاعر والاهتمام والفهم إلى جانب قواعد العناية التي تضمن تهيئة المناخ المناسب لنمو النباتات وازدهارها؛ مما يتوافق مع معاني التربية؛ فالزرع ليس مقتنيات بل هو كائن حي يعيش معك. ولما كان الموضوع يحتاج لخبير للحصول على بعض النصائح بمجال العناية بالنباتات؛ فقد تحدثنا إلى مصمم ومنفذ الحدائق السويسري المقيم بالقاهرة: "أنجلو باستوري" والذي بدا متردداً جدا؛ لأن "تربية الزرع مش سهلة" على حد قوله؛ لأن الناس أحيانا يكوّنون مفاهيم خاطئة عن النبات لبعد الناس عن الثقافة الزراعية, وضرب المثل بأن بعضا من عميلاته ربات البيوت واللاتي يحببن النباتات جدا, كانوا يزيدون جدا في سقي الزرع بالماء ظناً منهن أنهن "بيغذوه علشان يكبر"؛ لكن ما يحدث أن الجذور تتعفن ويموت النبات من زيادة المياه. يضيف باستوري أن أي شخص يحب أن يبدأ في موضوع زراعة النباتات المنزلية "لازم يتوقع إنه في الأول هتموت منه كام زرعة لحد ما فهمه للزرع يزيد ويتعود على فهم شكل مختلف من الحياة", اللي هو الزرع طبعاً. ما ينصح به أنجلو باستوري محبي الزرع كبداية للحفاظ على النباتات؟ لتحتفظ بنباتاتك لأطول فترة ممكنة يجب أن تتعلم عنها وتعاشرها وأول ما تهتم به هو: الري الري يمثل 50% من صحة النبات؛ فالوصول لدرجة الري المضبوطة تعتبر أصعب اختبار يواجهه هواة الزراعة؛ لأن الأمر يعتمد على عوامل كثيرة منها: 1 – نوعية التربة المستخدمة في الزراعة التجربة شيء هام في رحلة الحفاظ على النبات؛ فهو كائن يجب أن تتعرف عليه لتحيا معه، والري يعتمد على الإحساس بدرجة أكبر مما يعتمد على القواعد، ونستطيع أن نقول عموما بأن نوعية التربة المستخدمة في زراعة النبات عامل أساسي في ضبط كمية مياه الري. وألفتُ الانتباه إلى أن هناك أنواعاً من التربة سيئة، ولنتعرف عليها نجري اختبارا بسيطا, نسكب بعض الماء؛ فإذا اختفى سريعا وتجمع في الإناء الخارجي؛ فإن تلك التربة مناسبة للزرع، أما لو تجمع الماء فوق سطح التربة؛ فإنه غير قادر على النفاذ من المسام الناعمة الزلقة فهي تربة سيئة, والتربة الجيدة تتطلب خلط التربة الصناعية "البيتموس" مع الرمل بمقدار ربع للرمل وثلاثة أرباع تربة صناعية, ويستحسن غسل الرمل قبل خلطه بالتربة لإزالة ما قد يكون مختلطا به من أملاح غير مرغوبة. 2 – درجة الحرارة المحيطة النبات يستهلك المزيد من المياه في درجات الحرارة الأعلى, لزيادة معدلات النمو إلى جانب ارتفاع معدلات التبخير, كما أننا يجب أن نراعي وجود النبات في قاعة مكيفة من عدمه؛ فالفصل قد يكون شتاء؛ ولكن التدفئة تزيد درجة حرارة الغرفة. 3 – نوع النبات هناك نباتات تستهلك مياها أكثر من غيرها (أكثرها غير منزلي), وهناك نباتات شحيحة الاستخدام كالصبار. التسميد السماد هو الطعام بالنسبة للنباتات، وعمل جدول ثابت لتسميد نباتاتك المنزلية سيهدي لك نباتات صحية وسريعة النمو، كما يزيد من زهو اللون الأخضر للأوراق, وله أهمية ؛خاصة للنباتات المنزلية الموضوعة في أصاري بعيدا عن الأرض, وعادة تستهلك النبتة كل العناصر الغذائية من التربة المحيطة بها من 6 إلى 12 شهر, ونقوم بعملية التسميد -إذا كنا نستخدم الأسمدة المركبة العادية والمعروفة في السوق بتركيبة (19-19-19) والمتواجدة عند بائعي الزرع- بأن نذيب السماد بنسبة جرام (ملعقة شاي ممتلئة =5جرام) لكل لتر من المياه، ونسقي مرة كل شهر في فصل الشتاء ومرتين في فصل الصيف؛ لأنه موسم نمو النبات؛ فيكون استهلاك النبات للغذاء أكبر. وقد نستطيع توفير الوقت ومجهود التسميد المتكرر باستخدام أنواع السماد الأقل قابلية للذوبان (والأعلى سعرا) والتي تضاف مباشرة للتربة وتستمر في إمداد النبات بالغذاء لتعيد التسميد فقط مرة واحدة كل 6 شهور، متبعا تعليمات التسميد التي تختلف من ماركة لأخرى. النظافة من الهام للغاية الحفاظ على النظافة العامة للنباتات؛ فالتقاط الأوراق الذابلة والصفراء إلى جانب غسيل الأوراق من الأتربة التي تمنع وصول الضوء الحيوي في عملية التمثيل الغذائي للنبات إلى الخلايا الخضراء والتي تكون مدفونة تحت طبقات التراب، وللأسف؛ فإن مصر جوّها مترب؛ مما يجعل عملية الغسيل مهمة جدا, وعملية الغسيل تتم بالبخاخ المملوء بالماء، أو عليك ببساطة أن تسحب نباتك للدش وتعطيه حماما سريعا كلما دعت الحاجة. تقليب التربة وتغيير الأصاري كلما كبر النبات يحتاج لتغيير إنائه بما يتناسب مع حجمه، ومما يتيح مساحة للجذور للنمو والتشعب, وتحدث هذه العملية تقريبا كل سنتين, ويجب التأكد من جودة الثقوب في أسفل إناء الزرع، وأنها واسعة كفاية لتصفية الماء سريعا ولا تحبسه بالداخل حتى لا تتسبب بإصابة الجذور بعفن، وهو ما لا يمكن إصلاحه, ويراعى تقليب سطح التربة على الأقل مرة كل شهر؛ وذلك لتفكيك التربة وتهويتها مع مراعاة عدم جرح الجذور.
