يا جماعه أفتوني في مشكلتي جزاكم الله عني خيراً.. أنا شاب مسافر بدولة عربية، ومرتبي علي قدي، ما اقدرش آخد زوجتي معايا، وفيه مشاكل بين زوجتي وأمي كتير قوي، وأمي بصراحة مبهدلة زوجتي والمشكلة إن أنا ساكن في نفس البيت اللي أمي موجودة فيه لأنه بيت أبويا. أنا احترت، أعمل إيه؟ والمشاكل بتزيد يوم بعد يوم، وأمي مش عايزة تسيب مراتي في حالها، وأبويا ضعيف الشخصية، مش قادر يعمل لها أي شيء، ودي أمي واتخانقْت معاها كتير، وباحاول أحمي مراتي وبيتي وما فيش فايدة، ولو بطّلت أسافر هاشتغل إيه في مصر؟ وأنا عندي ولد وبافكّر في الثاني. أرجوكم الحقوني، وردوا عليّ.. أنا بجد تعبان، وتقريباً مش بانام من المشاكل اللي أنا فيها أرجوكم. تويتي معذور أنك لا تنام يا عزيزي, أعانك الله؛ فلا يوجد صداع للرأس ووجع للقلب أكبر من ذلك الآتي من وراء المشكلات بين الزوجة والأم. أولاً وقبل أي شيء أرجو أن تؤجل فكرة "الولد الثاني" هذه حتى تحلّ مشكلتك؛ فحلها قد يتطلب بعض الماديات, وأنت تقول إن راتبك بسيط. ثانياً من قال لك إن عليك العودة لمصر؟ هل وجودك سيلغي المشكلات؟ بالطبع لا؛ بل ربما يضعك في قلبها بشكل يُضعف قدرتك على العمل، وأنت تحتاج لبعض المساحة من الهدوء لتتمكن من مواصلة العمل. إن الحل الوحيد الجذري والحاسم لموقفك هذا هو ما يمكن تسميته "الفصل بين القوات"، وهذا بأن تنقل زوجتك لبيت آخر بعيداً عن والدتك.. أعلم أنه حل مكلف؛ لكن ثمة وسائل من شأنها تخفيف الوطأة المادية له, كأن تبيع شقتك في بيت والدك وتشتري بثمنها شقة أخرى, أو أن تؤجرها وتدفع من إيجارها إيجار شقة "إيجار جديد".. أو ربما يوجد حل آخر لا أعرف مدى إمكانية تطبيقه هو أن تتفق مع زوجتك أن تعيش مع أهلها خلال فترة غيابك في الخارج.. ومن المؤكد أنهم يعلمون بما تعانيه، ولا أراهم يرفضون هذا؛ إلا إذا وُجِدَ مانع قوي لديهم. أعلم أن كلها حلول مرهقة؛ لكنها مرهقة ماديًا؛ بينما وجود زوجتك ووالدتك متقاربتين يسبب لك ولهما إرهاقاً معنوياً أجده أكثر ضرراً من ذلك المادي. ومن الواضح أنها هي الحلول الوحيدة ما دام والدك لن يتدخل وأنك -بالتأكيد- لا تستطيع أن تُجبر والدتك على شيء فهي في النهاية أمك وتوجد حدود للتعامل معها بحزم. طبعًا أنا لم أذكر أي كلام عن ضرورة أن تتحلى زوجتك بسعة الصدر أو بكلام من نوعية "اسمعي وطنّشي" أو "كلمة حاضر بتريّح"، ولعلمي فإنها وسائل "مُسَكّنة" للألم لا تمنع أسبابه! ثمّة مسألة أخيرة: لاحظ أني استمعت منك وحدك, ورأيت الموقف من زاويتك أنت؛ بينما من الممكن أن تكون لوالدتك وجهة نظر أخرى, ولكني أجتهد بما أعلم فقط. توكّل على الله يا عزيزي وابدأ تنفيذ ما قلت لك بأسرع ما يكون، إن كنت تريد أن تحظى ببعض راحة البال, وإذا كنت تريد أن ينشأ طفلك في جو صحيّ خالٍ من المشاجرات والشدّ والجذب. تحياتي..