كشف تقرير حديث للوكالة العالمية للطاقة أن الصين استطاعت أن تتفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتكون المستهلك الأول للطاقة في العالم، وكانت في عام 2007 قد انتزعت من الولاياتالمتحدة أيضاً لقب الدولة الأولى عالمياً في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، فالدولة التي يبلغ تعدادها نحو مليار وثلاثمائة مليون نسمة والآخذة في النمو، عازمة على توسيع دائرة التصنيع بشكل كبير. التقرير أوضح أن تفوق الصين جاء نتيجة عدم الكفاءة الواضحة في استهلاك موارد الطاقة والتعامل معها، وهي المسألة التي عملت الولاياتالمتحدة على تطوير نفسها فيها، حيث سجّلت الولاياتالمتحدة -بتعداد سكان 307 ملايين نسمة- معدل كفاءة سنويا لاستغلال الطاقة بلغ 2.5% طوال السنوات الخمس بين عامي 2000 و2005، فيما سجّلت الصين معدل كفاءة عن نفس الفترة بلغ 1.7% فقط. الولاياتالمتحدة ما زالت تحاول اللحاق بأوروبا في قضية فعالية وكفاءة استخدام الطاقات المختلفة، إلا أن التقرير أوضح أنها حققت تقدماً كبيراً في هذا الشأن، وأصبحت تستهلك حالياً قدراً أقل كثيراً مما كانت تستهلك من قبل. الصين تفوّقت على الولاياتالمتحدة بفارق 4% فقط؛ حيث قامت باستهلاك 2252 مليون طن من الطاقة المعادلة لطاقة البترول، مستعينة بالعديد من المصادر من بينها الفحم والطاقة النووية والغاز الطبيعي وطاقة المياه. كانت الولاياتالمتحدة قد أعربت في أكثر من مناسبة عن قلقها حيال هذا التعطش الصيني الشديد لاستهلاك الطاقة، واهتمامها الكبير بالحصول على النفط الموجود في كازاخستان. يُذكر أن الصين كانت حتى ثلاث سنوات من أكبر الدول المصدّرة للفحم، إلا أن الأمر تغيّر الآن فمن المتوقع أن تقوم هذا العام باستيراد ما بين 105 إلى 115 مليون طن من الفحم للتفوق على اليابان، وتصبح المستورد الأول للفحم في العالم، كما أنها أصبحت مؤخراً المستهلك الأول في العالم للبترول السعودي متفوّقة على الولاياتالمتحدة.