عاتب الفنان محمد منير بعض الصحف المستقلة على عدم اهتمامها بحفله الذي أقامه بقرية "زمردة" بالساحل الشمالي أمس الأول (الجمعة)، مؤكدا أنه كان يتمنى أن يجد متابعة من الصحافة المصرية لهذا الحدث المهم. وأقيم حفل "منير" وسط حشد جماهيري وصل عدده إلى 60 ألف شخص جاءوا من مختلف محافظات مصر، وفي جوّ اتسم بالبهجة والسلطنة الطربية التي اعتاد عليها رواد حفلات النجم الأسمر، خاصة وأن الحفل كان بمثابة متنفس لجمهور "منير" الذين حُرموا على مدار عام من حفلاته التي كان يقيمها في الأوبرا. وقال "منير" في حوار مع صحيفة "الأهرام" أمس "السبت": "أوشكت على الانتهاء من ألبومي الجديد حيث قمت بإعادة توزيع أغنيتي القديمة "في عنيكي غربة وغرابة" بموسيقى التانجو.. حيث إنني لم أقدم هذا اللون من الغناء في مصر منذ 60عاما". وتنبأ بأن تكون هذه الأغنية مفاجأة الألبوم. وأشار "الملك" إلى أنه دائما في حالة غناء فعندما "أحزن أغني.. أفرح أغني..أتعب أغني.. دنيا دايرة غصب عني.. في أيديّ إيه غير إني أغني". وأضاف: "هذه الكلمات التي تغنيت بها في أحد أفلامي السينمائية تنطبق تماما على حياتي، فأنا لا أملك سلاحاً أعبّر به عن نفسي غير الغناء". وتابع: "عام 1979 في بداية مشواري الفني، ماتت والدتي، وبعد يوم كامل من العزاء، دخلت الحمام، وظللت أدندن "علموني عينيكي أسافر"، وفجأة تنبهت أن هذا لا يصحّ؛ لأن والدتي ماتت من ساعات قليلة، وبعد نحو30 عاما تكرر نفس الموقف، فأثناء غنائي في حفلي السنوى في دار الأوبرا المصرية، تذكرت أثناء غنائي لأغنية "لو كان لزاما علي" شقيقي سمير الذي رحل قبل الحفل بيومين، فبكيت بشدة، أثناء الحفل". وعن وصوله للعالمية من خلال حفلاته في كثير من دول العالم قال "منير" مشددا: "سأناضل حتى أظل صناعة مصرية، فعلى مدى 30 عاما -هي مشواري الفني- كل ألبوماتي تحمل شعار "صنع في مصر"، وحلمي أن أظل صناعة مصرية، وعندي عروض كثيرة ولكنها لا تتناسب مع حلمي الفني، فالمبدع يعترضه عائقان يقفان ضد إبداعه: ديكتاتورية الرأي في الإبداع، وأن يفلس فلا يعرف كيف يبدع". مؤكدا أنه يجد صعوبة في اختياراته الغنائية الحالية بسبب كثرة الموضوعات المهمة التي تغنّى بها سابقا، وأكد أن أغنياته القديمة تناولت قضايا مصر والبلدان العربية. ووجّه "منير" كلمة لجمهوره في الحفل، وطالبهم بالتفكير أولا قبل المطالبة بالتغيير نتيجة للدعوات الكثيرة والحركات التي تطالب بالتغيير، وقال: "لا بد أولا أن نفكر في تغيير أنفسنا قبل المطالبة بالتغيير السياسي، فالطالب والفلاح والعامل لا بد أن يتغيروا أولا ثم يطالبون بالتغيير، وغنى مقطعا من نشيد "بلادي.. بلادي". وأتم حوراه مع الأهرام بقوله: "نحتاج أن نتغير نحن أولا للأصلح وللأجمل والأرقى وللتحضر".