السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا خاطب جديد، وكان عندي حاجة عاوزة رأي حد فيها.. ينفع الواحد يعرف شكل شعر مراته مثلاً قبل الجواز إزاي؟ ممكن تكون عندها مشاكل فيه، أو ممكن يكون شكلها مختلف تماماً عن شكلها بالحجاب اللي شدّني ليها، والواحد خايف يلوم نفسه بعد كده مثلاً. ممكن تلاقي مراتك من غير شعر خالص مثلاً!! ساعتها هتعمل إيه؟.. شكراً. dr.n صديقنا العزيز.. نرحب بسؤالك البريء.. ولكن دعنا نسألك سؤالاً بالمقابل.. هل من حق خطيبتك مثلاً أن تجري لك كشفاً على أسنانك؟ وأن تعرف كل كم تقصّ أظافرك؟ أو متى تستحم؟ لتحكم على نظافتك الشخصية؛ لأنه أمر هام بالنسبة لها؟ لا تغضب مني ولكن سؤالك استدعى هذا السؤال بالمقابل.. ولم لا!! أليس لديك اهتمامات في جسدها وبالتأكيد لها هي الأخرى، تحب أنت شيئاً وتحب هي الأخرى شيئاً.. أم أن المرأة هي العنصر الوحيد المطلوب منه أن يكون للمتعة والبحث عن مواطن الإعجاب؛ بينما الرجل يكفيه أنه رجل. يا صديقي إذا كانت البداية بينك وبين زوجتك في المستقبل ستنبني على الشك حتى تتأكد، وعلى القلق حيال كل غامض؛ فإن هذه علاقة بُنيت على خطأ وتحتاج إلى تقويم.. المفروض أنك تثق فيها وتصدّقها، وتعلم أنها لو كان فيها عيب كهذا لأخبرتك.. المفروض أن أهلها من الأمانة والشفافية بحيث لا يخدعونك.. هذه هي الطبيعة وهذه هي الفطرة وهذا هو ما تعارف عليه الناس. أما إذا كنت تتحايل لترى شعرها؛ فاعلم أن هذا لا يجوز، وقد حرّمه الله عليك حتى تصير زوجتك، ولهذا حكمة أخرى غير أنها تُخفي عليك الأمر حتى تغشّك! ثم تفاجأ بعد أن تقع الفأس في الرأس. حكمة ذلك أنك إذا أردت أن ترى شعرها فأرتك هي إياه؛ ربما لا تقنع بذلك وتريد أن ترى شيئا آخر لتطمئن، وبعد أن تتأكد تماماً من سلامة البضاعة؛ فما الضامن لديها ولدى أهلها أنك لن تتركها؟ وهذا ما يحدث أمام أعيننا بصورة منتظمة، وساعتها سيدخل البيت خاطب آخر؛ فأين حقه وأين الأمانة التي كان يجب أن تكون مصونة له؟ ثم ماذا سيكون موقفك حين يطلب منك نفس الشيء خاطب أختك أكرمك الله؟ يا صديقي البيوت تُبنى على الحب والتفاهم والثقة المتبادلة وليست ميداناً للتجارب والاختبارات والشك حتى يثبت العكس. هذا شيء يا صديقي، وهناك شيء آخر وهو أن الزواج ليس أمراً قائماً على المتعة والشهوة والإشباع الجسدي فقط.. إنما هو شعور متكامل بالسعادة والراحة والرضا؛ فعليك أن تبحث عن كل ذلك.. تبحث عن زوجة تفهمك وتحبك وتقوّي عزيمتك وتأمرك بالمعروف وتنهاك عن المنكر وتربّي أولادك على القِيَم الصالحة، وفي نفس الوقت تسرّك حين تنظر إليها وتطيعك إذا أمرتها وتحفظك إذا غبت عنها.. إنك تبحث عن رفيقة رحلة حياتك لا عن عروسة مولد. اعلم يا صديقي أن الزواج رزق، وأمر يقدّره الله، وقد كتب تعالى أن الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات؛ فاعلم أن رزقك هو ما تستحقه، وأن زوجتك هي رزق الله تعالى لك؛ فما دمت طيباً فلن يرزقك الله إلا بمن تَقرّ بها عينك ويسعد بها فؤادك.. فأصلح نفسك وتقرّب إلى ربك واسأله الزوجة الصالحة التي تُعينك على حياتك وتكون رفيقتك في الدنيا والآخرة. وهناك وسيلة بسيطة شرعها الإسلام لكي يطمئن الخاطب إلى المواصفات العامة للزوجة والتي لا يستطيع أن يراها؛ فجرى الإسلام والعادة على إرسال إحدى النساء كالأم أو الأخت ترى منها بحكمة ما تريد أن تطمئن إليه فيها، ولا حرج على الإطلاق أن تصف لك ما رأت.. لكن هذا لغرض الاطمئنان فقط، ولا يجوز أن تكون هي طريقة اللقاء أن تُظهر لك ما لا يجوز أن تظهره بغير رباط مقدس وهو كتب الكتاب. وربنا يوفقك ويجمعك بزوجتك في بيتكما السعيد آمين.